جديدة المكر: مهرجان شعبي تصديا لمخطط طنطور

غصت قاعة المركز الجماهيري في جديدة- المكر بالحضور، الليلة الماضية، في المهرجان الشعبي الاحتجاجي الذي دعا إليه المجلس المحلي ضمن خطواته للتصدي لمخطط طنطور السلطوي الذي تنوي السلطات الإسرائيلية لتنفيذه على تلة طنطور المصادرة وعلى حساب أراضي خاصة تعود ملكيتها لمواطنين من جديدة- المكر.

وشارك في المهرجان شخصيات جماهيرية وقيادات سياسية ورؤساء سلطات محلية ونواب عن القائمة المشتركة، إلى جانب ممثلين عن جمعيات حقوقية وناشطين من مختلف الأحزاب والأطر والحركات الفاعلة في الساحة المحلية.

وافتتح المهرجان بكلمة ترحيبية من الشابة جيهان ملحم، بعدها ألقى رئيس مجلس محلي جديدة المكر، سهيل ملحم، كلمته حيث قدم تلخيصا عاما للمخطط، وتحدث عن الخطوات القانونية والقضائية التي قام بها من أجل التصدي للمخطط رغم كل الضغوطات السلطوية التي تعرض لها، داعيا المواطنين وأصحاب الأراضي إلى الالتفاف من حوله ودعم القرارات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة.

وتحدث خلال المهرجان أيضًا رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، الذي أشاد بالالتفاف الشعبي والحضور الجماهيري الحاشد، مشددا على أهمية مواصلة هذا الحراك الشعبي في الخطوات التصعيدية المقبلة، وأكد بدوره على دعمه لهم حتى إفشال المخطط.

وقدم مخطط المدن، بروفيسور يوسف جبارين، من خلال استبانة عرضت على الحضور نبذة عن خطورة المخطط وسلبياته على جديدة المكر والبلاد عامة، وقد لخص مداخلته بعدة نقاط أولها رفض المخطط بشكل تام، ثانيا توسيع مسطح البلدة باتجاه تلة طنطور، ثالثا مشاركة وإعطاء مسؤولية التخطيط في المنطقة للسلطة المحلية وأخيرا عدم المساس بالأراضي الخاصة في طنطور.

وتحدث في المهرجان كذلك كل من المحاميين قيس ناصر وإميل نحاس، حيث يرافقان المجلس المحلي في القضية، وبدورهما تطرقا إلى الأبعاد القانونية للمخطط، وقدما شرحا حول أهمية تقديم الاعتراضات، وطالبا النواب العرب بالتكاتف والوحدة والعمل على فضح هذا المخطط في المحافل الدولية. 

وقال رئيس مجلس محلي جديدة المكر، سهيل ملحم، في حديث لـ"عرب 48" عقب المهرجان: "كنا نتوقع هذا الحضور الجماهيري، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى تألم المواطنين من مخطط طنطور المشؤوم والمدمر الذي جاء ليقضي على مستقبل أولادنا وبناتنا".

وأضاف أنه "لا بد من كلمة شكر لكل من شاركنا في المهرجان، من نواب برلمان ورؤساء سلطات محلية، وهذا يدل على مدى التضامن المعنوي لنا في التصدي لمخطط طنطور الذي يعتبر قضية قطرية".

وعن الخطوات المقبلة، أكد ملحم أنه "بدورنا استنفذنا كل السبل القضائية والتخطيطية للتصدي لهذا المخطط، وفي يوم الثلاثاء المقبل ستكون هناك جلسة مع الحراك واللجان الشعبية إلى جانب الأطر السياسية والدينية والاجتماعية، وخلالها سنطرح رؤيتنا في كيفية التصدي لهذا المخطط جماهيريا وشعبيا".

وأشار إلى أنه "خلال جلساتنا مع السلطات المسؤولة عن المخطط ومن بينها وزارة الإسكان، طلب مني أن أكون وسيطا بينهم وأهالي البلدة، الأمر الذي رفضته بشكل قاطع كما أنني رفضت عقدها لمؤتمر بمشاركة الجمهور في البلدة، حتى اضطرت أن تقيم ذلك في عكا يوم الخميس المقبل".

وختم ملحم بالقول إن "السلطة المحلية في جديدة المكر، بإداراتها وأعضائها، متكاتفين وموحدين في هذه القضية، وبدورنا لن نتهاون مع هذا المخطط أبدا وسنبذل قصارى جهدنا من أجل إفشاله".