الطيرة: النصب التذكاري لشهداء 48 يثير نقاشا... وتحريضا يمينيا

أثار تشييد نصب تذكاري لشهداء مدينة الطيرة في المثلث الذين سقطوا في العام ١٩٤٨ نقاشا حول موقعه إذ يرى ناشطون أن البلدية دفعت لتشييده في 'مكان غير حيوي' وداخلي، فيما حرضت أطراف صهيونية يمينية ضد تشييده أساسا

الطيرة: النصب التذكاري لشهداء 48 يثير نقاشا... وتحريضا يمينيا

النصب التذكاري للشهداء بالطيرة

أثار تشييد نصب تذكاري لشهداء مدينة الطيرة في المثلث الذين سقطوا في العام ١٩٤٨ نقاشا حول موقعه إذ يرى ناشطون أن البلدية دفعت لتشييده في 'مكان غير حيوي' وداخلي، فيما حرضت أطراف صهيونية يمينية ضد تشييده أساسا وطالبت بعدم تحويل الميزانيات للبلدية.

وانتقد مواطنون وناشطون في الطيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي قرار بناء النصب داخل المدينة قرب المدرسة الثانوية والمعلب البلدي، حيث خصصت له بلدية مساحة واسعة. ويقوم على تشييد النصب ناشطون من الطيرة الذين قاموا بجمع التبرعات لهذا المشروع.

ويرى عدد كبير من الأهالي بأن النصب كان يجب أن يكون في الشارع الرئيسي وفي موقع بارز في أحد دورات الشارع الرئيسي أو عند مدخل البلدة أو في ساحة البلدية التي تقع هي أيضا على الشارع الرئيسي، وليس في ساحة داخلية وفي مكان غير حيوي.

كما انتقد ناشطون ما وصفوه الاستفراد في العمل على تشييد النصب التذكاري رغم أن العمل عليه تطوعي من أفراد وليس من قبل البلدية. وانتقد ناشطون في أحاديث لمراسل 'عرب 48' أن وضع حجر الأساس للنصب جرى بشكل غير لائق بالمناسبة الوطنية، واقتصر على بضعة أشخاص فقط بدلا من أن يكون حدثا وطنيا كبيرا، وأن المشروع يجب أن يكون مشروعا جماعيا لا يستثمر من قبل أي طرف سياسي أو حزبي.

وقال ناشطون إن بلدية الطيرة دفعت لنقل موقع النصب التذكاري من الشارع الرئيسي إلى ساحة داخل المدينة 'بهدف عدم استفزاز' المواطنين اليهود والمؤسسة الحاكمة. لكن رئيس بلدية الطيرة ينفي ذلك كليا ويقول إن موقع النصب قرب المدرسة الثانوية والملعب البلدي كان مقررا سلفا.

وقدمت جمعية 'لاخ يروشالييم' إلى وزارة الداخلية ووزارة المالية، مؤخرا، طلبًا بإيقاف بناء النصب التذكاري، مدعية أنه تحريضًا ضد الدولة، وطالبت بإقالة رئيس البلدية وعدم تحويل الميزانيات لبلدية الطيرة.

وقال رئيس بلدية الطيرة، المحامي مأمون عبد الحي، لـ'عرب 48'، إنه 'من ليس له تاريخ ليس له ماضٍ أو مستقبل، ونحن إحياءً واحتراما لأهلنا الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم من أجل نبقى في هذه البلاد، واجب علينا اليوم تكريمهم واحترام ذكراهم العطرة ليبقوا منارةً مُضيئة في تاريخ بلدنا الطيرة، دون أي تناقض كوننا مواطنين في هذه الدولة'. 

وأوضح رئيس البلدية أنه 'لكل من يتحدث عن إقامة النصب التذكاري للشهداء وعن موقعه، أحببت أن يعلموا أن إحدى الجمعيات اليهودية توجهت لوزير الداخلية مطالبة بإقالتي من منصب رئيس البلدية بسبب إقامة هذا النصب مدعين أن الهدف منه تحريض ضد الدولة! كنت قد كتبت بالسابق أن الموقع مركزي وهام وأكثر ما أثار هؤلاء المتطرفين أن النصب أقيم بالقرب من مدارس الطيرة!'.

وأضاف أنّ 'اليمين الإسرائيلي يقوم بخطوات ويتقدّم نحو إلغاء الديمقراطية والمس بأسس حقوقنا كمواطنين، لكن القرار اتخذ ومشروع إقامة النصب التذكاري أصبح أمرا واقعا، وليس هناك جدوى مما يحاولون الوصول إليه. إذا كان إحياء ذكرى آباءنا وأجدادنا وأهلنا جريمة حسب القانون فالأمر يستحق وقفة جريئة وإعادة النظر فيه، لأنّ حبنا واحترامنا لأهلنا الشهداء غير قابل لإعادة النظر ولا مساومة عليه'.

وأكد عبد الحي أن 'بلدية الطيرة عملت وتعمل دائما بشكل حثيث ودائم لنشر قيم التعاون والاحترام المتبادل بيننا وبين جيراننا اليهود، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تاريخنا واحترامنا لأنفسنا هو أحد الأسس والقواعد التي لا تنازل عنها. أمّا اليمين الإسرائيلي وأفكارهُ المُتطرفة البعيدة عن الاحترام والتعايش هي التي ستؤدي حتما للمس بالدولة مباشرة من خلال إقصائها عن الساحة الدوليّة، وعزلها دوليا وليس كما يعتقدون بتنفيذ هذا النصب التذكاري لشهداء الطيرة'.

ودعا رئيس البلدية الأهالي إلى الوحدة بالقول إن 'التكاتف والوقوف صفا واحدا هو الرد المباشر أمام هذا اليمين المتطرف، وليس التشرذم وتماهي البعض ضد هذا المشروع الهام لأسباب مختلفة قد تُستغل بشكل ما من قبل هؤلاء المتطرفين. أدعو الجميع في الطيرة للوقوف والتجند لجانب هذا البلد الأصيل، وعدم إضاعة البوصلة والوقوع في شباك اليمين المتطرف'.

اقرأ/ي أيضًا | الطيرة: رئيس البلدية لا يحتقر المحكمة وسيحضر الجلسة بالموعد الجديد

التعليقات