المئات يشاركون في افتتاح مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي لمنطقة حيفا

-

المئات يشاركون في افتتاح مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي لمنطقة حيفا
أحيّا التجمع الوطني الديمقراطي- منطقة حيفا، يوم السبت الماضي، مهرجانًا في قاعة "كريغر" في حيفا، شارك فيه مئات التجمعييّن رغم حالة الطقس الصعبة، ليفتتحوا "مؤتمر منطقة حيفا الأول" الذي يشمل قرى ومدن: عسفيا والدالية وبسمة طبعون والخوالد وإبطن وعرب الزبيدات. تحت شعار: هوية قومية مواطنة كاملة. ولا للعدوان الصهيوأمريكي على سوريا ولبنان.

ويأتي المؤتمر في إطار سلسلة المؤتمرات المنطقية التي يحييها التجمع على مستوى 13 منطقة تشمل كافة القرى والمدن العربية في الداخل.

شارك في الافتتاح الذي ميزّته المشاركة من كل الأجيال. رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، د. عزمي بشارة، وعضو بلدية حيفا، عن الحزب التجمع، وليد خميس. وسكرتير عام منطقة حيفا، المحامي فيكتور مطر.

كما اشتمل البرنامج على كمات وتحيات قدمها ممثلون عن لجان الاحياء في حيفا. واتحاد الشباب الوطني الديمقراطي والتجمع الوطني الطلابي وفقرات فنية ملتزمة قدمّها الفنانان فاطمة أبو النيل والفنان وأمير حمام.
تولى عرافة المهرجان عضو سكرتارية التجمع الوطني الديمقراطي، أنور حسن، الذي حيّا الحضور وأشاد بدور "التجمع الوطني الديمقراطي" الفعّال على الساحة السياسية.

وافتتح كلمته بقصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش:
"أحب البحار التي سأحب.
احب الحقول التي ساحب.
ولكن قطرة ماء بمنقار قبّرة في حجارة حيفا تعادل كل البحار".

وأضاف حسن: "هذه ليست هواجس يطلقها شاعرنا محمود درويش، هذه دعوة للتمسك بالارض والهوية والوطن ونحن التجمعيين نقطع عهدًا ونحلف بالقسم للحفاظ على الهوية".
ودعا حسم الى العمل الجاد والتوحد من أجل وحدة التجمع. وألقى سكرتير منطقة حيفا، المحامي فيكتور مطر، كلمة شكر من خلالها الحضور على تلبية الدعوة. مشيرًا إلى أن الهدف من المؤتمرات الحزبية هو استخلاص العبر والاستفادة من التجارب.

وقال مطر: نحن نحمل مسؤوليّةً وطنيّة ونتحمّل مسؤولياّتِنا الوطنيّة فأذا لم نستوعب عملية النقد الذاتي على قدر عالٍ من الشفافية لن نستطيع حِمل الأعباء الملقاة على اكتاف كل واحد منّا. المعيار هُنا اذاً هو: المساءلة الجريئة ونقد الذات، وليس لنا في التجمع أيّ حرج في هذا الموضوع".

وأضاف مطر: "شهدت المنطقة، بشكل عام، حراكاً سياسياً نشطاً على طول الفترة المنصرمة ساهمت في مضاعفة أعضاء التجمع في المنطقة، وتوسيع القاعدة الشعبيّة له من مقرّبين وأصدقاء سيّما على خلفيّة المشاكل التي تعاني منها هذه القرى من مصادرات لأراضيها، لمصلحة "البارك" مثلاً، أو مشروع مدِّ خطِّ الغاز أو سكّة الحديد، في حالة قرى الكرمل، أو على خلفيّة استصدار أوامر الهدم أو تنفيذها أو التلويح بها، وعلى خلفيّة التمييز ضدها على كافّة الأصعدة، وهذا، كما تعلمون، واقعٌ ينسحب على باقي قرى المنطقة، لا بل قل على سائر البلاد".

وحول الانتخابات البرلمانية قال مطر: "إن رَفع نسبة التصويت عندنا سترفع، حتما،ً عدد ممثلينا في البرلمان، فالأصرارُ يستجلب الأصرارَ، والتراخي يستجلب التراخي .هذا هو الأستقراء المنطقيّ للأمور. ولكي يكون الصوتُ العربي واضحاً في تمسكه بحقوقه وفي مواقفه الوطنيّة لا بد من تحقيق تقدّم في التمثيل الوطني الديموقراطي في هذه الأنتخابات وأي تراجع في التمثيل العربي الأصيل بشكل عام (عندما نقول الأصيل نقصد التيّارات الثلاثة المركزيّة في الشارع العربي؛ وهي التجمّع والجبهة (الحزب الشيوعي) والحركة الأسلاميّة ) سوف يشجّع المؤسسة الصهيونيّة على تعميق سياسة التمييز" .
وقدّم عضو بلدية حيفا عن التجمع الوطني الديمقراطي، وليد خميس، بيانًا مفصلاً حول عمل التجمع البلدي وانجازاته قائلاً: "ان تتمثل الحركة الوطنية ببلدية حيفا تعني مسؤولية كبيرة تقع على كاهلنا"


وفنّد خميس الاقوال المتهمة للتجمع بأنه يريد العودة إلى الائتلاف البلدي. بأي ثمن قائلاً: "تدور أقاويل وهي نميمة بالأساس حول عودة التجمع للإئتلاف البلدي وتعييني كنائب رئيس للبلدية بعد ان انسحب النجمع من الائتلاف بعد هدم بيت عائلة بشكار وعدم الشراكة الجدية في إدارة البلدية. اريد ان استهل هذه المناسبة لتوضيح الموقف الرسمي للتجمع:

أولا: حسب الاتفاق الائتلافي يتسلم كان ممثل التجمع تموز الماضي منصب نائب رئيس البلدية ، لقد مرت قرابة نصف سنة وكنا نستطيع ان نكون نائب رئيس والتقلد بهذا المنصب وهذا الشرف بين قوسين طبعا، ولكن هذه ليست طريق وسبيل الحركة الوطنية، طريقنا هو طريق الكرامة الوطنية والنيابة بالنسبة لنا لا تعني اي شيء مقابل هدم بيت عائلة عربية ولا تعني اي شيء اذا استمرت كما كانت حتى الان كصورة على الحائط من اجل ان يتيجح أي كان ويقول ان هنالك نائب رئيس بلدية عربي ، نحن لسنا ورقة توت لاحد ونحمل هموم المجتمع العربي بكل شرف وكرامة ولا نبحث عن اي منصب وغاية فارغة وسخيفة، وعلى فكرة هذه سابقة تاريخية وليس فقط في حيفا انه يحق لحزب ان يتقلد نيابة رئاسة البلدية وهو يرفض ذلك، ولذلك اثبتنا أننا لم ولن نضيع بوصلتنا الوطنية.

ثانيا: اعلنا انه في حالة استوفاء ثلاثة شروط سوف تدرس مؤسسات التجمع من جديد قضية العودة للائلاف، فنحن ليس فقط نحمل بوصلة وطنية وغير مبصرين، والشروط هم ا: تبني كامل من طرف رئيس البلدية وادارة البلدية كل ما ورد في وثيقة الشراكة والمساواه.

ب: وضع خطة لثلاثة سنين بموجبها يتم تنفيذ كل ما ورد في الوثيقة ضمن ميزانية بلدية حيفا.

ج: ادخال جزء كبير من المطالب الواردة في الوثيقة ضمن ميزانية عام 2006 التي سوف يتم المصادقة عليها حتى نهاية هذا العام.في حالة استوفاء هذه الشروط سوف اطرح امام مؤسسات التجمع الرسمية موقفي الداعي لشراكة جدية ضمن هذه الشروط فقط.
وتحدث ممثلون عن لجان الأحياء العربية في حيفا وهم: أمير الجماعة الاسلامية الأحمدية، السيد محمد شريف عودة، الذي دعا إلى توحيد القوائم العربية المرشحة للكنيست. وقال: "في حال عدم توحيد القوائم فعلينا أن نصوّت للأفضل".

هذا وألقى رئيس لجنة حي وادي النسناس، فيكتور حجار، كلمة شكر فيها التجمع الوطني الديمقراطي على عمله البلدي الدؤوب. ودعا الى الشراكة الحقيقية والمواطنة الكاملة في حيفا.

كما وألقى السيد كمال أبو حمود، إبن عسفيا الذي أشاد بدور التجمع الوطني الديمقراطي في دفاعه عن ابنه. كما تحدث الشيخ فضل علو الذي أدان التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في الداخل.
وقدّم سكرتير اتحاد التجمع الوطني الديمقراطي، مجد كيّال، على ضرورة توعية الشباب للمخططات التي تمررها السلطات الإسرائيلية ضد الشبان الفلسطينيين مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الهوية في وجه هذه المخططات. وأضاف كيّال أنه يجب التأكيد على المعارضة لما يسمى بـ "الخدمة المدنية" على جميع أشكالها لأن هدفها هو شرذمة الشبّان الفلسطيين في الداخل وابعادهم عن قضيتهم الحقيقة. كما الطالبة نيكوليتا أبو عقل بأسم التجمع الوطني الطلابي أشادت فيها على دور التجمع الطلابي مؤكدة على ضرورة تمسك الطلاب بالهوية الفلسطينية.
وكانت الكلمة الاخيرة للنائب د. عزمي بشارة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أكّد على أن التعبير الأكثر حدّة هو الانتخاب عندما يحين الوقت لذلك.

وأضاف: "من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكن العمل ضمن أطار المواطنة دون الخوض بانتخابات برلمانية"، مشيرًا إلى أن البقاء على أرض الوطن حتم علينا المواطنة وخوض المعركة، والإنتخابات هي المعركة والتحدي الأساسي لهذه المعركة هو رفع نسبة التصويت لتحدي الاحزاب الصهيونية.

وأكّد بشارة على أنّ الانتخابات البرلمانية تأتي هذا العام بظروف مختلفة، مفنّدًا الادعاءات العالمية والعربية القائلة إن شارون قد تغيّر:"شارون القاتل بكل المعاني الذي اختار ألا يفاوض العرب على اتفاق سلام، بات يُسمى بعرف العجز العربي برجل السلام ولكن في الوااقع شارون لم يتغير، فهو منذ بداية الثمينيات يؤمن باقامة كيان فلسطيني مستقل وتوصل الى استنتاج أن هذا لا يمكن إلا بفك الإرتباط مع الفلسطينيين. هذا الاستنتاج لم يوصله أبدًا للحل العادل وأقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 والقدس عاصمة الشعب الفلسطي. لا يوجد هنا تحول نحو السلام أطلاقا، توجد تحولات أخرى عند العرب" قال بشارة.

وتابع: "إنّ أضعف الأيمان هو المحافظة على موقفنا لأن الأنهيار الوطني يعني الانهيار الأخلاقي فيما بعد".

التعليقات