تجمعيات النقب في جولة تضامنية مع أهالي القدس المعرضة بيوتهم للهدم

"الطريق أمامنا شاقة وطويلة... وليس لنا نحن من خيارات سوى خيار واحد هو المقاومة، ومشاركة أبناء شعبنا الفلسطيني كل من مكانه جزءٌ لا يتجزأ من هذه المقاومة"

تجمعيات النقب في جولة تضامنية مع أهالي القدس المعرضة بيوتهم للهدم
شاركت مجموعة من الناشطات في حزب التجمع الوطني الديمقراطي من النقب، ، صباح الخميس، في الجولة التضامنية مع أهالي القدس ضد سياسة هدم البيوت التي تمارس ضدهم، وضد المخطط الهادف للاستيلاء على أحياءٍ كاملة في المدينة.

بدأت الجولة بزيارة إلى خيمة الشيخ جراح، واستمعت المجموعة من المرشد يوسف غنيم إلى شرحٍ مفصّل حول عن معاناة أهالي الحي وعن سياسة هدم البيوت، إذ وصلت إخطارات لـثمانية عشر بيتًا بالهدم، في محاولة لبناء مستوطنة مكان هذه البيوت، إذ تسعى البلدية لتنفيذ مخطط بناء دائرة سكانية للمستوطنين حول البلدة القديمة، ولأنّ هذه البيوت تعيق تخطيطهم ابلغوا أصحابها بقرار الهدم.

وختم المرشد شرحه بالقول: "قد يكون المحتل ربح الكثير من المعارك، ولكنه لن يكسب شعبًا راضخًا خانعًا، ستكون الطريق أمامه شاقة وطويلة... وليس لنا نحن من خيارات سوى خيار واحد هو المقاومة، ومشاركة أبناء شعبنا الفلسطيني كل من مكانه جزءٌ لا يتجزأ من هذه المقاومة".

وزارت التجمعات برفقة غنيم عائلة الغاوي، إحدى العائلات المهددة بيوتهم بالهدم، حيث أكدت صاحبة البيت أن أن هذا البيت لوالد زوجها الذي يبلغ من العمر 87 سنوات، لكن السلطات تدعي انه ليس ملكا للعائلة. وقد وصل العائلة تهديد بإخلاء البيت أو السجن الفعلي، مما اضطر المسن للسكن في الطابق العلوي لإسكاتهم، لكن دون جدوى، فقد تواصلت التهديدات اليومية المطالبة لهم بالخروج من المبنى، على اعتبار أنهم ملكهم.

وتابعت زوجة الغاوي: "لسنا الوحيدون في الحي المهددة بيوتنا بالهدم، وها نحن صامدون وسنقاوم حتى آخر رمق، كما صمدنا من قبل، في العام 2002 عندما أخرجونا من بيوتنا وأقام مستوطنون يهود في بيتنا، بكل وقاحةٍ، بينما سكننا نحن في خيمة، لكننا قررنا إخراجهم بالقوة، فجاءت سيارات الإسعاف وسحبتهم من هنا، فعدنا إلى بيوتنا من جديد، لكنهم لم يتركونا بحالنا، إذ ظلوا يطالبون بإخلائنا من بيوتنا.. ونحن خائفون من النهاية التي نشعر أنها اقتربت".
وواصلت المجموعة مسارها نحو بيت عائلة الحنون، واستقبلتهن صاحبة البيت، وهي تروي معاناتها ومعاناة عائلتها. وقالت: "نحن نملك البيت منذ عام 1957 حيث كان الاتفاق بين الحكومة الأردنية والوكالة بالموافقة على منحنا البيت ليصبح ملكنا الخاص".

وتابعت أنه "في العام 1967 توجهت السلطات الإسرائيلية لسحب بيوتنا منا، وحينما أكدّنا لهم أننا نملك موافقة من قبل الحكومة الأردنية، تقدم اليهود بادعاءاتهم بملكية هذه الأرض، ولم تشفع لنا الوثائق التي تثبت ملكيتنا للأرض. وفي العام 1973 توجهنا إلى محامٍ يهودي لقلة المحامين الذين يجيدون اللغة العبرية، فما كان منه إلا أن عقد اتفاقية ضدنا، والتي تنص على أننا مستأجرون للبيوت وأن الأراضي هي ملك لليهود، وبدأوا بمطالبتنا بدفع الأجور، فأوقفنا التوكيل للمحامي اليهودي وتوجهنا إلى المحامي حسين أبو حسين من أم الفحم وحاولنا بمعيته التصدي لهم وإقناعهم بوقف القرار لكن دون جدوى، وفي العام 1999 وصلنا أمر الإخلاء لأننا لم ندفع الإيجار، فاضطرنا لدفع مبلغ 150 ألف شيكل للمحكمة، ووضع المبلغ في الأمانات".

وتابعت صاحبة البيت: "في العام 2002 أخرجونا من البيوت التي تمّ تأجيرها لعائلات يهودية، وجاء قرار من المحكمة بأنّ الأرض ليست بملكية العرب ولا اليهود، وعلى هذا الأساس عدنا إلى بيوتنا. وفي العام 2008 وصلنا أمر إخلاء جديد أو دفع غرامات مالية وإلا فالسجن هو الحل الأخير، وحوكم زوجي بالسجن ثلاثة أشهر، وتابعوا إرسال أوامر بإخلاء البيت، ورغم تقديمنا للكثير من الأدلة والمستندات التي تثبت ملكيتنا للأرض، لكنهم يستندون إلى ادعاءات المحامي الأول الذي أوكلناه. وها نحن صامدون، سعداء بالدعم الذي نلقاه من أفواج المتضامنين، ونأمل أن التوفيق حليفنا فالله معنا ولن نخنع ولن نتنازل عن حقنا قيد شعرة".

واطلعت النساء عن كثب على مواقع عدة في مدينة القدس، وشاهدن البؤر الاستيطانية والأحياء المهددة بالهدم كحي سلوان والطور، بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري.

وعقبت بعض التجمعيات على هذه الزيارة، فقالت سارة الهزيل: "جئنا للتضامن مع أهل القدس وشعرنا بهول مأساتهم، واكتشفنا أن قضيتنا في النقب وفي القدس تتشابهان إلى حدٍ بعيد. وأنا لستُ أفهم أيُ حقٍ هذا الذي يتحدث عنها المستوطنون والذي تجيز لهم طرد السكان الأصليين الآمنين من بيتهم ورميهم في الشارع. نحنُ في النقب مستهدفون تمامًا كأهل القدس، وقضيتنا واحدة نحن الفلسطينيين في كل مكان، ولهذا يجب أن نتكاتف ونزيد من حجم دعمنا لهم، بل نحن نكتسب القوة من صمودهم".

وقالت أميرة القصاصي: "اعتقد المقتحمون المستوطنون أن العرب جبناء، لكن صمودنا في النقب وفي القدس وفي كل المناطق الفلسطينية جعلهم ينقلبون على أنفسهم ويكيلون الأذى لنا، فشعبنا صامد والقدس هي رمز العروبة".

وعبّرت منى الحبانين عن استهجانها لسياسة التهجير والنهب، فقالت: "ها هي سياستهم الوقحة تمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مستهدفة الأرض والإنسان واللغة تريد مصادرة كل شيء من أجل تهويده، لكن القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين، وما دام في القدس نساءٌ صامدات كأم كامل، فلن يعرف المستوطنون طعم النوم".
وشكرت الحبانين التجمع السبّاق لدعم صمود الفلسطينيين.

وقالت التجمعية ابتسام: "أشعرُ أن قصتهم هي روايتنا، ويتحدثون عن واقعٍ مشترك ويعلموننا كيف تصمد النساء، وكيف يكن مؤثرات في إنجاح قضاياهن، في هذه الجولة تعرفت على حالاتٍ جديدة ومناطق لم أكن أعرف بتفاصيلها، وشاهدتُ بأم عيني البيوت المهددة بالهدم، ولنتأكد مرة أخرى أن المستوطنون يريدون كل شيء ولا رابط يجمعهم بالإنسانية في شيء".
........

التعليقات