تقرير: تراجع في نسبة نجاح الطلاب العرب في امتحانات الثانوية "البجروت"..

النائب زحالقة: إضافة إلى التقليصات في ميزانيات التعليم، هناك تعميق لسياسة التمييز والتجهيل.. جهاز التعليم العربي ليس بحاجة إلى إصلاح، وإنما إلى ثورة شاملة..

تقرير: تراجع في نسبة نجاح الطلاب العرب في امتحانات الثانوية
أشارت معطيات وزارة المعارف، التي نشرت يوم أمس الإثنين، إلى أن المدارس العربية واليهودية الدينية (الحريدية) كانت في أسفل سلم النجاح في امتحانات البجروت. وأشارت المعطيات أيضا إلى تراجع في نسبة النجاح في البجروت لدى الطلاب العرب في السنوات الأخيرة.

كما تبين أنه في عدد من المدن المختلطة حصل الطلاب العرب على نتائج أفضل في الامتحانات من النتائج التي حصل عليها الطلاب اليهود.

وأشارت المعطيات إلى أنه تم تسجيل أعلى نسبة حصول على شهادة "بجروت" في العام الماضي في "كوخاف يائير"، حيث وصلت النسبة 85.2%. وفي المقابل كانت أقل النسب في الوسط اليهودي في "بني براك"، حيث وصلت النسبة إلى 16.2%.

ويتناول التقرير معطيات تتصل بالامتحانات التي أجريت في السنة الدراسية الماضية في البلدات التي يزيد عدد سكانها عن عشرة آلاف نسمة.

وتبين أن النسبة القطرية، في الحصول على البجروت، قد بلغت 46%، بالمقارنة مع 49.2% في العام 2003.

وتفيد التقارير أن المعطيات تعكس إلى حد كبير الوضع الاقتصادي الاجتماعي، حيث تشير إلى أن البلدات العربية تحتل أسفل القائمة، إلى جانب البلدات التي يسكنها المتدينون (الحريديم) مثل "بني براك" ومستوطنة "بيتار عيليت".

كما تشير المعطيات إلى أنه بينما يختار الطلاب في المدارس الدينية اليهودية عدم التقدم لامتحانات البجروت، فإن احتجاز النجاح في التعليم للطلاب العرب ناجم عن التسرب من الدراسة، بالإضافة إلى مصاعب أخرى تستطيع المدارس العربية التغلب عليها. يذكر في هذا السياق أن 36% من الطلاب المستربين كانوا عربا، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الطلاب العرب التي تصل إلى 25%.

وتؤكد هذه المعطيات على أن جهاز التربية والتعليم فشل في تقليص الفجوات بين الطلاب وبالتالي فشل في جعل نتيجة النجاح في البجروت مماثلة. كما تشير إلى أنه في السنوات الأخيرة بالذات قد اتسعت الفجوات القائمة. حيث أن وزارة المعارف تقسم البلدات إلى مجموعات بحسب تدريج اجتماعي اقتصادي. ويتضح من تحليل المعطيات أن في السنوات ما بين 2001-2007 كان هناك ثبات في نسبة نجاح الطلاب الذين يعيشون في أعلى سلم التدريج الاجتماعي الاقتصادي، والتي تراوحت في حدود 64%. وفي المقابل، فإن البلدات الضعيفة قد تراجعت النسبة من 55% إلى 50%.

يشار إلى أن معطيات وزارة المعارف تستند إلى حساب نسبة الحاصلين على شهادة البجروت من بين كافة طلاب صفوف الثواني عشر في السلطة لمحلية (ولا يأخذ بالحسبان نسبة الطلاب المتسربين قبل وصولهم إلى صف الثاني عشر). وتبين أن أعلى نسب النجاح في البجروت كانت في البلدات "كوخاف يائير" و"شوهام" و"المجلس الإقليمي مسغاف" و"موديعين- مكابيم- رعوت" و"مفسيرت تسيون". ولدى مقارنة هذه المعطيات بالسنوات السابقة يتضح أنه لم يحصل تقريبا أي تغيير في تركيبة القائمة.

وبين التقرير أنه نسبة النجاح الأقل في الوسط اليهودي كانت مثل السنة السابقة، في "بني براك" و"بيتار عيليت". وتبين أنه من بين 34 بلدة كانت نسبة النجاح فيها هي الأقل، فإن من بينها 10 بلدات يهودية، ما يعني أن غالبيتها عربية.

أما بالنسبة للمدن المختلطة، اللد وعكا، فقد حصل الطلاب العرب على نسب نجاح أعلى من الطلاب اليهود. وبلغت نسبة نجاح الطلاب العرب في عكا 50.9%، مقابل 37% للطلاب اليهود.

وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب، عقب النائب د.جمال زحالقة، بالقول إن السنوات الأخيرة تشهد تراجعا في النجاح في البجروت بين الطلاب العرب، ويأتي ذلك كنتيجة مباشرة للتقليصات المتراكمة في ميزانيات التعليم، وأزمة السلطات المحلية التي لا تستثمر في الثانويات.

وأضاف أن جهاز التعليم العربي ليس بحاجة إلى إصلاح وتغيير، وإنما إلى ثورة شاملة، تعتمد أولا على توظيف معلمين ذوي كفاءات عالية، وهم موجودون في مجتمعنا، إلا أن حالة المعلم لا تجذب الشباب المتفوق إلى سلك التعليم، فيبحثون عن أعمال أخرى.

وقال "الوضع ليس فقط أن هناك تقليصات في ميزانيات التعليم، بل هناك تعميق لسياسة التمييز والتجهيل، وهذا الموضوع في غاية الخطورة لأن الرافعة الأساسية للخروج من دوائر التهميش والفقر والجهل هو من خلال جهاز تعليم عصري ومتطور.

وقال إن وضع التعليم العربي أسوأ مما تدل عليه الأرقام، حيث ينضاف إلى ذلك مشكلة النقل/ النسخ في الامتحانات.

وأنهى حديثه بالقول "لقد أثبتت تجارب كثيرة أنه خلال سنوات قليلة من الاستثمار والاهتمام بالتعليم يمكن إحداث قفزة نوعية، فحتى في مجتمعنا هناك مدارس أثبتت هذا الأمر، ورغم أنها قليلة إلا أنها تؤكد أن ذلك ممكن".

التعليقات