حراك نسائي لتنظيم مؤتمر لرفض التجنيد الالزامي للعرب الدروز

وشددت عليان على أهمية رفض فكرة التجنيد من منطلقات مبدئية، لأن الحكومات المتعاقبة عملت بكل الوسائل لفصلنا عن بقية أبناء شعبنا العربي من خلال شرذمتنا كأقلية منفصلة لمحو انتمائنا وهويتنا، ونحن بدورنا كأمهات سنعمل لإعادة انتمائاتنا الى نصابه الصحيح في إطار عروبتنا، وسنربي أبناءنا على رفض هذا التجنيد منذ الصغر، وناشدت الأمهات بالقول أتوجه لكل أم باستطاعتها أن تساهم بأن تتوجه حالا لنا، وأكدت أنه سيتم الإعلان عن هذا الإطار فوق الحزبي رسميا في مؤتمر سيعقد مطلع العام القادم.

حراك نسائي لتنظيم مؤتمر لرفض التجنيد الالزامي للعرب الدروز

 

تنشط أمهات عربيات درزيات لتنظيم مؤتمر ضد الخدمة العسكرية الإلزامية، وتشهد العديد من القرى حراكا ونشاطا لتجنيد أكبر عدد من الأمهات الرافضات للخدمة. صحيفة فصل المقال التقت مع عدد من الأمهات في هذا الحراك ومع عدد من رافضي الخدمة، لإلقاء الضوء على
الفكرة ومن يقف خلفها.
إحسان عليان من مدينة شفاعمرو وهي ناشطة نسائية  لها دورها في الحياة الاجتماعية والثقافية في إطار المجلس النسائي في المدينة.  تأسس المجلس بمبادرتها مع عدد من نسوة المدينة قبل قرابة السنتين بعد ان توجهت لمهتمات من جميع طوائف المدينة.
 
تحدثت عليان عن هموم الأم العربية عامة والعربية الدرزية على وجه الخصوص،  وقالت: "تتفوق الأم العربية الدرزية عن قرينتها العربية بحجم المعاناة والقلق الأكبر بسبب التجنيد الإجباري الذي يقوم به الابناء مرغمين، وهذا إجحاف وغبن تاريخي علينا العمل الجاد للتخلص منه".
 
 وحول تبلور فكرة مأسسة العمل ومواجهة التجنيد الاجباري قالت: "حقيقة ان الفكرة نشأت في اعقاب أحداث العنف المؤسفة التي حصلت قبل قرابة السنتين ونصف وأخذت منحا طائفيا، حيث قررت مع صديقات لي لإطلاق مبادرة لمواجهة هذا الواقع الأليم الناتج عن تردي ثقافي متصل  بضعف الانتماء أيضا.
 
وأضافت تطورت لدينا أفكار اخرى خلال مسيرة نشاطنا حيث توقفنا عند مسألة التجنيد الإجباري، خصوصا ان الأم هي أكثر من تعاني جراء تأدية ابنائها للخدمة العسكرية الاجبارية، ومن هنا قمنا بطرح فكرة عقد مؤتمر-أمهات رافضي الخدمة الاجبارية.
 
وأكدت عليان أن الفكرة لاقت حتى الان استحسان وتجاوب العشرات من النساء الدرزيات من عدة قرى مثل يركا وبيت جنوالمغار والدالية وعسفيا وشفاعمرو وغيرها ولا زالت حملة تواقيع سارية لاستقطاب أكبر عدد من الأمهات للانضمام للفكرة والإطار، كما أشارت عليان أنهن يلقين دعما ومباركة عدد من الأطر  الرافضة للخدمة ومن ناشطين في هذا الشأن ورافضين،  مشيرة إلى أن حركة الحرية للحضارة العربية في بيت جن هي أول من بارك ودعم الفكرة.
 
 وشددت عليان على أهمية رفض فكرة التجنيد من منطلقات مبدئية، لأن الحكومات المتعاقبة عملت بكل الوسائل لفصلنا عن بقية أبناء شعبنا العربي من خلال شرذمتنا كأقلية منفصلة  لمحو انتمائنا وهويتنا، ونحن  بدورنا كأمهات سنعمل لإعادة انتمائاتنا الى نصابه الصحيح  في إطار عروبتنا، وسنربي أبناءنا على رفض هذا التجنيد منذ الصغر، وناشدت الأمهات بالقول أتوجه لكل أم باستطاعتها أن تساهم بأن تتوجه حالا لنا،  وأكدت أنه سيتم الإعلان عن هذا الإطار فوق الحزبي رسميا في مؤتمر سيعقد مطلع العام القادم.
 
ناهدة قويقس: التجنيد الاجباري كابوس يلاحقنا بالمنامات..خاصة بعد ان حاول ابنائي التوأم الانتحار
 المربية ناهدة قويقس "أم لينا" من يركا، وهي زوجة الأسير السياسي السابق صالح قويقس، الذي امضى 14عاما في الاسر، لم تكن تتوقع في اسوأ أحلامها أن يكون لأبنائها التوأم صلاح وسلمان خيارا هو الاقسى للتخلص من التجنيد الاجباري، محاولة الانتحار، ولازالت تعيش تلك اللحظات من المرارة والحزن، لكنها راضية من موقف الرفض معربة وتعتز بأبنائها،  وتقول: "ربما لا يعلم البعض كم هذا القانون المجحف الذي يقصف 3 سنوات من عمر أبنائنا وآثاره على مستقبلهم الى جانب القلق والصراع والألم الداخلي الذي يعيشه بعضنا بسبب هذا الغبن المتواصل على شبابنا وعلى الامهات خاصة،  وتابعت، هناك وعي متزايد ملحوظ للرفض لاسيما ان الشباب العرب الدروز يعيشون على جلودهم هضم الحقوق وكل ما يواجهوه بعد الخدمة وخلال الخدمة بصفتهم عرب، وقد جاء رفض ابنائي التوأم صلاح وسلمان ليس بسبب انعدام الحقوق المعيشية فحسب بل من منطلقات مبدئية خصوصا أنهم أبناء أسير سياسي، فهم اضافة لوعيهم لذلك لكنهم في ذات الوقت لم يقبلوا هذا لوالدهم أيضا، وبالتالي صعقنا عندما اضطروا للجوء الى الانتحار بواسطة الأدوية التي تناولوها الاثنان وعلى أثر ذلك تلقوا العلاج في المستشفيات، وبعدها تم تحويلهم للفحص النفسي وأهليتهم للخدمة في دائرة التجنيد، حيث تم هناك رفضهم لأن الجيش لا يستطيع تحمل مسؤولية تكرار المحاولة خلال الخدمة، ولك ان تتخيل شعوري كأم أمام حالة ابنائي، وأضافت، أبنائي يعملون في البلدة اليوم أحدهم في أعمال شاقة لكننا كأسرة نتمتع براحة الضمير، وأنا أبارك تشكيل اطار "امهات رافضي الخدمة" لأن الأمهات هن أكثر المتضررات من غبن مضاعف جراء هذا القانون الذي لامبرر له.
 
 الأم عساقلة: أنا ارفض أن يكون ابني جندي في جيش الاحتلال..
أم رافض الخدمة سامر عساقلة من المغار ليس لديها أي تردد أو لبس في الموقف من مسألة التجنيد الإلزامي، فهو موقف مبدئي واضح وهي فخورة أيضا بأبنائها الثلاثة وتقول: "الجيش الإسرائيلي هو ليس جيش دفاع بل جيش احتلال وانا كأم وكعربية أرفض أن يكون ابني ضمن جيش الاحتلال، أريد ككل ام أن أرى ابني بأجمل صورة أي صاحب قيم ومواقف وأريده متألق في ميادين ثقافية وإنسانية.  وأكدت أم سامر أن موقفها مبدئي لا لبس فيه،  وأشارت إلى أن سامر يعمل في محطة وقود ويتمتع بذكاء وحيوية ورغبة جامحة بالتعلم وهو يعلن أن إرادته انتصرت وسيتوجه الى التعليم الجامعي في السنة القادمة، ويقول ساتخرج إن شاء الله في أي موضوع من العلوم الانسانية لتأسيس نفسي وخدمة مجتمعي بما يستحق هذا الانتماء.
.
انور زويهد: فضلت ان أتسلح بالتدين على ان أكون في السجن..لكن سبب الرفض مبدئي وإنساني محض..
عندما تعذر الحديث مع ام أنور تحدث ابنها زويهد 40 عاما، وهو رافض خدمة منذ أواخر الثمانينات، إذ لم يكن الرفض في تلك السنوات بالأمر اليسير، مما اضطره لإيجاد أي سبب لرفض الخدمة عندما استدعي لها، وتحدث بصراحة وقال: "لم يكن لدينا القدرة في حينه على رفض الخدمة الاجبارية،  والإجهار بالأسباب المبدئية كما يفعل الكثيرون اليوم، وقد فضلت التدين كما الكثيرين مثلي على أن اكون في السجن. وأضاف، كيف لي ان أخدم وانا لا أنتمي الى أمة وشعب عربي عريق فقط ، بل تساءلت بأي وضعية سأكون عندما أحمل سلاحي بوجه إخواني العرب وأبناء شعبي الفلسطيني خصوصا وأن  أقاربي موجودين في كل من سوريا ولبنان والضفة الغربية، أنا أتوجه لشبابنا وأدعوهم لتدارك الأمر وايقاظ الوعي والضمير للعودة الى المكان الطبيعي بين شعبنا وهمومه مهما كان الثمن، وأدعو  قيادتنا السياسية والدينية أن لإجراء مراجعة جدية  لهذا الظلم التاريخي لتخليص شبابنا من التجنيد الإجباري الذي اصبح كابوسا مخيفا ومخجلا معا.
 
 ناطور: أنا أرفض التجنيد 
مراس سلمان ناطور يتعاطى الموسيقى بعد ان رفض الجندية حيث عمل مدة طويلة في أعمال الحفريات وهو في قمة الثقة والسعادة، وهو اليوم أخصائي نفسي، تخرج في ايطاليا ويتابع دراسته في التحضير لرسالة الدكتوراة، ويقول: "بعد أن تعرضت لمطاردة على مدار سنتين من منطلق قناعاتي الراسخة بمبدئية الرفض استعنت بمحامي، وبعد متابعة الموضوع على مدار أربع سنوات تلقيت قرارا بالاعفاء وانا اليوم اتابع حياتي برضى ونجاح كما أتمناها لجميع الشباب.

التعليقات