اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي يختتم معسكره الـ21

شمل اليوم الأول ورشة للباحث والموثق البصري، طارق بكري، إذ عرض من خلالها سلسلة من توثيقات مبادرة "كنا وما زلنا" التي توثق حكايات وروايات اللجوء واللاجئين، وتجمع أدلة بصرية على سرقة الحيّز التي قامت بها الحركة الصهيونية.

اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي يختتم معسكره الـ21

من المعسكر الـ21 لاتحاد الشباب الوطني الديمقراطي

اختتم اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي (شبيبة التجمّع) السبت معسكره الشبابي الـ21 في منتجع مراد في بيت ساحور.

شمل المعسكر بأيامه الثلاثة سلسلة من النشاطات تنوعت بين حواريات وورشات غطت مواضيع عدة وشددت على الجانب التوعوي والمعرفي، كما ركزت بشكل خاص على قضيّة العنف المستشري في المجتمع العربي وعلى دور ومسؤولية الجيل الشاب في تغيير الواقع للأفضل.

كما تناول البرنامج محاضرات مختلفة حول قضايا عدة من فضاء القضية الفلسطينية كاللجوء وحق العودة، بالإضافة إلى نشاطات ترفيهية ورياضية أخرى تخللها المعسكر.

في اليوم الأول، افتتح المعسكر رئيس التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، سامي أبو شحادة، حيث أكدّ في حديثه للمشاركين على أهمية دور الشباب والشابات في المشهد السياسي الحالي كما المستقبلي، وعلى كون شريحة الشباب بالنسبة للتجمع أولوية كبرى، كما شدد على أن "هذا الجيل يعيد إلينا الأمل بمستقبل أفضل لنا ولشعبنا كلّه، خاصّة في ظل التحديات الكبيرة التي نواجها في حياتنا اليومية".

وأكد نائب أمين عام التجمّع، يوسف طاطور، في حديث له مع المشاركين على أن الشباب هم عماد المستقبل، وعليهم يبني التجمّع آماله بقيادة واعدة له ولمجتمعنا. ووجه عضوا اللجنة المركزية عز الدين بدران ومحمد صبح تحيّة للمشاركين والمتطوعين وأكدوا أنهم يرون بهذه المشاريع مبادرات لا غنًى عنها، فهي تعطي أملًا كبيرًا وتعيد التأكيد على استمرار هذا المشروع بقوة من خلال تأسيس أجيال قيادية واعية وواعدة لا بدّ أن تصنع بسواعدها ووعيها التغيير المنشود في المجتمع العربي.

وشمل اليوم الأول ورشة للباحث والموثق البصري، طارق بكري، إذ عرض من خلالها سلسلة من توثيقات مبادرة "كنا وما زلنا" التي توثق حكايات وروايات اللجوء واللاجئين، وتجمع أدلة بصرية على سرقة الحيّز التي قامت بها الحركة الصهيونية قبل النّكبة وبعدها. وما بين الصدمة من بعض المعلومات غير المتوقعة، والحزن لقصص التهجير والفرحة بإنجازات من نجحوا في العودة إلى قراهم، تركت الورشة أثرًا عميقًا عند جميع المشاركين.

أما في اليوم الثاني، فافتتح بورشات تثقيفية وتنظيمية من خلال الباحث وعضو اللجنة المركزية للتجمّع، خالد عنبتاوي، الذي قدم ورشة حول دور الشباب في المجتمع وكيفية تنظيم الحركات الشبابية لتكون وسيلة للنهوض في المجتمع رغم كل التحديات الاجتماعية والسياسية، كما شمل ورشات تثقيفية حول خطاب التجمع ومشروعه السياسي من تمرير مركز الحركة الطلابية في التجمع، يوسف طه، ومركز اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، رزق سلمان.

بعدها، قدم الصحافيان طارق طه وأحمد دراوشة ورشة غنيّة حول فن المناظرة، شملت مرورًا على أساسيات المناظرة، تلتها فقرة عمليّة أتاحت للمشاركين فرصة تطبيق ما تعلّموه في بداية اللقاء.

وفي مساء اليوم الثاني نظّمت إدارة المعسكر أمسية ختامية تحت عنوان "ليالٍ مقدسية" من إنتاج مسرح سنابل القدس، وتخلل العرض الفنّي مقتطفات مسرحية تخلد ذكرى الشهيد الراحل ناجي العلي، وأغانٍ وطنية عن شعبنا وقضيته، كما جرى توزيع الشهادات للمشاركين وتكريم المتطوعين والمتطوعات الذين ساهموا على مدار ثلاثة أيام بإنجاح المعسكر.

وحضر الحفل الختاميّ وفد مقدسي بينهم المطران عطا الله حنا، والصحافي والكاتب راسم عبيدات، حيث أكد المطران حنا في كلمته بأنّ "ما يقوم به هذا المعسكر هو رسالة سامية ووطنية وأخلاقية من الدرجة الأولى في ظل تغلغل الجريمة في مجتمعنا ومحاولات أسرلة شبابنا ونهيهم عن العمل الوطني"، مؤكدًا أن "هذه المعسكرات تشكل سدًا وتبني أجيالًا تناهض كل هذه المشاريع وتسعى لمستقبل أفضل لشعبنا كلّه".

وفي اليوم الأخير للمعسكر صباح السّبت، أقيمت ورشات تنظيمية لوضع خطة عمل للفترة المقبلة لاتحاد الشباب الوطني الديمقراطي من خلال فروعه المختلفة في البلاد، حيث سيجري متابعة ما نتج من أفكار وإخراجها إلى حيز التنفيذ. بعدها، انطلق المشاركون في جولة بين بيت ساحور وبيت لحم، بتوجيه المرشد جورج رشماوي، حيث توجه المعسكر إلى منطقة الجدار العنصري الفاصل لاطلاع المشاركين عن كثب على ما يصنعه هذا الجدار من تمييز وفصل عنصري مستمرّين، بالإضافة للإغلاق والقمع والتنكيل الذي يعاني منه الفلسطينيون بشكل يومي وفي كل مجالات عيشهم.

وتلا ذلك زيارة لفندق الجدار، أو ما يعرف بفندق بانكسي نسبة للفنان العالمي بانكسي الذي ساهم في إنشائه، والذي يقع بمقربة الجدار ومخيم عايدة، ويحتوي على متحف لأعمال فنيّة محليّة وعالمية، بالإضافة لتوثيقات حول التاريخ الفلسطيني ومحطات مختلفة في نضال الفلسطينيين.

وقال مُركّز اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي ومدير المعسكر، رزق سلمان "فخورون جدًا بكل من ساهم وساعد بإنجاح هذا المعسكر الذي نؤسس من خلاله لجيل جديد يحمل الشعلة ويواصل المشوار في مشروعنا الوطني والديمقراطي الذي يطرح رؤية كاملة وشاملة لمستقبل شعبنا، يضع الشباب في المركز ويخاطبهم بندية وفكر ووعي لا من خلال أساليب التلقين البالية".

وأضاف سلمان "لم يكن هذا المعسكر ليخرج إلى حيز التنفيذ بدون جهود مجموعة من المتطوعات والمتطوعين الأكفاء الذين تركوا أعمالهم وتعليمهم، ووصلوا إلى أرض المعسكر لمتابعة الشباب وللعمل على تحفيزهم لأخذ دورٍ مفصليّ في مجتمعهم وفي بلداتهم، وليصنعوا مستقبلًا أفضل لهم ولأبناء شعبهم في كلّ مكان".

التعليقات