20/07/2020 - 16:17

الحقيقة الأرثوذكسية: مشروع المغطس استثمار إسرائيلي ضمن مخطّط الضم

اعتبر الحراك أن "مشروع التحرير الذي يعرضه ثيوفيلوس وسحّيجته ليس سوى عمليّة تضليل تبتغي التعتيم على مشروع استيلاء واستثمار الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة التي احتُلّت عام 1967 في المغطس".

الحقيقة الأرثوذكسية: مشروع المغطس استثمار إسرائيلي ضمن مخطّط الضم

البطريرك ثيوفيلوس الثالث مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين (أ ب)

قال حراك الحقيقة الأرثوذكسيّة في بيان أصدره تحت عنوان "المغطس بين الحقيقة والتضليل"، اليوم الاثنين، إنه "مع موسيقى نفخ الأبواق وقرع الطبول، عمّمت أقلام ثيوفيلوس المأجورة أنباء عن تحرير مقدّسات وأراضي الكنيسة الأرثوذكسيّة في منطقة المغطس (مكان اعتماد سيّدنا المسيح) على الضفّة الغربيّة من نهر الأردن. جاءت هذه الأنباء بعد نشر صور استقبال غير المستحقّ ثيوفيلوس لضبّاط جيش الاحتلال في منطقة المغطس واجتماعه معهم، وأظهرت هذه الصور الضبّاط وهم يَعرضون مخطّطات على المستقبِلين! وعلى الرغم من المقاطعة الفلسطينيّة للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، تحدّثت بعض الصحف العربيّة بحماسة عن هذا اللقاء متناسية أنّ أرض المغطس هي أرض محتلّة يُستبعَد عنها أصحاب السيادة الشرعيّون!".

"ساعات الحسم"

وأضاف الحراك أن هذا النشر يأتي "بعد أن اقتربت ساعات الحسم لتنفيذ صفقة القرن ومخطَّط الضمّ الاستيطانيّ الذي يشمل منطقة الأغوار، والذي بدأ الحديث عنه منذ صعود ترامب إلى السلطة بقوّة، فأطماع الاحتلال الإسرائيليّ في ضمّ مناطق الأغوار قائمة منذ عقود، والمخطّطات لاستثمار مقدراتها مجهَّزة وتنتظر الفرصة للتنفيذ. ومن ضمن هذه المشاريع مشروع ‘إيرِتْص هَمِنْزاريم’ (أي "أرض الأديرة")، وهو المشروع الإسرائيليّ لـِ’تطوير’ منطقة المغطس ويهدف إلى الاستيلاء الكامل عليها. منطقة المغطس (التي تحوي عدّة أديرة) ستقع، بحسب الخرائط المنشورة إلى الآن، ضمن المناطق التي سيجري ضمّها بحسب مخطَّط الضمّ وصفقة القرن. والمشروع المذكور سيكون ضمن مسار يحاول المجلس الإقليميّ ‘مغيلوت’ (مجلس بلديّ للمستوطنات) تطويره ويشمل عدّة مستوطنات في الغور، ويهدف إلى تعزيز السياحة في هذه المستوطنات. فالمجلس الإقليميّ غيلوت يسعى، في إطار هذا المسار، لعرض إرث المستوطنين الأوائل الذين أقاموا ‘كيبوتس بيت هَعَرَڤاه’ عام 1939 الذي أُخْلِي عام 1948 وأعيد بناؤه بعد احتلال عام 1967. هذا المسار ينتهي في منطقة المغطس الذي يعتبره اليهود المكان الذي دخل منه بنو إسرائيل إلى أرض كنعان قبل نحو ثلاثة آلاف سنة. ولتنفيذ المشروع، قام جيش الاحتلال في السنوات الأخيرة بعمليّات إزالة للألغام التي زرعها في المنطقة بعد عام 1967".

"عمليّة تضليل"

وأوضح "الحقيقة الأرثوذكسية" أن "هذا المشروع يقوم بمتابعته الرئيس الإسرائيليّ، روبي ريفلين، منذ أربع سنوات، وللدفع به قُدُمًا التقى في شهر تشرين الثاني الماضي في لندن بالأمير الأردنيّ غازي، بحسب ما نشرته صحيفة معاريف (في 28.11.2019)، ولم تَصدر عن هذا اللقاء أيّ تفاصيل؛ فهل حصل الرئيس على البركة من الأمير؟ كذلك التقى الرئيس الإسرائيليّ بقداسة البابا وعرضَ له المشروع، والتقى كذلك هو والوزير تساحي هنغبي بعدد من رؤساء الكنائس في منطقة المغطس".

واعتبر أن "مشروع التحرير الذي يعرضه ثيوفيلوس وسحّيجته ليس سوى عمليّة تضليل تبتغي التعتيم على مشروع استيلاء واستثمار الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة التي احتُلّت عام 1967 في المغطس، إذ من المتوقَّع بعد تنفيذ الضمّ أن تُرسَم الحدود وتوضع الحواجز من جديد، وستُغلق هذه المنطقة أمام الفلسطينيّين ليستفيد من المشروع مستوطنو الغور فقط. ما يقوم به ثيوفيلوس ليس إلّا تنفيذًا للمصالح الإسرائيليّة الرسميّة ولمشاريع الاستيطان. من ثيوفيلوس غير المستحقّ، الذي قام بتسريب عقارات واقعة عند البوابة الغربيّة للمدينة المقدّسة المحتلّة (أوقاف باب الخليل) ليسهم في تهويد القدس والمسّ بمكانتها وهُويّتها، من ثيوفيلوس لا نتوقّع أن يقوم بتحرير أراضٍ يسيطر عليها الجيش الإسرائيليّ في منطقة الأغوار التي تعتبرها إسرائيل من أهمّ المواقع الإستراتيجيّة لها. فالمسألة هي تضليل عَبْر التهليل ‘لتحقيق’ انتصارات خائبة وكاذبة تمامًا مثل بياناته في قضيّة باب الخليل... تضليل، فتضليل، ثمّ تضليل...".

"الحراك الوطنيّ الأرثوذكسيّ مستمرّ"

وأشار الحراك إلى أنه "في ظلّ هذا ‘التحرير’ من جيش الاحتلال نتساءل: هل استعادت البطريركيّة الأرض المقام عليها الحاجز 300 (حاجز قبّة راحيل) والتي أُجِّرت عام 2004 لمدّة ثلاث سنوات فقط؟ وهل مَن يسعى حقًّا لتحرير الأوقاف يقوم بتصفية ملْكيّة أوقاف الكنيسة في أبو طور والشيخ جرّاح ومأمن الله وشارع الملك داود والطالبيّة ورحافيا في القدس، وفي طبريّة وقيسارية ويافا واللدّ والرملة والناصرة وحيفا؟!".

وختم "الحقيقة الأرثوذكسية" بالقول إن "الحراك الوطنيّ الأرثوذكسيّ مستمرّ، ولن تَثْنينا بيانات البطريركيّة وأجهزتها الإعلاميّة الكاذبة والمخادِعة عن هذا الطريق، في كشف الحقائق، كامل الحقائق، والمؤامرات التي تبغي تسريبَ الأوقاف، وتفريغَ الأرض من أهلها الأصليّين أصحاب السيادة. والمطلوب من الإعلام العربيّ -ولا سيّما الفلسطينيّ والأردنيّ- أن يمتلك ما يكفي من الوعي والجسارة لتجنُّب السقوط في فخّ بيانات البطريركيّة الكاذبة، بعد أن تخلّت الجهات الرسميّة العربيّة عن مسؤوليّاتها".

التعليقات