لافتات "الاستقلال" بالبلدات العربية تستهدف الوعي الشاب والذاكرة الفلسطينية

ووضعت اللافتات العملاقة على مداخل كثير من القرى والبلدات العربية خلال الأسبوع الأخير، قبل بدء إسرائيل احتفالاتها بالذكرى الـ70 لقيامها بعد قتل وتهجير الفلسطينيين عام 1948.

لافتات

لافتة على مدخل مدينة سخنين (فيسبوك)

أثارت ظاهرة تعليق اللافتات الداعية للاحتفال بـ"استقلال إسرائيل" في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني في القرى والمدن العربية حفيظة الناشطين والقوى السياسية في منطقة البطوف، لاسيما في مدينتي سخنين وعرابة، إذ اعتبرها الأهالي محاولة جديدة لاستهداف الوعي الشاب وأسرلة الأجيال الجديدة ومحو التاريخ والذاكرة الفلسطينية.

ووضعت اللافتات العملاقة على مداخل كثير من القرى والبلدات العربية خلال الأسبوع الأخير، قبل بدء إسرائيل احتفالاتها بالذكرى الـ70 لقيامها بعد قتل وتهجير الفلسطينيين عام 1948.

واعتبر كثيرون أن الدولة لن تزيل هذه اللافتات، لذلك على القوى المحلية والفعاليات السياسية المبادرة لهذا العمل الذي يمس بالرواية التاريخية الفلسطينية، والمبادرة لتعزيز الوعي التاريخي الفلسطيني في أذهان الأجيال الجديدة وإحياء ذكرى النكبة والمشاركة في مسيرة العودة التي ستنظم هذا العام في قرية عتلت المهجرة قرب حيفا.

وقال مركز اللجنة الشعبية في سخنين، وليد غنايم، لـ"عرب 48"، إنه "من المخزي والمشين في الدعوة عبر هذه اللافتات أن نحتفل في ذكرى نكبة شعبنا واقتلاعه من وطنه، وعلى وقع دم المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا، وهو اليوم الأفظع في تاريخنا".

وأضاف غنايم أنه "علمنا بكل الألم أن مكتب إعلانات مقره مدينة الناصرة، وبالتعاون مع شخص من مدينة سخنين ممن وجدوا في هذا الترويج المشين ربح تجاري رخيص، هم من وضعوا هذه اللافتة، ونحن كلجنة شعبية قمنا منذ صباح اليوم الخميس بالاتصال مع كل الجهات المعنية بالمدينة ومع إدارة البلدية واتفقنا على إزالة هذا الإعلان بأسرع وقت ممكن، لأنه لايمكن أن يتم الاحتفال بنكبة شعبنا وتشريده من وطنه".

وأكد غنايم "نحن نسعى لتكريس الذاكرة الوطنية والتذكير بنكبة شعبنا أمام الأجيال وأمام العالم وتأكيد حق العودة، وأن ندعو لإحياء ذكرى نكبة شعبنا التي لا زالت تداعياتها ألمأساوية مستمرة لغاية اليوم".

وقال النائب عن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، في حديثه لـ"عرب 48"، إن "هذه اللافتات لن تبقى في سخنين. نحن لا ندري من وضع هذه اللافتات وقد تكون شركات إعلانية تجارية مكلفة من جهات حكومية".

وأضاف غنايم "لا أحد يفرض علينا الاحتفال في ذكرى نكبة شعبنا وتهجيره من وطنه بعد ارتكاب المجازر بحقه، ولن نقبل ولايجوز فرض علينا الاحتفال بهذه الذكرى، نحن نسعى لترسيخ الذاكرة لدى الأجيال وهذا بطبيعة الحال تزوير وتشويه للتاريخ الذي نسعى لتصويبه في ذهن ووجدان الأجيال. من جهتنا قمنا بالاتصال مع كل الجهات ومع البلدية واتفق أن هذا الإعلان لن يبقى ولن نقبل به".

وقال نائب رئيس بلدية سخنين، منيب طربيه، لـ"عرب 48"، إنه "لا علم للبلدية بمن يقف وراء تعليق هذه اللافتات، الحديث يدور عن تجار في مجال الإعلام لا يهمهم لا مشاعر ولا ردود فعل فلسطينيي البلاد".

وتابع طربيه "كما هو معلوم فإن هذه اللافتات علقت في مداخل أكثرية البلدان العربية، المعلن يرى فيها تجارة مربحة ونحن نرى بذلك استفزازًا سافرًا ويجب إزالتها فورا، وعندما نستقل فعلا ونرى أننا نعيش بسلام في وطننا الذي لا وطن سواه يكون لكل حادث حديث، حتى اليوم، ما زالت أصوات المهجرين تصدح في سماء الوطن وما زالت النكبة حاضرة في وجداننا".

وحول صلاحية البلدية بإزالتها، قال طربيه: "لا أظن أننا نملك هذه الصلاحية، لكن هناك التزام أخلاقي وطني، وهذا ما يحتم علينا إزالتها لأنها لا تمثلنا، بل تضر بوعي الأجيال وسوف تزال".

 

التعليقات