إحياء لذكرى الانتفاضة الثانية: معرض وحوارية سياسية في الناصرة

أحيت مجموعات شبابية ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نادي جمعية "بلدنا" في البلدة القديمة بالناصرة مساء اليوم، السبت، من خلال معرض صور ومعرض كتب وحكايا عن الانتفاضة والجدار الفاصل.

إحياء لذكرى الانتفاضة الثانية: معرض وحوارية سياسية في الناصرة

من الندوة الحوارية في الناصرة (عرب 48)

أحيت مجموعات شبابية ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نادي جمعية "بلدنا" في البلدة القديمة بالناصرة مساء اليوم، السبت، من خلال معرض صور ومعرض كتب وحكايا عن الانتفاضة والجدار الفاصل.

واختتمت الفعالية بحوارية سياسية – تاريخية تطرقت إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ ما قبل النكبة والأحداث المفصلية التي شكلت علامات فارقة في تاريخ هذا الصراع بما فيها الانتفاضة الأولى والثانية ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى وصولا إلى هبّة الكرامة في أيار/ مايو الماضي.

وبدأت فعاليات إحياء ذكرى الانتفاضة الثانية في نادي "بلدنا" منذ الساعة العاشرة صباحا، حيث افتتح معرض صور لأحداث الانتفاضة الثانية والتي كان من أبرز رموزها الطفل محمد الدرة، الذي استشهد برصاص الاحتلال وهو يختبئ بين ذراعي والده مرعوبا ومذعورا، ورغم ذلك فإن رصاصات الجيش لم ترحمه ليسجّل بين أعلام الشهداء، وقد فجّرت جريمة قتله حالة غضب عمّت جميع أنحاء فلسطين.


وقد استمر المعرض طيلة ساعات نهار اليوم، وفي الساعة الرابعة أقيمت في النادي فعالية للأطفال، وهي عبارة عن قصة مرويّة للأطفال، على لسان الفنانة منال صعابنة التي تفاعل معها الأطفال وهي بعنوان "الجدار الفاصل".

وكان الحدث المركزي في إحياء الذكرى، حوارية مسائية بمشاركة الأخصائية النفسية نسرين خوري، والمؤرخة د. لينا دلاشة، والباحث السياسي خالد عنبتاوي حول الانتفاضة الثانية وأحداثها.

وروت الأخصائية النفسية، نسرين خوري، من ذاكرتها تلك الأحداث وما تعرضت له من اعتداء من قبل عناصر الجيش والشرطة أثناء التظاهرات في ساحة العين بمدينة الناصرة، وقالت إنه تم تطبيق سياسة "تكسير العظام" عليها حين تعرّضت لاعتداء من قبل 10 عناصر شرطة وجيش وتسببوا لها بكسر في عظام الكتف، واعتدي عليها في أعقاب البنادق حتى فقدت وعيها للحظات.

وأضافت أن "اعتداء شارون في حينه على المسجد الأقصى كان مدبرا وكان الهدف منه الاستفزاز وتأجيج مشاعر الفلسطينيين والمسلمين. التحدي لا يزيدنا إلا قوّة، وأن وجودنا في الشارع يمنحنا المزيد من القوة، وهو ما كان في تلك الأحداث، فانتشار الجيش المدجج في شوارع الناصرة وعلى سطوح منازلها إنما كان يدفعنا إلى مزيد من التحدي".

أما المؤرخة لينا دلاشة، فقد قدمت محاضرة تحت عنوان "الانتفاضة الثانية في رؤية تاريخية" استعرضت من خلالها تاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ العام 1947 وقرار التقسيم الذي رفضه الفلسطينيون لأن هدفه تقسيم الأرض الفلسطينية ومنحها كهدية لمن ليس له حق فيها، مرورا بالحرب مع العصابات الصهيونية وخسارة العرب في الحرب والنكبة، ومكانة العرب في الكيان الصهيوني وتحت الحكم العسكري الذي استمر قرابة 20 عام، كان مصير الوجود العربي في البلاد مهددا طيلة تلك الفترة التي دخل فيها الحكم العسكري في كل جوانب حياة الفلسطينيين.

كما تطرقت د. دلاشة في حديثها إلى عملية استيلاء الاحتلال على الأراضي العربية ووصولا إلى اتفاقيات أوسلو، التي اعتقد العرب فيها أن القضية الفلسطينية مقبلة على الحل النهائي وبعث فيهم بعض الأمل لتجيء بعد ذلك عمليات تعميق الاحتلال والحواجز والطرق الالتفافية التي قسّمت مناطق الضفة الغربية بشكل لم يعد معه إمكانية إقامة دولة، وجاءت بعد خيبة الأمل ومقتل رابين وتصاعد خطاب اليمين المتطرف الذي أفرز أحداث أكتوبر 2000 وقتل المزيد من العرب.

وتحدث الناشط والباحث السياسي، خالد عنبتاوي، عن فصول بين الفلسطينيين في الداخل والمؤسسة الإسرائيلية، وسياسة العصا والجزرة والمخاطر الكامنة في الأحداث التي تصرف فيها المواطنون العرب في الداخل كأقلية وطنية لها قضية توحدها كما حدث في أكتوبر 2000 وتكرر في هبة الكرامة قبل ستة أشهر، ما يؤكد بأن المؤسسة لم تتعلم الدرس من هبة القدس والأقصى.

وتحدث عن سعي إسرائيل إلى تفرقة وتشتيت العرب بواسطة اتباع سياسة العصا والجزرة، فهي تعطي للبعض بيد واحدة وتضرب باليد الأخرى، كما أنها تضرب الأحزاب السياسية وتشجع على تشكيل نخب اقتصادية اجتماعية كبديل للأحزاب السياسية وتمارس سياسة الاحتواء الاقتصادي للعرب عن طريق مدّهم بالميزانيات لخلق تيارات متأسرلة مناهضة للتيارات الوطنية.

التعليقات