حصارمة من البعنة: مددنا أيدينا للصلح واستيقظنا على مقتل شقيقي

اتشحت بلدة البعنة في منطقة الشاغور بالسواد منذ صباح اليوم، الإثنين، في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب سليم أحمد عبد الكريم حصارمة (44 عاما).

وأظهر توثيق مصور مطاردة الجناة لسيارة الضحية عند توجهه لعمله، إذ حاول الهرب والاختباء في حيز سكني مأهول، بيد أن الجناة استهدفوه بعدة أعيرة نارية أسفرت عن مقتله في المكان متأثرا بجروحه الحرجة.

وفي سياق متصل، أقر مجلس محلي البعنة خطوات احتجاجية بينها الحداد والإضراب العام غدا، الثلاثاء، ونصب خيمة اعتصام تنديدا بظاهرة العنف والجريمة المستفحلة في المجتمع العربي وبتقاعس الشرطة.

ومما يذكر أن الشقيق الأكبر للضحية، ويُدعى إبراهيم أحمد حصارمة (65 عاما)، قد توفي يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر 2019، بعد أسبوعين من إصابته في جريمة إطلاق نار.

وذكرت شقيقة الضحية، وطفة حصارمة: "دعونا ربنا طوال الليل في ذكرى المولد النبوي الشريف من أجل إصلاح الحال بأفضل حال، وقد استيقظنا صباحا على جريمة قتل شقيقي".

وأضافت "مددنا أيدينا للصلح وكان هناك تدخل من وجهاء البلدة من أجل إتمام ذلك، علما بأن شقيقي بريء وكان يخرج من منزله بحثا عن لقمة العيش من أجل إعالة عائلته".

وتساءلت حصارمة في ختام حديثها "ما هذا العمل وماذا يريدون منا؟ نسأل الله أن يكف البلاء عنا سيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم استهدافنا فيها في الوقت الذي لا تقوم فيه الشرطة بأي شيء".

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس المجلس المحلي في البعنة، علي خليل، في حديث لـ"عرب 48"، "إننا نستنكر وندين بشدة جريمة القتل المؤسفة التي وقعت، صباح اليوم، وفي أعقاب ذلك اتخذنا عدة خطوات احتجاجية ضد استفحال العنف والجريمة".

وأضاف أنه "كانت هناك لجنة صلح محلية في البلدة التي سعت لإصلاح ذات البين بين الأطراف المتخاصمة، إذ قمنا بالاجتماع مع الأطراف وكانت هناك نوايا جدية للصلح، وكان من المقرر الاجتماع مجددا مع الأطراف لإتمام الصلح يوم الخميس القادم، وللأسف الشديد استيقظنا على جريمة القتل التي بعثرت كافة الأمور، صباح اليوم".

وختم رئيس المجلس المحلي بتوجيه أصبع الاتهام بشكل مباشر "للشرطة، في ظل تقاعسها بمحاربة ظاهرة العنف والجريمة، سيما وأن جريمة اليوم وقعت وسط البلدة وفي حيز مأهول بالسكان، وإن دل على شيء فيدل على غياب الشرطة وعدم قيامها بدورها في توفير الأمن والأمان للمواطنين".

وبمقتل حصارمة ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي إلى 89 ضحية منذ مطلع العام الجاري 2021، فيما قتل 7 أشخاص بالبعنة في العامين الأخيرين ولغاية اليوم؛ هم: إبراهيم أحمد عبد الكريم حصارمة، جمال حسين رشيد حصارمة، محيي الدين هشام بدران، يوسف محمد حصارمة، أمية حسن تيتي، حامد مجدي حسين وسليم أحمد عبد الكريم حصارمة.