بمشاركة خجولة: البلدية واللجنة الشعبية تحييان الذكرى السادسة لشهداء شفاعمرو

أحيت بلدية شفاعمرو واللجنة الشعبية فيها عصر الخميس، 04.08.2011، الذكرى السادسة لشهداء مجزرة شفاعمرو (هزار تركي، ميشل بحوث، دينا تركي ونادر حايك)، بأمسية خطابية شارك فيها 150 شخصا في قاعة البلدية، والتي رأى فيها كثيرون مشاركة خجولة لا تليق بالشهداء وذكراهم.

بمشاركة خجولة: البلدية واللجنة الشعبية تحييان الذكرى السادسة لشهداء شفاعمرو

* حنين زعبي: قضية شفاعمرو قضيتنا جميعا، وعلى لجنة المتابعة أن تحمل الملف، فهي ليست قضية محلية.

من يتحدث عن الوحدة عليه أن يعي استحقاق الوحدة الذي يتنافى مع التقسيمات الطائفية لمدارسنا ونوادينا.

النضال لا يكون بالشعارات، بل بالوقوف العيني مع عائلات الشهداء والمتهمين.

 * نسرين تركي عن عائلات الشهداء: حذرنا منذ أول سنة بأن تتحول قضيتنا إلى قضية محلية.

البلدية وعدت، ومنذ 3 سنوات، بتسمية أسماء شوارع المدينة على أسماء الشهداء.. لكن لم يحصل أي شيء.


أحيت بلدية شفاعمرو واللجنة الشعبية فيها عصر الخميس، 04.08.2011، الذكرى السادسة لشهداء مجزرة شفاعمرو (هزار تركي، ميشل بحوث، دينا تركي ونادر حايك)، بأمسية خطابية شارك فيها 150 شخصا في قاعة البلدية، والتي رأى فيها كثيرون مشاركة خجولة لا تليق بالشهداء وذكراهم.

هذا وقامت اللجنة الشعبية وبلدية شفاعمرو هذه السنة، بإلغاء المسيرة السنوية التي تجوب شوارع مدينة شفاعمرو في ذكرى الشهداء متعذرة بتوقيت "شهر رمضان"، إلا أنه سوف تنظم مظاهرة الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم بمبادرة شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي وحركة أبناء البلد.

افتتحت الأُمسية بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الذين لقوا حتفهم بنيران الارهابي ناتان زادة، ومن ثم تم عرض فيلم قصير عن أحداث المجزرة.

محمد زيدان: عنصرية حكومات إسرائيل وفرت الأجواء لحصول مجزرة

تحدث خلال الأمسية رئيس لجنة المتابعة لقضايا الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، السيد محمد زيدان، الذي أكد على أن الاجواء العنصرية من حكومات اسرائيل، هي التي مهدت الطريق أمام هذه المجزرة، محذرا من تعامل الدولة مع المواطنين العرب من خلال مبدء  "يهودية الدولة".

واعتبر زيدان أن هذه العنصرية لها تكلفة "لكن سوف ندفعها بعزة وكرامة كي نبقى أحرار في وطننا".

واختتم زيدان موجها كلامه للمؤسسة الاسرائيلية بالقول: "نقول للمؤسسة الاسرائيلية إنه مهما ارتكبتم من مجازر، فالتاريخ سوف يلاحقكم ويحكم عليكم على هذه المجازر البشعة".

حنين زعبي: يجب علينا أن نعرف كيف نخمي قضيتنا كشعب، ولجنة المتابعة يجب أن تحمل قضية شهداء شفاعمرو

وفي كلمتها، قالت النائب حنين زعبي عن التجمع الوطني الديمقراطي، إن القضية ليست فقط قضية إنسانية، بل قضية شعب بأكمله، مؤكدة أنه يجب عدم نسيان قضية الشهداء والمتهمين وعائلاتهم، مشددة على ضرورة ليس فقط المطالبة بإغلاق الملفات، بل كيفية إدارة ملف أغلاق الملفات.

وقالت زعبي: "إذا لم نعرف أن نحمي قضيتنا كشعب، يصبح علينا أصعب بكثير التقدم والنضال، لذلك القضية ليست قضية شفاعمرو وحدها، وإذا كنا نطالب بتسييس نضالنا، يجب علينا أن نطالب بأن تقوم مؤسسات أيضا بتحمل هذه القضايا، وفي حالتنا كفلسطينيين في الداخل، قضية شفاعمرو يجب أن تحملها لجنة المتابعة كممثل لكل الجماهير العربية، وليس فقط اللجنة الشعبية في شفاعمرو".

وأضافت زعبي: "هناك عائلات دمرت بعد مجزرة شفاعمرو، كانوا من عائلات الشهداء أم المتهمين، والضحايا ضحوا باسمنا جميعا، وعلينا جميعا أن نحمل هم عائلاتهم، فالنضال ليس بالشعارات، بل الوقوف العيني مع العائلات، ويجب على لجنة المتابعة أن تحمل ملف المتهمين، فالسؤال هو كيف  نقوم نحن بحمل هذه القضية.. فرئيس البلدية تحدث عن ضرورة الوحدة، لكن الوحدة لها استحقاقات، لا يجوز أن تكون مدارسنا ونوادينا وفرقنا الكشفية مقسمة طائفيا."

وأكدت زعبي على أنه "إذا أرادت إسرائيل تقسيمنا إلى طوائف، فيجب علينا أن نعرف كيف نواجه هذه السياسة، فمقولة بناء لجنة المتابعة ليست بالنسبة لنا شعارا فقط، بل ضرورة سياسية، كونها المؤسسة السياسية التي تمثل قضايانا ووحدتها".

واختتمت زعبي بالقول: " نحن نأخذ مواطنتنا ونتعامل معها بجدية كوننا أصحاب البلاد الأصليين، بينما إسرائيل هي التي لا تتعامل مع المواطنة بجدية، وناتان زادة هو تجسيد لدولة ترى في وجودنا عقبة، ونحن بدورنا ندافع عن أنفسنا كوننا أصحاب وطن، فقضية دينا وهزار وميشيل ونادر، وجميع المتهمين، هي قضيتنا جميعا، ويجب أن نعرف كيف نتعامل معها، فنحن لسنا ضحية ضعيفة، ولن نسمح بأن نكون ضحية ضعيفة".

كمال خطيب: مقبلون على مشوار صعب

أما الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية، فقد أشار خلال كلمته إلى أن الارهابي ناتان زادة تلقى تربيته العنصرية في كُنس المستوطنات التي تُحرض على قتل العرب على حد قوله، مقتنعا بأن الفلسطينيين مقبلون على مشوار صعب، وعلى المزيد من المجازر والجرائم.

وأكد خطيب على أن الشعب الفلسطيني صامد وصابر، ويربي أبناءه على روايته التاريخية، مهما كلف الأمر من شهداء.

وتحدث أيضا الشيخ يوسف أبو عبيد، شيخ الطائفة العربية الدرزية في شفاعمرو، الذي أكد على ضرورة وحدة اهالي شفاعمرو من أجل مواجهة هذه القضية التي لم تغلق بعد، كما طالب أبو عبيد بإغلاق الملفات المقدمة ضد سبعة من أبناء شفاعمرو بتهمة القتل.

حنا سويد: المشترك بين ناتان زادة وإرهابي النرويج كراهية العرب والمسلمين

أما النائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، حنا سويد، فقال: "الشهداء قاموا بحماية أهل البلد وكانوا درعا لباقي البلد، كما المتهمون السبعة الذين يواجهون اليوم المحاكم كونهم دافعوا عن بلدهم"

وأضاف: "قبل أسبوعين ارتكب مجرم متطرف جريمة مشابهة في النرويج، وهنالك علاقة بين هذين الاعتداءين، ألا وهي الكراهية للعرب والملسمين اللتين أصبحتا سمًّا يسري في عروق الكثير من المتطرفين في هذه البلاد وفي العالم".

واختتم سويد بالقول: "كيف يمكن أن يقدم للمحاكمة شباب يدافعون عن أنفسهم؟ كيف يمكن هدم قرية 27 مرة؟ كيف يمكن بناء متحف للتسامح بين الشعوب على مقبرة إسلامية؟ كيف يمكن منع إحياء النكبة؟ نعيش في هذه البلاد بمدرسة السريالية ومدرسة العنصرية المعادية لبقائنا في الوطن، إلا أننا شعب المستحيل، كما يبدو أن النكبة قامت بفولذة هذا الشعب وجعلته يتصدى، وكأننا عشرون مستحيل".

بدوره تحدث السيد رجا إغبارية عن حركة أبناء البلد قائلا: "نحن نقتل كشعب فلسطيني على أيدي الحركة الصهيونية أكثر من 100 عام، يتعاملون معنا بسياسة إما ترحيلنا وإما قتلنا، الحالة هنا ليست سريالية، بل استعمارية امبريالية هدفها السيطرة على الأرض".

نسرين تركي: غصة في القلب.. لقد حذرنا..

وفي الختام، تحدثت السيدة نسرين تركي، مقدمة كلمة باسم أهالي الشهداء، وجهت فيها حديثها إلى أهالي شفاعمرو لتعبر عن "الغصة" الموجودة عند جميع أهالي الشهداء والمتهمين.

وفي حديثها قالت تركي: " كلامي ليس موجها للحكومة الاسرائيلية.. هناك غصة بالقلب، لقد حذرنا منذ اليوم الأول بأن تتحول قضية شهداء شفاعمر إلى قضية محلية، وهذا ما نراه اليوم، فدم شهداء شفاعمرو ليس أرخص من دماء شهداء يوم الأرض، وهبة القدس والأقصى، لماذا تقوم اللجنة الشعبية في المدينة وباجتماع مُصغر بتحديد شكل إحياء الذكرى.. أين لجنة المتابعة؟".

قبل عدة سنوات، ومع الإدارة الجديدة للبلدية، كان الحديث يدور حول تسمية أسماء شوارع المدينة على أسماء شهدائنا.. مرت ثلاثة سنوات ولم يحصل أي شيئ بخصوص هذا الموضوع.. إلى متى؟!"

وأضافت: "عندما نذهب إلى المحاكم كي نقف إلى جانب المتهمين وقضيتهم.. نذهب بالعشرات.. كيف نستطيع تخليص الشباب إذا لم نكن بالآلاف أمام المحكمة كي يرونا جيدا؟"

واختتمت بالقول أيضا: "أما عن موقع الحدث.. فهل أطفالنا اليوم يعرفون أين وقعت المجزرة؟ لماذا لا يوجد نصب تذكاري مكان موقع الحدث؟"

يذكر أن أحد المشاركين ومع الانتهاء من كلمة رئيس اللجنة الشعبية، أحمد حمدي، وقف يصرخ مطالبا الحاضرين بضرورة اتخاذ قرار جدي وحقيقي من أجل جمع التبرعات لقضية المتهمين السبعة بقتل ناتان زادة.

التعليقات