معتمرون من عين ماهل تقطعت بهم السبل في تيماء والأغوار

لا تنتهي المشاكل التي يتعرض لها معتمرو الداخل الفلسطيني موسمًا بعد موسم، وأحدثها، هذا العام، ما تعرّضت له مجموعة معتمرين من قرية عين ماهل طيلة ساعات المساء واليوم.

معتمرون من عين ماهل تقطعت بهم السبل في تيماء والأغوار

لا تنتهي المشاكل التي يتعرض لها معتمرو الداخل الفلسطيني موسمًا بعد موسم، وأحدثها، هذا العام، ما تعرّضت له مجموعة معتمرين من قرية عين ماهل طيلة ساعات المساء واليوم.

ويروي أحد المعتمرين لـ'عرب 48' المعاناة التي قاستها مجموعة جرّاء أخطاء متكررة في الطريق من المدينة المنوّرة إلى قريتهم عين ماهل التي كان من المفترض أن يصلوها ظهر اليوم، لكنهم وصولوها عند الثامنة.

بدأت المعاناة من منطقة تيماء شماليّ السعودية، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الأردنيّة، حين تعطّلت الحافلة التي تقل المعتمرين دون أن يقدّم أحد المساعدة إلا بعد مرور 7 ساعات على تعطّل الحافلة، علمًا أن عاصفةً رمليّة شديدة ضربت المنطقة المذكورة (وشماليّ السعوديّة كلها)، أدّت إلى إصابة عدد كبير من المعتمرين بمضاعفات إثر العاصفة غير المعتادين عليها في بلادنا أصلًا.

وبعد سبع ساعات من الانتظار في العراء، قدمت حافلة لنقل المعتمرين، إلا أنهم رفضوا الصعود إلى الحافلة قبل استدعاء سيارات الإسعاف التي قامت بنقل المرضى إلى المشافي لتلّقي العلاج.

وبعد تلقي المعتمرين المتضررين من العاصفة الرملية وقطّع السبل بهم العلاج، انطلقوا إلى الأردن كي يدخلوا لاحقًا الأراضي الفلسطينيّة، وعندما وصلوا النقطة الحدوديّة الأردنية-الإسرائيليّة، عند الثالثة عصرًا (بدلًا من العاشرة صباحًا)، وبدل أن تكون الحافلة التي ستقلهم إلى عين ماهل جاهزة فورَ وصولهم، فوجئوا بأن لا أحد في انتظارهم، وحين تواصلوا مع الشركة المعنيّة قالت لهم إن سائق الشاحنة متواجد في المنطقة وسوف يقول بنقلهم خلال نصف ساعة.

وبعد نصف ساعة من الوقوف تحت الشمس في غور الأردن بالنقطة الحدوديّة، بعد ليلة طويلة في قلب العاصفة الرملية الشديدة، لم يأتِ السائق، وعاود المعتمرون بعدها التواصل مع شركة الحافلات التي أكّدت لهم أن السائق قريب منهم، وبعد إصرارهم على التحدث مع سائق الحافلة والحصول على رقمه، ونجاحهم في ذلك، تبيّن أنه لا زال يتواجد في مدينة القدس ولمّا يغادر منزله بعد، طالبًا منهم عدم الاتصال به كي لا يتعرّض لغرامة ماليّة 'لأنه نسي أذنيّاته في المنزل'.

بعدها، وبعدما ظهرت أمارات التعب والإرهاق على المعتمرين الذين تعرضوا طوال 24 ساعة لتقلبات جوية لم يعهدونها من قبل، عاودوا الاتصال بشركة الحافلات التي من المفترض أن ترسل لهم حافلة بدل تلك المتأخرة، طلبت منهم الشركة أن يستأجروا حافلة من الحدود وأن يعودوا بها إلى عين ماهل على أن تدفع الشركة حساب الحافلة، 'إلا أن ذلك غير ممكن نظرًا لأن لا حافلات تدخل إلى داخل المعبر الحدودي دون تنسيق مسبق، فما بالكم بالعثور على حافلة فارغة داخل المعبر'، وفق أحد المعتمرين العالقين.

وفور وصول الخبر قام رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة، النائب جمال زحالقة، بالاتصال بالمعتمرين ليتصل بعدها بنائب رئيس لجنة الحج القطرية، الحاج عبد الرحيم فقرا، ولشركة الباصات ذات العلاقة، وفي أعقاب ذلك جرى حل المشكلة وعاد معتمرو عين ماهل إلى البلاد.

وتم حل المشكلة بعد تدخل النائبين عن التجمّع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة د. جمال زحالقة وحنين زعبي اللذين قاما بالاتصالات اللازمة لعودة المعتمرين الفوريّة إلى عين ماهل وهو ما تمّ.

                    

التعليقات