الإيمان بالذات.. الإرادة القوية.. وحبنا للعطاء../ أميمة مصالحة

نظم اتحاد المرأة التقدمي بدورة زيارات لنساء يواجهن التحدي كل يوم، فكل مرأة في مجتمعنا تمتاز بتميز خاص وقدرات خاصة، ونحن على ثقة أن معظم نساء مجتمعنا تستحق التقدير

الإيمان بالذات.. الإرادة القوية.. وحبنا للعطاء../ أميمة مصالحة
 
بداية لا بد لنا في يوم المرأة العالمي، أن نبعث ببطاقة تقدير وإكبار للمرأة العربية بعامة في كل الجغرافيا العربية احتراما لدورها المقدس، باعتبارها قلب المجتمع العربي النابض في كل الاتجاهات.
 
الثامن من  آذار/ مارس من كل عام.. إنه يوم المرأة العالمي. وهو يوم في حقيقته مكرس لإبراز منظومة التحديات التي كانت ولا تزال شرائح عريضة من نساء العالم يشعرن أنهن يواجهنها على كافة الصعد الحياتية، وفي المقابل استعراض إنجازات ومكاسب حققتها المرأة. والواقع أن هذا اليوم يخص كل النساء في العالم، ويبحث قضاياهن المختلفة بصورة عامة، والمرأة العربية تحتفل به كونها جزءا من المنظومة النسائية العالمية.
 
وبهذه المناسبة نظم اتحاد المرأة التقدمي بدورة زيارات لنساء يواجهن التحدي كل يوم، فكل مرأة في مجتمعنا تمتاز بتميز خاص وقدرات خاصة، ونحن على ثقة أن معظم نساء مجتمعنا تستحق التقدير، فاختار الاتحاد نساء مميزات في مجتمع متميز بكل تركيبته، واختيرت عينة صغيرة من النساء على أمل أن نستطيع تكريم كل نساء مجتمعنا.
وأجمعن جميعهن على أن أسس الحياة لنجاح المرأة العربية في هذا المجتمع هو الإيمان بالذات، الإرادة القوية وحب العطاء.
 
 
زيارة والدة الأسير المحرر خالد حجار من أم الفحم
 
"إن الشعور بالحرية شعور يصعب وصفه، ولكن في اللحظات التي خرجت بها من السجون الإسرائيلية نسيت هذا العالم، وأحاول أن لا أتذكره، رغم أنني تركت ورائي الكثير من الأشياء الغالية والعزيزة على قلبي". هذا ما قاله الأسير المحرر خالد حجار من مدينة أم الفحم الذي أفرج عنة بعد عشرة سنوات من السجن بتهم أمنية.
 
وقال "أتذكر من السجن الكثير من اللحظات الصعبة، واللحظات السعيدة، فأنا لا أنسى أصدقائي الذين تركتهم ورائي.. لا أنسي اللحظات التي جمعتنا. فالرفيق وليد دقة والرفيق مخلص برغال وأنيس الصفوري لا يمكنني أن أنساهم، فقد كانوا أهلي وأصدقائي وكل حياتي. وفي يوم المرأة وبهذه المناسبة أحب ان أقدم أحلى تحية إلى الأخت سناء سلامة خطيبة السجين وليد دقة على القوة والإرادة التي تملكها وعلى قدرتها بالعطاء، فلها في هذا اليوم تحية تقدير".
 
أما القسط الأكبر من الحديث فقد كان لأم خالد، والدة الأسير التي قالت: "لا أنسى اللحظات التي جاؤوا فيها واعتقلوا ابني ابن السادسة عشرة، ولم نفهم ما هي التهمة التي وجهت له. وأقولها صدقا بنفس درجة حزني على أن ابني اعتقل، كانت لدية فرحة وفخر في أنني نجحت أن أربي أبنائي على حب الوطن والانتماء الى هذا الشعب، فأنا بالأصل من قرية صغيرة قرب مدينة نابلس وعايشت الاحتلال الإسرائيلي بكل شراسته، وكانت مشاعر حب الوطن قوية، وما زالت، وكنت أفخر أن ابني أسير أمني.. كانت لدي مشاعر الكبرياء كل الوقت، ومع هذا في داخلي كنت أحزن وأبكي ليالي طويلة، ولم أشعر بأي نوع من الفرح حتى عندما تزوج أبنائي الآخرون، لم أكن أفرح كأي أم تزف ابنها. ولكن الحمد الله أن ابني عاد سالما، وخرج من السجون الإسرائيلية مرفوع الرأس ومستعدا لحياة جديدة".
 
 
زيمر: زيارة للمربية د. رقية زيدان
 
وأكمل وفد الاتحاد الجولة الى قرية زيمر لزيارة المربية رقية زيدان الحاصلة على لقب الدكتوراة في موضوع أثر الفكر اليساري على الشعر الفلسطيني، من إحدى جامعات مصر.
 
قالت د. زيدان: "لقد حصلت على اللقب الأول من جامعة تل أبيب في اللغة العربية، ومن حبي لهذه اللغة قررت الاستمرار في الدراسة، ولكني شعرت ان إكمال دراستي في اللغة العربية لا يمكن أن يكون في جامعة إسرائيلية، وعلى هذا قررت أن أدرس للقب الثاني في جامعة النجاح في نابلس، ودراستي في جامعة النجاح هي السبب في أن أكمل في التعليم في دولة عربية. والحقيقة أن المحاضرين في جامعة النجاح كان لهم الفضل الكبير في اختيار الموضوع والمكان".
 
وأضافت "لقد واجهت العديد من الصعوبات خلال دراستي فأنا في الأساس أعمل كمعلمة، ولا أملك الكثير من الوقت لأسافر إلى مصر لكي أكون باتصال مباشر مع المحاضرين، إضافة إلى صعوبة مواجهة الأمور بشكل فردي. ومن أصعب الأمور كان تعريفي لنفسي فأنا اعرف نفسي أمام الجميع بهويتي الفلسطينية، ولكن أمام الجامعة كمؤسسة أنا إسرائيلية أحمل جواز السفر الإسرائيلي، وهذا الشيء كان يضايقني بشدة. أضف إلى ذلك صعوبة السفر والابتعاد عن البيت والحر الشديد في مصر، وطبعا اختلاف أسس التعليم والمساقات في اللغة العربية التي لا نعرف منها إلا نقطة في محيط. ومع كل هذه الصعوبات كان هناك دافع قوي وهو الإيمان أنني استطيع.. وكذلك حب الفضول والمعرفة، والقدرة على المواجهة والإرادة الصخرية، وبدون ذلك لا يمكن لأي إنسان أن يستمر في العلم ويتقدم في الحياة".
 
وبمناسبة يوم المرأة وجهت د. زيدان كلمة أولا إلى اتحاد المرأة التقدمي، وإلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي أعطى الفرصة للمرأة أن تخوض مجال السياسة، وأن تكون في مكان اتخاذ القرار. وقالت "كل الاحترام لحزب يقدر نصف مجتمعة، وكل الاحترام إلى اتحاد المرأة الذي يتواصل مع النساء ومع مشاكلهن وتحدياتهن والتعلم من تجارب بعضنا. فيوم المرأة هو يوم نضالي، وأنا أعتبر أن المرأة في مجتمعنا تناضل كل يوم.
 
وتابعت "لا استطيع أن أصف لكن فرحتي عندما نجحت الثورة المصرية.. كنت على قناعة تامة أن هذه الثورة سوف تنجح لأن الشعب المصري شعب صاحب كرامة وشعب أصيل.. وفرحت أيضا لدور النساء في الثورة وتواجدهن هناك".
وفي ختام حديثها شكرت اتحاد المرأة على التقدير والدعم.
 
 
مدينة الطيبة: وزيارة للمربية المتقاعدة شفيقة مصاروة :
 
"صحيح أن الإنسان عندما يعطي من نفسه للآخرين لا يكون بانتظار مكافأة من أحد، ولكن الآن أشعر كم هو جميل التقدير، وكم هي عظيمة كلمة شكرا". بهذه الكلمات استقبلت المربية المتقاعدة شفيقة مصاروة وفد اتحاد المرأة.
 
المربية مصاروة ناشطة في فرع الطيبة، حيث تعطي دورات تقوية للطلاب في موضوع اللغة العبرية.
وقالت "إن محبتي للأولاد تشعرني أن على أن استمر في العطاء، وأحب أن أثير عند الطلاب شعور حب العلم وحب المعرفة، فعلى المعلم أن يحفز طلابه". وأضافت أن فرع التجمع في الطيبة يعمل بمشروعه الوطني والذي جزء منه التعليم، ولهذا السبب لم تتردد في دعم هذا الفرع والتطوع.
 
وتابعت "لقد توفي زوجي عندما كنت في جيل 23  عاما، وكانت لدي ابنتي شذا حيث كانت في أشهرها الأولى. أكملت الحياة لوحدي مع ابنتي، واجهت كل التحديات والصعوبات، ولكن كانت لديه قوة كبيرة للاستمرار في الحياة على أفضل وجه، وتابعت العمل كمربية، وابنتي تدرس اليوم في جامعة تل أبيب للقب الثاني. لقد قررت أن أتقاعد قبل الجيل الرسمي للتقاعد وهذا لكي أشعر أنني تركت العمل وأنا ما زلت أترك صورة جيدة لدى الطلاب".
 
وتضيف أنها قررت أن تستمر في العطاء، مشيرة إلى أن "مجتمعنا بحاجة لنا كنساء، وعلينا أن نأخذ دورنا على أتم وجه، وأنا اليوم أتطوع في الكثير من الجمعيات الخيرية، وأقدم كل ما في استطاعتي لمجتمعنا على أمل أن نتقدم ونتطور".
 
 
وأنهى الوفد جولته من الزيارات عند الناشطة السياسية إيمان سعد التي أكدت بدورها أن المرأة العربية تمر بالكثير من الصعوبات والتحديات، ولكنها تثبت في كل مرة أنها قادرة على الاستمرار ومواجهة هذه التحديات.
 
وقالت "ليس من السهل على المرأة أن تكون المعيل الوحيد في الأسرة، وأن تربي طفلين لوحدها، وأن تواجه كل معيقات الحياة، وأن تتحمل كل المسؤولية لوحدها، وأن تستمر وتتحدى. ولكن حبنا للحياة هو ما يعطينا القوة الى الاستمرار.. نجاح أولادي دافع قوي في أن استمر واستمر في هذا المشوار الصعب.  ومع هموم الحياة والعمل وتربية الأولاد والاهتمام بكل تفاصيل الحياة الصغيرة فأنا أرى أنه ما زال يوجد مكان لأن نكون نشيطات سياسيات، وأن نشارك في كل التحديات التي يمر بها مجتمعنا.. علينا أن ندعم نساء العراقيب واللد وكل امرأة تواجه الصعوبات، فنحن كنساء مليئات بالقوة الإيجابية  وعلينا استغلالها في كل ما هو إيجابي، وأنا أشعر أن مشاركتي في الفعاليات السياسية هي متنفسي، ومكان لتحقيق ذاتي، فحزب التجمع واتحاد المرأة هو بيتي، وأشعر أنه من الواجب علينا أن نكون فعالات وشريكات في اتخاذ القرارات، فأنا أفخر بالنائبة حنين زعبي ممثلة لنا ومتحدثة باسمنا.. فشكرا لنا جميعا لأنني جزء من هذا الحزب وهذا الاتحاد".
 
 
وفي النهاية كانت المظاهرة القطرية يوم أمس، الثلاثاء، في اللد ضد هدم البيوت وضد السياسة السائدة في هذه المدينة، وشارك الوفد فيها إلى جانب النائبة حنين الزعبي, وهتفت جميع المتظاهرات ضد الهدم وضد التشريد وضد تهويد المدينة.
 
 
 

التعليقات