هدى كحيل الضحية التاسعة في مسلسلِ جرائم قتل النساء

وقالت الزيناتي لـ"عرب 48"، إن "قدرة النساء على دعم بناتهن وتقويتهن لا يُلغي حاجتنا لمعرفة سياسة المؤسسة الإسرائيلية، ولا يلغي دورنا النضالي، هناك حاجة لدخول المدارس من أجل تغيير الواقع العنيف بين طلابنا، حيثُ لا وقت لانتظار المؤسسات".

هدى كحيل الضحية التاسعة في مسلسلِ جرائم قتل النساء

أوقفوا جرائم القتل في بلداتنا العربية

في أعقاب جريمة القتل المروعة التي وقعت مساء أمس، الثلاثاء، في مدينة يافا والتي كانت ضحيتها هدى كحيل (36 عامًا)، اقتيدَ شقيق المرحومة إلى التحقيق، وقد يُسرَّح بعد فترةٍ قصيرة بادعاء عدم توفر الأدلة، وفي العادة ينسب المجتمع أعذارًا للشاب، مثل أنه غير متزن وغير واعٍ لتصرفاته، وكما في كُلِ مرةٍ يكتفي البعض بالترحُم على المغدورة، لكنّ الحقيقة لا تتغيَّر وهي أنّ مجتمعنا 'لا يرحم' المرأة، ويختلق أعذارًا للقتَلة المجرمين في بعض الأحيان.

المرحومة هدى كحيل هي المرأة التاسعة التي تُسلب حياتها في مسلسلِ جرائم قتل النساء في هذا العام 2016.

وترى الناشطة الاجتماعية والنسويّة، آية زيناتي، أن 'العنف المستشري في مجتمعنا لا يتعلَّق فقط بانتشار السلاح، بل أصبح جزءا من تربيتنا أنّ نميِّز بين الرجل والمرأة والفتاة والشاب في التعامُل، وطالما أنّ النساء لا يهتممن بدورهن وأهمية قدرتهن على التعبير عن أنفسهن، أمام الوالديْن بالأساس، حتى تنشأ تربية مبنية على المساواة في التعامُل، بينما الواقع اليوم مُعاكِس، إذ تكون الأم ضعيفة أمام إرادة الأبناء، وتُنشئ جيلاً من الفتيات اللواتي يختبئن في البيوت ويتعرضن للقمع والكبت من قِبل أمهاتهن بالأساس، وهذا ما يجب أن يتغيَّر، بأن تكون الأم صديقة وداعمة، ومساوية بين الذكور والإناث، حتى تنشأ عائلة متكاملة ومتماسكة وداعمة'.

آية الزيناتي

وقالت الزيناتي لـ'عرب 48'، إن 'قدرة النساء على دعم بناتهن وتقويتهن لا يُلغي حاجتنا إلى معرفة سياسة المؤسسة الإسرائيلية، ولا يلغي دورنا النضالي، وعليه فإنّ هناك حاجة لدخول المدارس من أجل تغيير الواقع العنيف في مدارسنا وبين طلابنا، حيثُ لا وقت لانتظار المؤسسات، بل علينا جميعًا كناشطين وناشطات وعاملات اجتماعيات أن نتواجد طوال الوقت في الشارع والميدان، نساءً ورجالاً، وعدم الاكتفاء برفع الشعارات، بل يجب العمل على التغيير بين الأجيال المبكرة، هكذا فقط يمكن أن نلمس التغيير، وأن نوقِف الدماء التي تسيلُ بلا مُبرِّر لها. حان الوقت لرفع سقف التحديات والتغيير للأفضل، وإلا فإننا جميعًا سنخسر معركتنا ضد العنف ومعركتنا في مواجهة سياسة الإقصاء التي نتعرّض لها كمواطنين في البلاد'.

وأكدت أنه 'لا مجال للاستسلام، ولا يغيِّر واقعنا سوى الإيمان بالقدرة على التغيير حالاً، كي لا نُصاب بالإحباط، ولنسائنا أقول أننا يجب أن نحاول النهوض والنضال من جديد، فهي معركتنا الآن وبدون تنازلات، هكذا فقط قد نلمس بأنفسنا واقعًا أفضل'. 

سماح سلايمة

وقالت العاملة الاجتماعية والناشطة النسوية، سماح سلايمة، لـ'عرب 48'، إن 'الأساس في رأيي بما يتعلق بموضوع مكافحة العنف هو تكاثف الجهود ومنع الجريمة، بواسطة تطبيق القانون والزج بالمجرمين في السجون ومن ثم العمل على تربية أجيال أقدر وأفهم من الناحية النسوية'.

وأضافت أن 'هذا ما نحاول تغييره حاليًا، من خلال مكافحة العنف، وهي مهمة صعبة وليس هناك ساحر يحولنا لمجتمع أفضل، ولكلٍ منا واجبه ومكانته وعلينا جميعًا تحمل المسوؤلية'.

وأكدت أنه 'إذا قام كل بدوره، رجال الدين والسياسة والسلطات المحلية ولجنة المتابعة الخالية من النساء تقريبا، بعيدا عن مهرجانات الخطابة والاستنكار وبدأنا العمل معا يمكننا التغيير'.

وزعم قريب المرحومة هدى كحيل، يوسف أبو سراري (57 عاما)، أن 'شقيقها المشتبه به كان يعاني من اضطرابات نفسية وسبق أن تلقى العلاج في مستشفى مُختص، وكان عنيفا في الأيام الأخيرة'.

وأضاف: 'نحمّل الشرطة والمؤسسة المسؤولة عن علاجه المسؤولية عن وقوع الجريمة لأنها لم تعالج الأمر كما هو مطلوب، وكان بالإمكان منع الجريمة لو عملت الشؤون الاجتماعية والشرطة وفق المطلوب'.

وأوضح أن 'هذه الجريمة ليست على خلفية شرف العائلة، وأن المشتبه به كان من الممكن أن يقتل أي إنسان أمامه كونه يعاني من اضطراب نفسي، وقدّر الله أن تكون شقيقته هي الضحية'.

هذا، واجتمع العشرات من الناشطات في يافا ظهر اليوم، الأربعاء، وذلك لمناقشة جرائم القتل والعنف المستشرية في المجتمع العربي وخاصة في يافا، وبحث سُبل احتجاجية للضغط على الشرطة والمؤسسات المسؤولة من أجل أداء عملها دون تخاذل أو تقاعس.

تمديد اعتقال شقيق القتيلة هدى كحيل

مددت محكمة الصلح في مدينة تل أبيب، اليوم الأربعاء، اعتقال شقيق القتيلة هدى كحيل (36 عامًا) من مدينة يافا، للاشتباه به بارتكاب جريمة القتل.

وعلم أنه جرى تمديد اعتقال المشتبه البالغ من العمر 33 عامًا لغاية 4.11.2016.

وتعرضت الفقيدة لجريمة طعن في شقتها بأحد أحياء مدينة يافا مساء أمس، الثلاثاء، ا أدى إلى إصابتها بجراح وصفت ببالغة الخطورة، وأعلن لاحقًا عن وفاتها متأثرة بجراحها.

التعليقات