أم الفحم: حين رد شرطي "لا يعنيني" على صرخة شباب ضد العنف

لم يمنع البرد القارس، ولا الظروف الاستثنائية في مواجهة فيروس كورونا، ولا استنفار الشرطة بقواتها وعتادها، انتفاض شباب مدينة أم الفحم، حاملين غضبهم المتراكم ضد الشرطة في قضية محاربة الجريمة.

أم الفحم: حين رد شرطي

من المظاهرة في أم الفحم

لم يمنع البرد القارس، ولا الظروف الاستثنائية في مواجهة فيروس كورونا، ولا استنفار الشرطة بقواتها وعتادها، انتفاض شباب مدينة أم الفحم، حاملين غضبهم المتراكم ضد الشرطة في قضية محاربة الجريمة.

انطلقت هذه الاحتجاجات العفوية، بعد أن قَتلت الرصاصات الشاب محمد ناصر جعو إغبارية، على بعد مئات أمتار قليلة، من التظاهرة الاحتجاجية التي نظمت ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة أمام ساحة البلدية.

وللمفارقة، فإن تواجد مئات من عناصر الشرطة، بكامل قواتها التي استعدة عدة وعتادا لقمع أي محاولة للاحتجاج السلمي، لم تمنع المجرمين من ارتكاب جريمتهم، في وسط هذا الانتشار الأمني، الذي يبدو وكأن عمله يقتصر على قمع المتظاهرين.

انتهت التظاهرة، وقبل أن ينفض الجمع من المتظاهرين، جاء خبر إعلان مقتل محمد إغبارية، ليتحرك الشارع في أم الفحم مرة أخرى، وتبدأ الدعوات للاحتجاج بعد صلاة المغرب، لتستنفر الشرطة قواتها مرة أخرى، دون أن تعلن عن معتقلين في الجريمة.

صلى المتظاهرون صلاة العشاء على شارع 65، بعد أن أغلقوه وانطلقت الهتافات التي تحمل الشرطة مسؤولية ما يجري بتواطئها مع المجرمين، ونشر السلاح وعدم ضبطه.

وما أن انتهت صلاة العشاء قررت الشرطة قمع التظاهرة، وهنا احتدمت الأمور، رشقات كثيرة من القنابل الصوتية، وسيارة رش المياه العادمة، وقابلها إحراق إطارات في وسط الشارع، واعتقال أربعة متظاهرين.

أغلقت الشرطة مدخل المدينة، كعقاب جماعي، الأمر الذي أدى إلى ازدحامات خانقة وفوضى عارمة. ووسط الفوضى، والشرطة تقمع المتظاهرين، اندفع الشاب فارس أبو محمد من سيارته، وتقدم باتجاه عناصر الشرطة وصرخ بوجههم "أنتم فضيحة، استحوا على حالكم روحوا امسكوا المجرمين" ثم رد أحد عناصر الشرطة "هذا لا يعنيني".

وتابع فارس صرخته تجاه الشرطة قائلا "أنتم أقوياء على الضعفاء، تركتوا السلاح والمجرمين واستقويتم على المتظاهرين العُزل".

وأشار الشاب في حديثه لـ"عرب ٤٨" إلى أن "الشرطة تبيع (للمجرمين)، السلاح، وتعيطيهم القوة والأمان".

واعتبر أبو محمد أن رد الشرطي له "يلخص كل شيء، هذا الرد يعطيك جوابا شافيا لما يجري، يعني أن دمنا لا يعنيه، وفي الحقيقة هذا ما يريدونه. عناصر شرطة مدججون بالسلاح بينما دماء القتيل محمد لم تجف من مكان الجريمة".

وشدد الشاب على أنه "علينا أن ندافع عن أنفسنا وأن لا نقف مكتوفي الأيدي، يجب أن نقف في وجه المجرمين ومن يتعاملون بالسلاح، لقد طفح الكيل، هذه الشرطة لن ولم تحمينا".

من المظاهرة في أم الفحم

ووجه الشاب الغاضب رسالة إلى أهالي أم الفحم قائلا "كفى للدماء والقتل، أم الفحم بلد الكرامة والشهامة، هكذا يراق دم أبنائها في الشوارع؟ على ماذا؟ ما وصلنا إليه، أصبح لا يطاق".

وقال الشاب، محمد عبد الرحمن محاميد، في حديث لـ"عرب ٤٨" إن "الشرطة تظهر قوتها فقط على المتظاهرين، بينما تترك المجرمين، لأنها معنية على إبقاء الجريمة في بلادنا، وإغراقنا في مستنقع من الدماء، وفي الوقت نفسه لا يريدوننا أن نرفض الجريمة وأن نتظاهر ضدها".

ورأى محاميد أن "الجريمة التي ارتكبت تزامنا مع التظاهرة، هي رسالة للمتظاهرين وكل المجتمع العربي، أن صوتكم هذا لن يردعنا عن ارتكاب الجرائم في البلاد ونشر الفساد فيها".

وأكد محاميد أنه "مهما بلغتم من القوة والوحشية، صوتنا لن يُخفت، وسيظل عاليا، وسنستمر بالتظاهر، لنحوّل ألم العائلات الثكلى التي فقدت أبناءها إلى كل شوارع المدينة، ولن يهدأ للشرطة بال".

التعليقات