على أعتاب المؤتمر السادس: بصراحة... مع حنين زعبي

أجرت صحيفة "فصل المقال" وموقع "عرب ٤٨" مقابلة موسعة مع النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي، عشية المؤتمر السادس العام للحزب تطرقت فيها لعدة قضايا سياسية وتنظيمية، في ما يلي المقابلة كاملة:

على أعتاب المؤتمر السادس:  بصراحة... مع حنين زعبي

 أجرت صحيفة "فصل المقال" وموقع "عرب ٤٨" مقابلة موسعة مع النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي، عشية المؤتمر السادس العام للحزب تطرقت فيها لعدة قضايا سياسية وتنظيمية، في ما يلي المقابلة كاملة:

المؤتمر والحزب

كيف تنظرين إلى أهمية المؤتمر القريب على مسيرة الحزب، وما المنشود منه؟

تنبع أهمية المؤتمر تحديدًا من وضعنا السياسي العام، تحديات الساحة السياسية تفرض نفسها على المؤتمر الذي سيناقش دورنا في مواجهة هذه التحديات. ونحن بصدد سياقين أحدهما إيجابي وهو حالة الثورات العربية وتحول الطرح القومي الديمقراطي إلى الطرح الرائد في العالم العربي، والآخر سياق إسرائيلي معاكس، وهو تنامي القومية العنصرية في إسرائيل، إلى حدود الفاشية. 

وعلى سؤال المؤتمر السياسي الرئيسي أن يكون كيفية طرح البرنامج الديمقراطي "دولة كل المواطنين" كطرح سياسي ذي علاقة بما يجري، وليس حشره في الزاوية، ومن ثم كيفية طرحه كالبرنامج الديمقراطي الوحيد الذي يجيب على العنصرية الإسرائيلية. وهذا ليس أمرًا سهلا، أولا لأنه كلما تشتد العنصرية كلما يشتد سحب الشرعية من برنامج "دولة المواطنين"، وكلما يصبح هذا الطرح غير ذي صلة، وثانيًا: لأن ما يسمى باليسار الجديد، يحاول بناء بديل "ديمقراطي" خطير، بمفهوم سدّ الطريق أمام ديمقراطية فعلية، هو ليس أقل خطرًا من العنصرية الحالية. 

يقوم هذا الطرح "اليساري الجديد" بالموازنة بين التجمع الديمقراطي "كتطرف قومي عربي" وبين ليبرمان واليمين في إسرائيل كتطرف قومجي صهيوني، بالتالي ليست العنصرية خطرًا فقط على طرح التجمع، بل أيضًا من يدعي محاربة هذه العنصرية هو خطر.  
أظن أن هذا هو السؤال السياسي، الذي عليه أن يكون في لب نقاشات المؤتمر، وما يفرزه من آليات عمل، وتحديات على مستوى العناوين السياسية اليومية المرتبطة بهموم الناس وغيرها. 

كيف تقيّمين أداء الحزب بشكل عام في السنوات الأخيرة؟ 

تقييمي بحدود ما كان ممكن، مبعث فخر لي ولجميع أعضاء الحزب وقياداته. وهذه فرصة أنتهزها، لأشكر الحزب قيادة وكادرًا وأصدقاء. نحن لا نحمل طرحًا ومواقف فقط، بقدر ما نحمل تحديا. الكثير من المواقف السياسية كانت لنا تحديا. كنا وما زلنا الصوت الوحيد في الساحة الذي يبرز ويوضح التناقض بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، في الوقت الذي من الأسهل أن تتحدث بشكل عام ضد العنصرية دون أن نبين مصدرها وهو ما يفعله الآخرون. وهنالك ثمن لذلك، ثمن في الكنيست، حيث ترى بوضوح من خلال تصريحات رئيس الكنيست ريفلين وأعضاء كنيست من الائتلاف والمعارضة أن التجمع هو الرقم الصعب في المعارضة. 

هذا جزء من الخطاب البرلماني اليومي، وهو جزء من الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، لكن ذلك لا يظهر في الخطاب الإعلامي العربي. النتيجة خطيرة، وهي أن المؤسسة الإسرائيلية تميّز التحدي الذي يحمله التجمع وبالتالي تحرّض عليه، في الوقت الذي لا يميز جمهورك العربي الفروق بين الأحزاب العربية بمثل هذه السهولة، بالتالي هذه التميّزات السياسية المهمة هي ليست جزءا من محاسبته السياسية لأداء الأحزاب العربية. 

كنا وما زلنا الصوت الوحيد ضد التنسيق الأمني الفلسطيني مع إسرائيل، وضد نهج المفاوضات البديلة للنضال وليس المكملة له. 

وما أخطانا فيه كان خطأ في التكتيك ولم يكن مساومة على مبادئ. لقد تحملنا أن نحاط بخصوم، وأن ننتقد، وأن نخسر ربما من تأييد هنا وهناك، ولم تكن مرة حساباتنا الجماهيرية فوق بوصلتنا الوطنية الديمقراطية. لكن وقعنا مؤخرا في إشكالية "تركيبة" هذه البوصلة، بحيث تحولت بوصلة "القومي الديمقراطي" دون مساومات على اثنيهما، إلى إشكالية التوازن بين القومي والديمقراطي. مع أن معادلة القومي الديمقراطي لا تعني نقطة ما على محور القومي، أو على محور الديمقراطي، بقدر ما تعني إمكانية المصالحة الكاملة بينهما، بل وعدم إمكانية تعريف الواحد منهما دون الآخر. تحولت معادلة عدم إمكانية تعريف الواحد منهما دون الآخر إلى إشكالية خلقت بينهما تناقضا غير جوهري، تناقضا بالاختيار والقرار وليس الجوهر. 

هذا ما أبرزته النقاشات حول الثورة في سوريا، ومن المؤكد أن ذلك سينعكس في النقاشات التي سينشغل بها الحزب. لكن في النهاية، تبقى قضيتنا المركزية هي دور التجمع في صياغة المشروع الوطني الفلسطيني لفلسطينيي الداخل والمشروع الفلسطيني الوطني العام.        

مع ذلك، الحزب السياسي لا يقيّم نفسه وفق ما كان ممكنا، بل وفق ما هو بحاجة إليه، وهو المسؤول عن تطوير الأدوات والإمكانيات لتحقيق ما هو بحاجة إليه. وهنا علينا أن نقول أن أداءنا العظيم مقارنة بإمكانياتنا – تفانٍ من قبل كادر صغير، أخذ على كاهله ما يقوم به أضعاف حجم الكادر، تحريض من كل صوب، إمكانيات مادية متواضعة جدًا- اقترن بأداء غير جيد فيما يتعلق بتطوير أدواتنا: كادرنا التنظيمي لم يكبر، بما في ذلك كادر النساء، حضورنا الجماهيري بين النساء زاد، ونحن نلمس ذلك في عشرات الزيارات، لكن ذلك لم يعكس نفسه تنظيميًا، ولا حزبيًا. 

أداؤنا الإعلامي لا ينصف أداءنا السياسي، فما نتميز به، وما نتعرض له من تحديات وتحريض يكاد لا ينعكس في الإعلام العربي المحلي. وليس دليل على ذلك أكثر من أن حضورنا وتميزنا واضح في المشهد الإعلامي في العالم العربي، أكثر بكثير من المشهد الإعلامي العربي المحلي.  

الاستثناء التنظيمي والعملي هو قطاع الشباب، وهو القطاع الوحيد الذي شهد ويشهد مستبقا حتى الثورات العربية، فورة وعنفوانا هما ضمان هذا الحزب ومستقبله وحصانته الوجودية والوطنية والتقدمية. 

كيف تنظرين إلى انتشار الحزب جماهيريا على مستوى التفاعل (ليس على مستوى التصويت)، وكيف ترين تأثيره على النهضة الوطنية؟ 

ينتشر فكر التجمع وطرحه بمساحات أكبر بكثير من مساحة انتشار مصوتيه، ومعنى ذلك أن من يقبل فكرة "دولة المواطنين" ومن يراها الأفضل سياسيًا، لا يعني أنه يحملها سياسيًا، وأنّه يرى الفارق الشاسع بينها وبين شعار "دولتان لشعبين" مثلا. بالعكس، كما تحاول إسرائيل التوفيق بين اليهودية والديمقراطية، هنالك في ساحتنا العربية من يحاول، وبنجاح أكبر علينا أن نقول، التوفيق بين دولة المواطنين وبين "دولتان لشعبين". 

وهنا أرى أن الهيمنة الفكرية لمشروع التجمع، لم تحصد المردود السياسي الذي توقعناه، فتقريبا لا فائدة سياسية ترجى من هيمنة فكرية لطرح، لا يتم التمييز الكافي بينه وبين الطروحات الأخرى، كما لا مردود سياسي لهيمنة فكرية لطرح لا يعقبها التزام سياسي فيه.

من جهة أخرى، تأثير التجمع على المشروع الوطني حاسمة، بل تكاد تشكل التأثير الأقوى فيه، لأنه في القضايا الوطنية السقف السياسي الأعلى أكثر تأثيرًا من القوة الجماهيرية لهذا الحزب أو ذاك. هنالك هيبة وتأثير معنوي ورمزي وأخلاقي لمن يحمل التحدي، قد يفوق أهمية القاعدة الجماهيرية له. وهذا كان دائما رأس مال التجمع الوطني الديمقراطي، قوته وتأثيره في هيبته الأخلاقية والوطنية، التي تنبع من السقف السياسي الذي يحمله، وفي كونه رأس الحربة في مواجهة المؤسسة الإسرائيلية.  التحدي الآن هو أن نتحول للتيار السياسي المركزي على الساحة العربية.    

كلمة عن مشاركتك في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة؟ والفرصة التي منحتها لك مشاركتك في الأسطول السابق؟

قلت حينها أن غزة المحاصرة حررتنا. هي ساهمت في إعادة الهيبة والمشروعية لمفهوم النضال، بعد أن سلبتهم أوسلو. والعالم تضامن مع صمود غزة، وليس مع حصارها فقط. ونحن نقول، لا تردد مطلقا لا في المشاركة في أسطول الحرية، ولا في المشاركة في النضال الفلسطيني بكل الوسائل الشرعية. ونحن نقول إن القضية الفلسطينية هي قضية واحدة لا تتجزأ، وهي قضية كافة قطاعات الشعب الفلسطيني. مواجهة يهودية الدولة هي ليست مسؤولية الفلسطينيين داخل إسرائيل فقط، بل هي جزء من ثوابت وجذور القضية الفلسطينية، وبالتالي هي جزء من نضال كل فلسطيني، كما حصار غزة، كما الاحتلال، كما اللجوء. 

أسطول الحرية، هو نوع من العصيان السياسي، وأنا أرى قوافل العودة، أيار 2011، تتمة للعصيان السياسي الذي بدأه أسطول الحرية أيار 2010. 

كان لي شرف المشاركة في أسطول الحرية الأول، وأرجو أن يكون لي شرف المشاركة في أسطول الحرية الثاني. 

عزمي بشارة

د. عزمي بشارة آمن بك ودعمك منذ البداية، كلمة عنه، وأخرى له؟

كلمة عنه: هو يفرض مشروعه السياسي القومي الديمقراطي، كمعطى سياسي فاعل لا يمكن لأحد أن يتجاهله، أينما حلّ. الطرح القومي الديمقراطي طرحه في أصعب وأعقد السياقات سياسيًا، ألا وهو السياق الإسرائيلي، ودون مبالغة قلب بهذا بديهيات سياسية ظنت إسرائيل أنها غير قابلة للاهتزاز، وأنها صلبة بصلابة معطيات حالة الطقس، لا أحد يتدخل بها ولا أحد يسيطر عليها. لقد حول المشروع السياسي الذي طرحه عزمي بشارة البديهيات الأخلاقية والسياسية للصهيونية إلى بناء من الرمال، وشيد على أنقاضه مشروع  "دولة المواطنين" الذي لم ولن تستطيع أي مؤسسة إسرائيلية مخابراتية أو سياسية أو أكاديمية أم إعلامية أن تناقشه سياسيًا، بل ويستطيعون فقط أن يحرضوا ضد هذا المشروع وأن يلاحقوا من يحمله.

أيضا في أعقد السياقات العربية، أصر د. بشارة على طرحه القومي الديمقراطي، وأقصد سياق الثورة في سوريا، التي من السهل تحويلها إلى خيار بين مسارين أو القومي أو الديمقراطي، أو أن نكون مع الثورة وبالتالي فنحن ضد القومية والمشروع القومي، أو أن نكون مع النظام وبالتالي فنحن قوميون ولا نستطيع أن نكون ديمقراطيين. إنتاج الخيارات بهذا الشكل هو بالضبط ما يناقض الطرح القومي –الديمقراطي. 

وقد وضع ذلك عزمي بشارة القومي، صاحب العلاقة المتميزة مع النظام السوري، في امتحان صعب، قلما تضعنا الحياة فيه، وعزمي بشارة اجتاز الامتحان الصعب بما يجعل العروبة تفتخر به، وبما يجعل الديمقراطية تفتخر به.     

كلمة له: دير بالك على حالك، فنحن ما زلنا نتعلم منك.    

حنين زعبي

هل تشعر حنين زعبي أنها حققت ذاتها؟ 

لا أفهم ماذا يعني "أن يحقق الإنسان ذاته"، وكأن هنالك طريق واحدة وواضحة بها يحقق الإنسان ذاته. لنتنازل قليلا، ولنطلب أن نتصالح على الأقل مع ذاتنا ومع الحياة. شخصيًا، لا أعرف ماذا تريد ذاتي، وأنا لا أسألها، ربما لا أرغب بمواجهتها. وأنا أهرب من أسئلة تتعلق بما يسمى "علاقتي مع ذاتي"، أو مع الحياة، فلا تسألني. 

أصبحت حنين زعبي شخصية مشهورة، واسمها على كل لسان، ما هي إيجابيات وسلبيات أن تكوني شخصية عامة معروفة؟  

صدقني إذا قلت لك، أنني لم أذوت ذلك، أنا لا أعيش فكرة أنني شخصية معروفة. ما زلت أتعامل مع الآخرين في الشارع، كما كنت أتعامل دائمًا، وفقط عندما يتابعوني بنظراتهم أو يستوقفوني في الشارع أو في الأماكن العامة، أتذكر "أسطول الحرية" وأنهم لا بد يعرفونني.  

لو أتيح لك أن تعيدي عجلة حياتك إلى الوراء ماذا كنت ستغيرين؟

الكثير من القرارات الإجرائية الشخصية، القليل جدًا جدًا من القرارات الأخلاقية والسياسية. 

شيء أنت فخورة به؟

جرأتي. 

شيء أنت نادمة عليه.؟

هو نهج وليس شيء أو قرار. أنني ربيت نفسي على أن أتعامل مع الحياة بدرجة عالية من الانتقائية، هذا لأنني تصالحت مع حياة حدودها واسعة جدا، وفي الحدود الواسعة فقط تستطيع أن تختار وأن "تلعب في الوساع" معًا. النتيجة كانت مناقضة تماما، وهو أنني اضطررت في النهاية أن "ألعب" في ساحة صغيرة. 

شيء لم تحققيه وتودين تحقيقه؟

إكمال دراستي للقب الثالث في الفلسفة أو الإعلام.

شيء تتمنيه؟

ما يمكن أن أتمناه لن يتحقق، بالتالي من الأفضل أن "أغرش". أما في السياسة أو الحيز العام، فلا يوجد أمنيات، يوجد فقط أهداف.   

شيء تود زعبي تغييره في شخصيتها؟

الكثير، معظمها يتعلق بأنني إنسانة غير اجتماعية في طبعي، ووضعت في بؤرة معترك الحياة. مما يعني أن المهارات الاجتماعية تلعب دورا مهما في حياتي، وأنا تلميذة غير نجيبة من جهة وغير لينة من جهة أخرى في هذا الجانب.      

هل تحس حنين أن شخصيتها التي تبثها خلال تعاملها مع الناس تعكس صورتها الحقيقية أم أنها تفهم خطأ أحيانا..؟

أفهم خطأ أحيانًا، لكن المشكلة أنك لا تعرف دائما متى تفهم خطأ، وقد تكتشف عن طريق الصدفة، هذا لأن ثقافتنا غير متصالحة لا مع المكاشفة، ولا مع المحاسبة. من السهل علينا أن ننتقد الآخرين بغيابهم، ومن الصعب علينا أن ننتقدهم بحضورهم. وهذا يعود إلى أمرين، أولا نحن لا نريد أن ندفع ثمن آرائنا، ثانيا: نحن لا نتعامل مع انتقاد الآخرين برحابة صدر وبحسن نية، بل نشكك دائما في النوايا.

ماذا لا نعرف عن حنين زعبي؟

ما ليس من الضروري أن تعرفه!. وليس المطلوب عزيزي، أن نعرف الآخرين في جميع جوانبهم، بل أن نحرص ألا نظلم وألا نبالغ في الجانب الذي نعرفه منهم.   

وأخيراً...

كلمة أخيرة لأعضاء الحزب وقيادته على أعتاب المؤتمر:

التجمع الوطني الديمقراطي، أمام تحديات ما زالت صعبة، وما زالت عسيرة. وما زالت، لأن المؤسسة الإسرائيلية بعد أن فشلت في تحويلنا من رقم صعب إلى رقم سهل، تصر على ألا تأخذنا كحالة مفهومة ضمنا. أي تصر على أن تعاملنا كحالة مؤقتة ووافدة على المشهد العربي الداخلي، وليس كحالة أصيلة وعضوية منه.   

هي تفعل ذلك، لأنها ترى نماذج لصغار النفوس، فاعلة في الساحة. هي ترى أن هنالك خيارات سياسية أخرى مطروحة، تقبل بما هو أقل من التحدي الذي نطرحه، وأهون على المؤسسة أن تعتبر المهادنة تعبيرًا أصيلا عن شعبنا، والتحدي تعبير عابر. وهنالك من يسهل لها المهمة. 

التجمع ليس مجرد برنامج آخر في الساحة السياسية، التجمع هو من يحدد سقف وحدود الساحة السياسية، التجمع كسر حاجز الخوف، وأعاد للسياسة دورها ضمن واقع عنصري كمشروع سياسي مقاوم. والمشروع الذي يحمل تحديات، يحتاج لكبار الهامات وكبار النفوس لكي يستطيعوا حمله. وشعبنا كذلك، ونحن منه، ونحن لن نقبل له أقل من ذلك.  ودورنا الآن هو أن نتحول للتيار السياسي الأكبر في البلاد.    

التعليقات