هدم منزل في كفر قاسم

قامت آليات وجرافات المؤسسة الإسرائيلية بحماية قوات الشرطة والوحدات الخاصة، صباح اليوم الخميس، بهدم منزل حسين عيسى المكون من ثلاثة طوابق قيد الإنشاء في مدينة كفر قاسم، في منطقة جبل العوني شرقي مدخل المدينة.

هدم منزل في كفر قاسم

صور من المكان

قامت آليات وجرافات المؤسسة الإسرائيلية بحماية قوات الشرطة والوحدات الخاصة، صباح اليوم الخميس، بهدم منزل حسين عيسى المكون من ثلاثة طوابق قيد الإنشاء في مدينة كفر قاسم، في منطقة جبل العوني شرقي مدخل المدينة.

واقترفت آليات الهدم بحماية قوات كبيرة من الشرطة المدججة بالأسلحة جريمة هدم المنزل بشكل كامل.

وقال مواطن من كفر قاسم، لـ'عرب 48'، إن 'المنزل كان مهددا في السابق من قبل السُلطات، وسبق لبلدية كفر قاسم أن هدمته وهو قيد الإنشاء، ومن ثم أعاد صاحبه بناءه مرة أخرى'.

وتسود أجواء من الغضب كفر قاسم والبلدات العربية في أعقاب تزايد جرائم هدم المنازل العربية بادعاء عدم ترخيصها، في الوقت الذي تعرقل فيه الجهات المعنية استصدار التراخيص اللازمة وعدم توسيع مسطحات البلدات العربية وتفاقم أزمة السكن الخانقة.

 يذكر أن الحكومة الإسرائيلية باشرت بـ'تطبيق أنظمة البناء في المجتمع العربي'، وأقامت وحدة بوليسية خاصَّة لهذا الغرض وخصصت الميزانيات لهذا 'المشروع'، الأمر الذي رفضته لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وأعتبرته خطيرا، لما يعنيه من استهداف وجودي للجماهير العربية في البلاد، من خلال ما يرمي إليه من هدم عشرات آلاف البيوت العربية في مختلف أنحاء البلاد.

ورأت قيادة المجتمع العربي أن 'هدم المنازل العربية يعكس جوهر وحقيقة وذهنيّة السياسة الرسمية الإسرائيلية تجاه الجماهير العربية في البلاد'، واعتبرته تصعيداً نوعياً، لا سيّما أن معظم ما يسمى 'البيوت العربية غير المرخَّصة' ليست تجاوزاً لما يُسمى 'قوانين البناء'، إنما رَدّاً على سياسات التضييق والخنق التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية منهجياً، ضد المواطنين العرب وسلطاتهم المحلية، خصوصاً فيما يتعلق بتوسيع مناطق النفوذ والبناء والخرائط الهيكلية.

اقرأ/ي أيضًا| الحسينية: أمر بهدم منزل والعائلة تستنجد لمنعه

وأكدت أن 'المرجعية الصحيحة لمواجهة ما يسمى 'البناء غير المرخّص في المجتمع العربي'، يكمن في اعتماد مبادرة اللجنة القطرية بهذا الخصوص، التي تبنتها معظم الهيئات التمثيلية، وفي مقدمتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وعُرضت على جميع المسؤولين الحكوميين، مُنذ عِدَّة سنوات، ولم تجد أي تجاوب من قبل الحكومة ومؤسَّساتها'. 

وقال د. عبد العزيز بدير، لـ'عرب 48'، إن 'ما حدث اليوم هو جريمة نكراء بادعاءات كاذبة ووهمية، ولا يجوز السكوت عليه، بادعاء عدم ترخيص البيوت. الحكومة لا تريد منحنا الرخص وبالمقابل تهدم لمن يبني بيتا حتى وإن كان على أرض بملكية خاصة. أين نذهب بأولادنا الذين هم في مقتبل عمرهم'.

وتابع: 'نحن نستذكر ذكرى مجزرة كفر قاسم في الأيام القريبة، وها هم يقدمون لنا هدية، يهدمون بيتا مكونا من ثلاثة طوابق لمواطن كلفه تعب حياته، وها هم بلحظة يهدمون مستقبله، ويدنسون أرضا ارتوت بدماء الشهداء عشية ذكرى المجزرة'.

وقال كفاح عيسى، لـ'عرب 48': 'نطالب من البلدية أولا أن تتحمل المسؤولية في هذا الملف وأن تعمل جاهدة من أجل وضع حل لهذه الجرائم، وأن تتعاون مع لجنة شعبية قوية لمناهضة هدم البيوت'.

وأضاف أن 'ما حدث اليوم هو مجزرة بشعة، تذكرنا بالمجزرة التي وقعت قبل ستين عاما، ويذكرنا المحتل أنه قادر على ارتكاب المجازر في أي لحظة يريد وسط صمت من المسؤولين. وفي هذا اليوم نذّكر رئيس البلدية الذي ينوي بالتعاون مع الشرطة تخصيص قطعة كبيرة من أراضي كفر قاسم لافتتاح مركز جديد، أن ينظر أي جهاز يريد أن يدخل للبلدة، جهاز الهدم والقمع والتمييز'.

التعليقات