من الرامة إلى خان شيخون: نضالنا في عطلة...

نتساءل أين إدانات النواب الذين يسارعون إلى تجريم وإدانة إسرائيل صباح مساء؟ نكتشف أن دورة الكنيست الشتوية انتهت، وخرج النواب إلى عطلة الربيع

من الرامة إلى خان شيخون: نضالنا في عطلة...

ضحايا الكيماوي في خان شيخون، والمغدورة لينا أحمد من الرامة

من قرية الرامة الفلسطينية في الجليل إلى مدينة خان شيخون السورية، أخبار تدمي القلب. سيدة لم تتجاوز 35 عامًا وأم لطفلين، اسمها لينا أحمد، تقتل بوضح النهار وأمام المارة. هي ضحية جرائم القتل الثامنة عشرة منذ مطلع العام. تثور ثائرتنا لساعة أو ساعتين أو يوم، ثم تهدأ بانتظار المصيبة التالية.

في مكان آخر ليس ببعيد، يستخدم النظام سلاح 'السارين' الكيماوي ضد مدنيين في مدينة خان شيخون في سورية، ويقتل مئة مواطن أعزل. تثور ثائرة العالم، ثم تهدأ بانتظار المجزرة المقبلة.

بين هاتين المصيبتين هناك صمت مدوٍ ومريب. صمت أحزابنا وحركاتنا. لم تصدر أحزابنا أو القائمة المشتركة مثلا أي بيان يتعلق بجرائم القتل وتحديدا قتل النساء. فقط حنين زعبي وعايدة توما ومسعود غنايم أصدروا بيانات تتعلق بجريمة قتل لينا أحمد، وكأن جرائم قتل النساء شأن نسوي يتطلب بيانات نائبات نسويات وفي أحسن الأحوال إدانة نائب إسلامي.

قد تكون هناك انشغالات أكثر أهمية من هذه الجريمة. لكن مجزرة خان شيخون لا يمكن أن يكون هناك ما هو أبشع وأكثر أهمية. مرة أخرى تصمت الأحزاب والقائمة المشتركة. وحدها الحركة الإسلامية (الجنوبية) تصدر بيان إدانة 'لنظام حزب البعث'، وكأن هناك ما تبقى من هذا الحزب أو النظام. ليس البعث هو الذي يحكم ولا نظامه، بل هو شخص طاغ متحالف مع قوى خارجية وقوى داخلية فاسدة.

نتساءل أين إدانات النواب الذين يسارعون إلى تجريم وإدانة إسرائيل صباح مساء؟ نكتشف أن دورة الكنيست الشتوية انتهت، وخرج النواب إلى عطلة الربيع، وهي فرصة ربما في نظر نوابنا لتدويل قضايانا وزيارة عواصم العالم. لكن ما المبرر والتكنولوجيا والإنترنت متوفران في كل مكان؟ هل يعقل أنهم لم يسمعوا بجرائم القتل في الرامة وخان شيخون؟ أم أن هذه قضايا إشكالية لا تحظى بالإجماع داخل القائمة المشتركة والأحزاب، وبحاجة لعقد اجتماعات المكاتب السياسية واللجنة الرباعية في المشتركة؟ أم هي لاعتبارات حزبية داخلية حتى لا نقل انتهازية؟

لا ندري. ربما كل الأسباب مجتمعة. لكن من المعيب أن من نعرفهم يجيدون التعليق على كل شيء يحصل على وجه الكرة الأرضية، أن نكتشف أنهم دخلوا معبدا صامتا للرهبان.

إذا كان الموقف من النظام السوري وملابسات الجريمة في خان شيخون ليست واضحة بالنسبة لهم، فما المانع من أخذ موقف يدين مرتكب الجريمة أيا كان؟

وفي ما يخص الجريمة في الرامة... يبدو أنها لا تستحق قطع عطلة الربيع للمشاركة في تشييع جثمان الضحية أو حتى إصدار بيان.
نضالنا خرج إلى عطلة الربيع... المعذرة منكم. انتظرونا مع عودة الدورة الصيفية للكنيست... 

التعليقات