طمرة: إحياء الذكرى 29 لاستشهاد عدنان خلف مواسي بالأقصى

أحيت مدينة طمرة الذكرى الـ29 لاستشهاد ابنها عدنان خلف مواسي، مساء أمس الثلاثاء، بعد مرور 29 عاما على استشهاده في باحات المسجد الأقصى المبارك، في المجزرة التي ارتكبت بتاريخ 08.10.1990.

طمرة: إحياء الذكرى 29 لاستشهاد عدنان خلف مواسي بالأقصى

إحياء الذكرى 29 لاستشهاد عدنان خلف بطمرة، أمس

أحيت مدينة طمرة الذكرى الـ29 لاستشهاد ابنها عدنان خلف مواسي، مساء أمس الثلاثاء، بعد مرور 29 عاما على استشهاده في باحات المسجد الأقصى المبارك، في المجزرة التي ارتكبت بتاريخ 08.10.1990، وارتقى فيها 21 شهيدا وجرح أكثر من 150 واعتقل ما يقارب 270 فلسطينيا، في حينه.

وجاء إحياء الذكرى بدعوة من لجنة المتابعة واللجنة الشعبية وبلدية طمرة، بحضور عدد من أهالي المدينة وخارجها.

واستهلت الفعالية بمسيرة، انطلقت من أمام النصب التذكاري للشهيد عدنان خلف مواسي، بمشاركة رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، ورئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال خطيب، ورئيس بلدية طمرة، د. سهيل ذياب، رئيس اللجنة الشعبية في طمرة وعضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي، محمد صبح، وعدد آخر، وانتهت المسيرة في المقبرة وأمام ضريح الشهيد عدنان خلف، حيث تحدث الشيخ مروان جبارة، مرحبا بالحضور ودعاهم إلى قراءة الفاتحة على روح الشهيد وسائر شهداء الشعب الفلسطيني

وبالقرب من المقبرة التي احتضنت جثمان الشهيد، ألقيت كلمات بالمناسبة، كانت الأولى لرئيس اللجنة الشعبية في طمرة، محمد صبح، واشتملت على 3 رسائل، حيث أكد على "وحدة الدم والحال ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده تجاه قضايا شعبنا وفي مقدمتها المقدسات والأرض، ارتقى مع شهيدنا عدنان 20 من أبناء شعبنا وفي ذلك أكبر مثال على وحدة دم أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني".

وأضاف أن "ما يحدث اليوم ويحدث كل يوم في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات لقطعان المستوطنين يؤكد أن مقدساتنا وأقصانا لا زالت تؤرق هؤلاء، لذلك كانت هذه المقدسات وفي القلب منها الأقصى حاضرة وسنستمر في حمايتها".

وكانت الرسالة الأخيرة إلى جيل الشباب، وقال رئيس اللجنة الشعبية فيها: "إلى جيل الشباب الذين لم يعيشوا تلك الفترة قبل 29 عاما، قمنا باللجنة الشعبية والبلدية وكافة القوى بهذه الفعالية من أجل ترسيخ الذكرى في قلوب أبنائنا والاهتمام في أن ننقل الرواية من جيل إلى آخر، لذلك وزعنا اليوم منشورا ومطوية على طلاب الثانويات بالتعاون مع مجالس الطلاب، مهم جدا أن نستمر في إحياء هذه الذكرى ونتطلع في العام القادم أن نحيي الذكرى الـ30 للمجزرة وشهيدنا عدنان بما يليق في الحدث".

وتحدث رئيس بلدية طمرة، د. سهيل ذياب، ورحب بالمشاركين في إحياء الذكرى، وقال إن "الشهيد عدنان هو شهيد طمرة وهو شهيد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، وقد قمنا في البلدية بالتعاون مع اللجنة الشعبية، بتدشين دوار في المدينة على اسم الشهيد، وهذا أقل الواجب لشهيدنا”.".

ودعا ذياب بالمناسبة إلى نبذ العنف من مجتمعنا العربي في الداخل، وقال إنه "للأسف لا بد أن نتحدث عن العنف الذي يفتك بنا في هذه المرحلة، وفي هذا الموقف نقول إن الشهداء ضحوا بأغلى ما يملكون وهو الروح والحياة من أجل أهداف نبيلة عليا، ولكن العنف اليوم يضحي بالآخرين من أبنائنا من أجل مصالح ومنافع دنيوية، نسأل الله أن يصلح حالنا وأن يسود الصلح والوئام مدينتنا ومجتمعنا العربي".

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، إنه "عندما نقف في حضرة الشهيد فنحن لا نقف بحضرة فرد وشخص وإنما في حضرة قضية فاستشهاده رمز لنا، ويوم ارتقى عدنان ارتقى معه أيضا 21 شهيدا من أبناء شعبنا دافعوا عن الأقصى في وجه عصابات الهيكل المزعوم، وقفوا بوجه الطغاة والمتغطرسين والمعتدين على التاريخ والحق الفلسطيني".

وندّد باقتحامات المستوطنين والسطو الاحتلالي على القدس والأقصى، كما ندّد بالهرولة وتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال، وقال: "نقول لكل المتخاذلين من الحكام وأتباعهم، إذا قدّر ألا يتمكن إخواننا من العرب والمسلمين وأبناء شعبنا في الشتات والقطاع أن لا يتمكنوا من الدفاع عن الأقصى في وجه الاحتلال فنحن وأهلنا في القدس لها".

واستنكر بركة الاعتداء وإطلاق النار الذي استهدف منزل رئيس بلدية طمرة، يوم الأحد الماضي، وأكد أن محاربة العنف على رأس اهتمامات لجنة المتابعة، مذكّرا بالفعاليات التي أقرتها المتابعة بالخصوص منها انطلاق قافلة سيارات إلى القدس من مختلف أنحاء الداخل الفلسطيني، وقال: "لا نريد أن نحارب العنف ثم نرتاح، نريد أن نجتث العنف من أجل أن نتفرغ للقضايا الأساسية في بلداتنا، من أجل ندافع عن الأقصى والقدس. هناك من يأخذ علينا أننا نتعاطى مع القضية الفلسطينية، وكل التمييز ضدنا أصلا، لأننا أبناء الشعب الفلسطيني. هناك من يريد أن يجردنا من هذه الصفة لنروق للطغاة، ولكن لن ننكر أصلنا وأننا جزء فاعل وحي من شعبنا الفلسطيني".

وتحدث مصطفى خلف مواسي، شقيق الشهيد عدنان خلف مواسي، ورحب في مستهلها بالحضور، ثم خاطب روح شقيقه الشهيد، وقال: "سلام عليك أخي في الخالدين وجنات النعيم، سلام عليك يا من صدقت عهدك مع الله فارتقيت شهيدا لتكون كلمة الله هي العليا".

وأضاف: "دماؤك رسمت حدود وطني، ناداك الأقصى فلبيت النداء، ليمنحك الله جنات الفردوس، أنت وكل الشهداء أحياء عند الله تعالى وأنت نورنا في هذه الدنيا نحو طريق الحق والنجاة".

وختم مواسي بالقول إن "فردوس ابنة الشهيد هي الأمل الذي ينبض قلبها بحبه، الآن هي زوجة وأم لأبناء جدهم شهيد، سيكملون مسيرته ويمضون على نهجه في حب القدس والأقصى والدفاع عنهما".

وفي نهاية الفعالية توجّه المشاركون إلى منزل عائلة الشهيد والتقوا أفراد العائلة، وتحدث الشيخ كمال خطيب بكلمة قال فيها، إن "الحديث عن الشهيد عدنان هو الحديث عمن شاركت في جنازته وعرسه، ليس سهلا أن يتعاطى المرء مع الذكريات بين مزيج من الفرح ومزيج من الحزن، ولكن هكذا هي دورة الأيام، إنما من ارتقى شهيدا نتأثر عليه حزنا، ولكن أبدا نستشعر دائما عظمة وشموخ من تقدم الصفوف ليسبق غيره".

وأضاف: "يشاء قدر الله أن نحيي اليوم في الثامن من هذا الشهر ذكرى استشهاد الشهيد عدنان، وفي الثامن من الشهر القادم، نحيي ذكرى استشهاد خير الدين حمدان ابن كفر كنا، وفي الثامن من شهر 12 يحيي شعبنا ذكرى الانتفاضة الأولى التي ارتقى فيها آلاف الشهداء".

وردا على تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، بأن العنف متأصل عند العرب، قال الشيخ خطيب: "ردا على المجرم أردان لما قال إن العنف هو في جينات الشعب الفلسطيني وأنه حالة متأصلة عندهم، نقول لهذا المجرم بل هو حالة مكتسبة بسبب استهداف شعبنا، نعم في جيناتنا تقديم الشهداء، في جيناتنا العزة والشموخ، وأن نحب الأقصى ولا نفرط فيه، وليس في جيناتنا أننا عنيفين، ولا يمكن لكفنا أبدا مهما كانت إلا أن تواجه المخرز مهما كان قاسيا. إردان ونتنياهو لا يفقهون معنى انتمائنا لهذه الأمة، والشهيد عدنان خلف بدمه كتب وثيقة الانتماء والعهد مع الله، وأنه لن يكون الأقصى غريبا، وأن الغريب هو المحتل، وسيرحل الاحتلال عن الأقصى مهما طال الزمن، مثله كمثل سائر الاحتلالات التي مرّت وطردت من بلادنا".

 

التعليقات