بعد تغريمها لخرقها الحجر الصحي: الطبيبة من طمرة تسرد التفاصيل

في أعقاب قيام الشرطة بفرض غرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل على طبيبة من سكان مدينة طمرة بادعاء خرقها تعليمات الحجر الصحي، انتقدت د. لينا حسان التي تعمل في مجال طب العائلة منذ 15 عاما في منطقة "الكرايوت" وهي ناشطة فعالة

بعد تغريمها لخرقها الحجر الصحي: الطبيبة من طمرة تسرد التفاصيل

د. لينا حسان (تصوير: جمعية أطباء لحقوق الإنسان)

في أعقاب قيام الشرطة بفرض غرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل على طبيبة من سكان مدينة طمرة بادعاء خرقها تعليمات الحجر الصحي، انتقدت د. لينا حسان التي تعمل في مجال طب العائلة منذ 15 عاما في منطقة "الكرايوت" وهي ناشطة فعالة في عدة قضايا أبرزها مؤخرا محاربة فيروس كورونا من خلال نشاطها لحث الناس بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة، ما جرى تداوله من معلومات مضللة وخاطئة بحقها.

واستهلت د. حسان حديثها لـ"عرب 48"، بالقول إنه "لأمر صادم أن أقرأ بيان صحفي على لسان الشرطة، جرى تعميمه على وسائل إعلام وهو يتخلل معلومات خاطئة بحقي، والهدف من هذه المعلومات المضللة تشويه واضح لصورة الطبيب العربي".

وتطرقت إلى المعلومات الصادرة عن الشرطة بالقول "بعدما أوقفتني الشرطة في طريق عودتي من فحص كورونا أجراه زوجي في كريات بياليك، إذ قمت بإيصاله حفاظا على سلامته من عدم استخدام المواصلات العامة، كما حفاظا على السلامة العامة للجمهور، وبدوري أبلغت الشرطة بالتفاصيل بأنني أجريت فحص كورونا والنتيجة كانت سالبة وبأنه اليوم الأخير لي في الحجر الصحي ولم أخرج من السيارة إلا لإيصال زوجي حرصا على سلامته وأكدت على مسؤوليتي كوني ناشطة فعالية في المجال الطبي وفي محاربة كورونا، لكن موقف الشرطة تفوح منه رائحة العنصرية ويبث الإساءة لنا كمجتمع عربي بشكل جارف، محاولا وصفنا بأننا مجتمع مستهتر لا مبالي وغير ملتزم بالتعليمات".

وأشارت إلى أن "بعض وسائل الإعلام العبرية نشرت معلومات تعتمد على بيان الشرطة بأن طبيبة عربية تتجول في الكرايوت، وكأنني كنت على شاطئ البحر أو أتجول في المنطقة، هذه إساءة تهدف بوضع وصمة ضدنا كمجتمع عربي يشمل الأطباء، خصوصًا وأن العاملين في مجال الصحة من العرب هم في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، فجوهر الأمر لم يكن به تشكيل خطر على الصحة العامة، فأنا لن أسمح لنفسي بالخروج وتشكيل خطر".

وتابعت أنها قررت الاستئناف على الغرامة المالية التي حررت بحقها، بالإضافة إلى تقديم شكوى ضد وسائل الإعلام العبرية التي أساءت لها، إذ أعربت عن أسفها من تعامل وسائل الإعلام العبرية مع الحادثة مؤكدة أنها طبيبة عربية صاحبة دوافع إنسانية، فلا يعقل هذا التشهير ضدها كطبيبة عربية"؛ على حد قولها.

وسردت تفاصيل الحادثة بالقول "في يوم 9 أيلول/سبتمبر جرى إبلاغها بأن أحد الأطفال في روضة ابنتي ميس مصاب بكورونا، وعليه يتوجب إغلاق الصف ودخول الأطفال للحجر الصحي حتى 19 أيلول/سبتمبر، وبناء عليه دخلت طوعا للحجر لمرافقة ابنتي وأبلغت وزارة الصحة بذلك من خلال موقعها الرسمي".

وأكدت أنها "التزمت بشكل كامل بالحجر الصحي، إذ امتنعت نهائيا عن الخروج من البيت إلا لإجراء فحص كورونا في محطة الفحص بـ"كريات بياليك" يوم 14 أيلول/سبتمبر، وبعد يومين تلقيت جوابا سلبيا للفحص واستمرينا بالحجر الصحي كما ينص القانون".

وأضافت أن "زوجي قرر إجراء فحص كورونا من باب الاحتياط وقام بتعيين دور له في المكان ذاته يوم 18 أيلول/سبتمبر الساعة الثامنة صباحا، وبما أن زوجي بدون رخصة سياقة في هذه الأيام، وجدت من المناسب أن أقوم بمرافقته وإيصاله بنفسي لمنع الاختلاط في وسائل النقل العام وحرصا على سلامته والسلامة العامة، وبعد إجراء الفحص توجهنا مباشرة إلى منزلنا في طمرة، وفي طريق العودة أوقفنا شرطي بالقرب من مكان الفحص، ورغم شرحي له تفاصيل الموقف والمسؤولية التي أخذتها على نفسي في الموضوع كطبيبة وأنني في حجر طوعي ينتهي بعد يوم وأنني لا أحمل المرض حسب الفحص وملتزمة بالحجر ولم أشكل خطرا على الصحة العامة، إلا أنه أصر على تحرير غرامة مالية بحقي، وبدوري أبلغته أنني سأستأنف على هذه المخالفة".

وختمت حسان بالقول "من المؤسف جدا أن الشرطة لا تقوم بدورها في مجتمعنا لمنع انتشار الفيروس وفرض التعليمات في أي مجال، وهي تأتي لمحاسبة أكثر الناس التزاما منذ بداية الأزمة، وبالتالي قامت الشرطة باستغلال هذا الموقف ونشرت تفاصيل الحادث لتغطي على فشلها وتقصيرها في فرض التعليمات في موقف تشتم منه الرائحة العنصرية، إذ كان من الأجدر بالشرطة أن لا تكون صماء وتتفهم سياق الموقف الذي عرض بالتفصيل بعدها تذهب لتقوم بواجبها الحقيقي في مخالفة من يقوم فعلا بالمساهمة في نشر الفيروس".

التعليقات