وقفة احتجاجية ضد هدم منازل أبو عيش ونصب خيمة أمام بلدية عكا

نظمت وقفة احتجاجية أمام بلدية عكا، اليوم الخميس، ضد هدم السلطات الإسرائيلية أربعة منازل تعود لعائلة أبو عيش من عكا، وضد هدم الخيام التي نصبتها العائلة لإيوائها بعد هدم بيوتها.

وقفة احتجاجية ضد هدم منازل أبو عيش ونصب خيمة أمام بلدية عكا

من الوقفة الاحتجاجية ضد هدم منازل أبو عيش بعكا، اليوم (عرب 48)

شارك العشرات في وقفة احتجاجية أمام بلدية عكا، اليوم الخميس، ضد هدم السلطات الإسرائيلية أربعة منازل تعود لعائلة أبو عيش من عكا، وضد هدم الخيام التي نصبتها العائلة لإيوائها بعد هدم بيوتها.

ونصبت عائلة أبو عيش خيمة اعتصام أمام مبنى بلدية عكا، اليوم.

وأغلقت الشرطة المداخل الرئيسية لبلدية عكا، من خلال استخدام الحواجز ونشر عدد من عناصرها.

وطالبت نورة أبو عيش بلدية عكا بالاعتذار لعائلات أبو عيش، وقالت: "أطلب ممن هم داخل البلدية أن يقدموا لي ولأطفالي اعتذارا عن جريمة هدم منازلنا، وإبقاء أطفالي في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وكل مطلبنا يتمثل في الحصول على مسكن، وهذا أبسط حق لأي مواطن يعيش في هذه الدولة، والأيام دول، وكل من أذاقنا كأس العذاب سيتجرع منه غدا".

واتهم الناشط السياسي، أحمد عودة، بلدية عكا بـ"ممارسة العنصرية ضد السكان العرب"، وقال لـ"عرب 48" إن "هذه البلدية لا تخدم العرب، بل هي تخدم فقط اليهود وهي معادية للمواطنين العرب إجمالا، ولا تعادي فقط عائلة أبو عيش التي هدمت بيوتها. هذه الممارسات ممنهجة وجاءت في ذات السياق المعادي، ولم تنتهج البلدية الحل السلمي بالتفاوض مع العائلة لإعطائها بيوتا بديلة، لكنها أرادت فرض القانون بالقوة لإرضاء جهات عنصرية في عكا، ولم يحترموا الشخصيات العربية الممثلة في بلدية عكا، ولم يكتفوا بذلك، بل عمدوا لإزالة الخيمتين اللتين أقيمتا لإيواء الأطفال والنساء الذين هدمت منازلهم الأربعة".

ودعا الناشط السياسي، يوسف طنطوري، الجميع للوقوف مع عائلة أبو عيش ومساندتها، والتي تعاني من هدم خيامها بعد هدم بيوتها، وتهجيرها للمرة الثانية. وقال إن "هذا التصرف الأرعن لم يأت من فراغ إنما نتيجة السياسة الممنهجة للحكومة الإسرائيلية، وكان قد تم اعتقالي، يوم الإثنين الماضي، قبل هدم الخيام للعائلة، ولم أكن أعرف سبب اعتقالي، لأعلم فيما بعد أن السبب يتمثل في منعي من مؤازرة العائلة ولئلا أحشد الدعم الكافي لها ومساندتها، وكان حجة اعتقالي الحفاظ على النظام العام".

وقالت إيفا أبو عيش: "نحن ننام بين القبور منذ أن هدمت السلطات خيمتنا، إذ ألقوا بالمواد الغذائية والملابس وأغراض الأطفال إلى القمامة، ولا نعرف ما هو مصيرنا، لكننا لن نترك أرضنا حتى لو وصل الأمر إلى أن نفترش الأرض ونلتحف السماء".

وقالت الحقوقية، نبال عردات، إنه "من الواجب الأخلاقي والإنساني أن يقف أهل عكا والمجتمع العربي إلى جانب عائلة أبو عيش في هذه الوقفة الاحتجاجية، كون 26 فردا من هذه الأسرة يعيشون بين السماء والأرض، بعد أن أزيلت خيامهم بعد عملية الهدم الأولى، وعلى الرغم من وجود قرار من المحكمة بإعطاء مهلة، لكن البلدية أبت ذلك، وهذا الفعل مناف للأخلاق والإنسانية وحتى الطبيعة البشرية".

وأضافت أن "وقفتنا، اليوم، سلمية للمطالبة بحقوق هذه العائلة التي اقتُلعت من جذورها على الرغم من أنها تقطن في هذه الأرض منذ سبعين عاما وتؤدي جميع الالتزامات المطلوبة منها، وكان بالإمكان إيجاد عدة حلول ناجعة لهذه المأساة كإيجاد بيوت أخرى، أو إعادة العائلة لأرضها لكي تقوم بإنشاء الأبنية من جديد، أو بتقديم المساعدة للأطفال الذين هدمت بيوتهم على أثاثهم وألعابهم وحتى كتبهم المدرسية، علما أن العائلة المكلومة تقيم الآن في دار العزاء".

وقال الناشط الاجتماعي، أحمد طه من كابول، إن "الأمر لن يتوقف عند عائلة أبو عيش، فقد تهدم غدا بيوت عائلات أخرى في طمرة وشعب وسخنين، لأن هذه الحكومة وهذه البلديات تنظر للمواطنين العرب بفوقية وعنصرية، نتيجة غرقها في التصهين، وينبغي لنا مواجهتها والوقوف في وجهها بعد أن أمعنت في هذه السياسات الإرهابية الممنهجة".

وأضاف: "نحن هنا كالأيتام، فأعضاء الكنيست الذين يتصدرون المناسبات السعيدة، لا نجدهم في المظاهرات لأن هذا الأمر لا يعنيهم بشكل من الأشكال، فهم لا يكترثون لمأساة الأطفال والنساء الذين ينامون في العراء، فلا أعضاء كنيست يمكننا الاعتماد عليهم ولا قيادات المجتمع العربي الذين من واجبهم الحضور والمؤازرة، على الرغم من أننا قمنا بالاتصال بالجميع وناشدناهم بالحضور للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية، لكن لا حياة لمن تنادي".

وكانت السلطات الإسرائيلية قد هدمت منازل العائلة الأربعة، والتي تم بناؤها قبل نحو 70 عاما، بحجة البناء دون ترخيص، يوم 14 شباط/ فبراير 2023، وتشرد إثر الهدم ما يزيد عن عشرين نفرا من أُسر نظمي أبو عيش، ونبيل أبو عيش، وأحمد أبو عيش، وإيفا أبو عيش. وبقيت العائلة متشبثة بأرضها وصامدة فوق ركام منازلها، على الرغم من مآلات الهدم والبرد القارس.

وكان محامي العائلة سابقا قد عقب بأن الهدم جاء بسبب خطأ تقني من المحكمة.

وتجاوزت الشرطة، يوم الإثنين الماضي، قرار المحكمة بوقف إجراءات تنفيذ هدم الخيام. وذكر المحامي أحمد رسلان الموكل الآن بالدفاع عن حق عائلة أبو عيش في ملكية السكن فوق أرضها بأن "المحكمة أمرت بوقف إجراءات الهدم، في حين التفت الشرطة على القرار".

التعليقات