حُـــمــــاة البـــلـــــد

ومن الجدير ذكره أنه كان دور خاص للحركات الشبابية في شفاعمرو في إبقاء قضية المتهمين على الأجندة بعدما كانت هنالك محاولات لإبقائها قضية محلية، يذكر ما حصل خلال هذا العام من إحياء لذكرى المجزرة حيث نظمت الحركات الشبابية مظاهرة في ذكرى المجزرة في الوقت الذي امتنعت اللجنة الشعبية في شفاعمرو عن ذلك والاكتفاء بمهرجان خطابي في قاعة البلدية.

حُـــمــــاة البـــلـــــد

- يوم المجزرة؛ صورة تُنشر لأول مرة (خاص عــ48ـرب) -

زخم جديد 
تأخذ قضية المتهمين بمقتل الإرهابي ناتان زادة، مؤخرًا، زخمًا جديدًا بعد بدء المحكمة المركزية في مدينة حيفا، الاستماع إلى ادعاءات كل متهم من المتهمين السبعة، حيث تم الاستماع إلى ستة متهمين حتى الآن، وكان من المفترض أن تكون جلسة يوم الثلاثاء للاستماع  لشهادة المتهم السابع جميل صفوري، لكن تمّ تأجيلها إلى يوم الاثنين القادم.
 
ويفيد بعد المطلعين على حيثيات القضية أنه بالرغم من هذا الزخم الجماهيري الذي تأخذه القضية مؤخرا، إلا أنّ الأمور شائكة في أروقة المحكمة واحتمالات الحكم النهائي ما زالت غير واضحة تمامًا.
 
وشهدت الفترة الأخير دعمًا غير مسبوق قضية المتهمين، على أكثر من مستوى، فلجنة المتابعة للجماهير العربية تبنت (وأخيرًا!) القضية وشكلت لجنة قطرية لمتابعة الموضوع وتحشيد الرأي العام، ودعم عائلات المتهمين وطاقم المحامين المترافعون عن المتهمين خصوصًا أنّ المحاكم الأسبوعية تكلف عائلات المتهمين الكثير من المصاريف ناهيك عن تعطيل المتهمين عن عملهم بسبب المحاكم المستمر بشكل اسبوعي.
كما تم إطلاق حملة تبرعات جمعت حتى الآن مئات الآلاف من الشواقل بمبادرة عدة جهات من التجمع الوطني الديمقراطي وقائمة الفجر الشفاعمرية واللجنة الشعبية ولجنة متابعة قضايا المتهمين من قبل المتابعة.
 
ومن الجدير ذكره أنه كان دور خاص للحركات الشبابية في شفاعمرو في إبقاء قضية المتهمين على الأجندة بعدما كانت هنالك محاولات لإبقائها قضية محلية، يذكر ما حصل خلال هذا العام من إحياء لذكرى المجزرة حيث نظمت الحركات الشبابية مظاهرة في ذكرى المجزرة في الوقت الذي امتنعت اللجنة الشعبية في شفاعمرو عن ذلك والاكتفاء بمهرجان خطابي في قاعة البلدية.
 
صوت المدافعين عن المدينة
خلال جلسة الاستماع، التي جرت الأسبوع الماضي، لكل من المتهم باسل قدري وباسل خطيب، قال باسل قدري  موجها كلامه إلى القضاة والنيابة العامة: "إن المجزرة حدثت في شفاعمرو ونحن كنا ندافع عن المدينة ومواطنيها، وأنا لا افهم لماذا نحن هنا اليوم".
 
أما باسل خطيب فقد طلب شطب اسمه من لائحة الاتهام، وقال للمحكمة: "ليس لدي ما أقوله أو اشهد به". وعندما سأله القاضي إن كان قد تواجد في موقع الحادث يوم المجزرة، استهجن باسل هذا السؤال، وقال: "كل شفاعمري سمع عن المجزرة كان عليه الحضور ليدافع عن أهالي مدينته". وقال باسل موجها كلامه إلى القضاة: "كل ما قيل من قبل أفراد الشرطة والمخابرات هو نسج خيال..وما يهمني هو أن يسمعني أبناء شعبي".
 
حداد: زادة أراد قتل العرب، القضية أخلاقية ووطنية
 
وفي حديث مع عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي مراد حداد وأحد أبرز الناشطين على قضية المتهمين، والذي كان له دور أساسي في تحويل القضية إلى قضية قطرية قال: "المعركة ليست سهلة، وتحتاج إلى تكاتف من جميع القوى، لا يعقل أن يتحمل الثمن مجموعة صغيرة من أبناء شعبنا، وكأن ما قاموا به مع آلاف الشفا عمريين عملاً شخصيًا، هذه قضية أخلاقية ووطنية تهم شعبنا، إذ إن الإرهابي زادة ومن بعثوه، لم يكن يقصد شفا عمرو تحديداً، بل كان يبحث عن أي قرية أو مدينة عربية وعن أي ضحايا عرب لقتلهم".
 
 
وأضاف " الأسابيع المقبلة أسابيع مصيرية لقضية المتهمين، نسمع أن المحكمة قد تصدر حكما بإدانة المتهمين، نحن من قبلنا مستمرون في نضالنا في هذه القضية على كل المستويات، شعبيا وقضائيا، ونرفض أي قرار يتعلق بإدانة المتهمين فيما يتعلق بمقتل الفاشي ناتان زادة".
 
 
ويبحث طاقم المحامين مع المتهمون فكرة عقد صفقة مع المحكمة بشرط إزالة كل التهم المتعلقة بناتان زادة، وقد يحصل تطور في هذا الموضوع خلال الأسابيع القادمة.
 
 
 
 
 

المتهمون يتهمون..!

 

 

جميل صفوري
سنة الولادة: 1964
الحالة الشخصية: أب لولدين
العمل: عامل بناء 
والد الأسير أنيس صفوري.. تعرض لملاحقات سياسية ومضايقات عديدة في عدة أحداث ومناسبات وطنية منذ عشرين عاما واعتقالات.واعتير التهمة في مقتل ناتان زادة ملفقة وجزء من الملاحقة السياسية له كناشط سياسي. لم يكن يوم الحادثة، تم تأجيل جلسة الاستماع له التي كانت من المفترض هذا الأسبوع.
 
 
باسل خطيب
سنة الولادة: 1948
الحالة الشخصية: متزوج
العمل: عامل بناء
عاطل عن العمل حاليًا بسبب كثرة المحاكم، يقول: إنّ المجزرة حدثت في شفاعمرو ونحن كنا ندافع عن مواطنيها، ولا افهم لماذا نحن هنا اليوم، أنا لا أبحث عن البراءة بل أبحث عن العدالة.
 
 
نعمان بحوث
سنة الولادة: 1976
الحالة الشخصية: متزوج
العمل: مكانيكي سيارات
قريب سائق الحافلة الذي قُتله ناتان زادة، قال بحوث أمام القاضي إنه وصل إلى المكان وعلم أن ابن عمه قد استشهد، وأضاف أنّه تأثر كثيرًا لمشاهدته جثمان الشهيد فقام بركل زادة الذي كان قد فارق الحياة قبل وصوله.
 
 
 
أركان كرباج 
سنة الولادة: 1986
الحالة الشخصية: متزوج
العمل: دهان
"الشرطة انتزعت مني اعترافا تحت طائلة الضغط النفسي والتهديد، لقد تواجدت في مكان المجزرة ككل الشفاعمريين الذين تواجدوا هناك دفاعا عن بلدهم وكرامتهم".
 
 
 
باسل قدري
سنة الولادة: 1978
الحالة الشخصية: متزوج، أب لطفلة وينتظر مولود خلال الأسابيع القادمة
العمل: أعمال ترميم
"كل شفاعمري سمع عن المجزرة كان عليها الحضور والدفاع عن اهالي بلدته، أريد أن أسألكم (للقضاة) حين تضعون دم اليهودي على الميزان هل يزن أكثر من دم العربي، أخشى أن تصدر المحكمة قرارًا بسجني خلال الأسابيع القادمة ولن أستطيع رؤية المولود الثاني, شعورٌ قاتل!".
 
 
 
منير زقوط
سنة الولادة: 1986
الحالة الشخصية: أعزب
العمل: مكيانيكي سيارات
"إذا كان الدفاع عن أهالي شفاعمرو تهمة، فهذه شهادة شرف افتخر واعتز بها وأعلقها على صدري"، استغرب زقوط خلال مثوله أمام المحكمة كمتهم بقتل الإرهابي اليهودي ناتان زادة، حيث كان من الأجدر ومن الواجب ومن العدل على حد قوله، محاكمة من تواطأ مع زادة وساعده ودربه وسمح له قتل 4 من أبناء شفاعمرو.
 
 
 
نزار نصرالله
سنة الولادة: 1977
الحالة الشخصية: متزوج ولديه ثلاثة أبناء
العمل: دهان سيارات
"دولة إسرائيل دمرت حياتي في هذا الملف، هذه الدولة تحمي الارهابيين وتحاكم الضحية".
 
 
___________________________________________________________________________________
 

سرد أحداث جريمة عنصريــة، ومحاكمة ظالمة

 

المحامي ماهر تلحمي*

 
استقل الإرهابي نتان زاده، وهو جندي هارب من الخدمة العسكرية، في الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس (04/08/2005) الحافلة التي تحمل الرقم 165 التابعة لشركة "إيغيد"، من المحطة المركزية في مفرق السعادة (مفراتس اليوم) باتجاه شفاعمرو. وكان ركاب الحافلة من سكان المدينة العائدين من العمل أو التعليم. وكان يرتدي الزي العسكري ومسلحا ببندقيته العسكرية الشخصية. وتبين لاحقا أن قميصا كتب عليه "كهانا حي" كان في حقيبته، وكميات من الذخيرة وأغراض أخرى.
 
ومع توقف الحافلة في المحطة في حي مرشان، قرابة الساعة الخامسة والنصف، أطلق الإرهابي النار من مسافة قصيرة على سائق الحافلة وعلى الركاب. ولحسن الحظ، توقف إطلاق النار بعد فترة زمنية قصيرة لخلل في البندقية. وبالرغم من ذلك تمكن من قتل أربعة ركاب؛ وهم المرحومون: نادر حايك، والشقيقتان دينا وهزار تركي، والسائق ميشيل بحوث. كما تسبب بإصابة كثيرين آخرين من ركاب الحافلة، لا يزال بعضهم يعاني من الإصابة حتى اليوم.
لقد أطلق الإرهابي النار بهدف القتل، وبدون أي يستفزه أحد. وقتل المشار إليهم فقط لكونهم عربا. وقام أهالي شفاعمرو الذين وصلوا المكان بالهجوم على الحافلة وقتل من جاء لقتلهم.
 
في أعقاب الحادث عينت الشرطة طاقم تحقيق خاص. وباشر الطاقم التحقيق في ملفين جنائيين في الوقت نفسه؛ الأول هدفه العثور على من قتل الإرهابي (ف"أ 1807/05)، فيما تشير التقديرات إلى أن الهدف الثاني (ف"أ 1806/05 – ملف العملية) كان فحص ما إذا كان للإرهابي شركاء، والوقوف على السبب الذي دفعه للقيام بما قام به.
 
- صـورة تُنشر لأول مرة (خاص عــ48ــرب) -

في التحقيق الأول جرى الاستماع إلى مئات الشهادات من سكان شفاعمرو وعناصر الشرطة الذين تواجدوا في المكان، وتم اعتقال عدد من السكان. وفي نهاية الأمر تم تقديم لوائح اتهام ضد 13 شخصا من سكان المدينة. وبين لاحقا أنه في العام 2005 قدمت الشرطة توصية للنيابة العامة، بأمر من الشاباك، بإغلاق ملف العملية.
 
ولدى فحص مواد التحقيق المختصرة في ملف العملية لدى الشرطة، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الإرهابي لم يعمل لوحدة، وأن هناك أدلة ذات وزن تؤكد وجود شركاء له.
 
وهنا بدأت الرحلة الطويلة والشاقة مقابل الدولة للكشف عن الحقيقة، ومن أجل الدفع باتجاه التحقيق الكامل في العملية وتقديم جميع المتورطين في العملية للمحاكمة. هذه الرحلة انتهت بالقرار المخجل للنيابة العامة بإغلاق الملف نهائيا بدون التحقيق.
 
اصطدمنا، للأسف الشديد، بانغلاق الأجهزة والتعامل باستخفاف من جانبهم تجاه كل ما يرتبط بالتحقيق في العملية، وكان الادعاء الأساسي لعدم إجراء التحقيق الوافي هو أن الإرهابي قد قتل، وأنه لا يمكن الوصول إلى الحقيقة.
 
تظهر مواد التحقيق صورة خطيرة جدا للقصور في التحقيق في العملية، ما يثير أسئلة مهمة جدا لم نتلق أي إجابة عليها حتى اليوم. والحديث عن أسئلة يتركز فيها أي تحقيق في جريمة من أجل الوصول إلى أجوبة شافية، ولكن ذلك لم يحصل.
 
ما هو الدافع لهذا الإرهابي، شاب في التاسعة عشرة من العمر لتنفيذ هذه العملية؟
هل كان لدى الشاباك إنذارات تحذر من العملية، وهل كان يمكن عرقلة ذلك؟
هل عمل الإرهابي لوحدة؟
كيف وصل الإرهابي الذي كان يسكن في مستوطنة تبوح إلى المحطة المركزية في مفرق السعادة؟
لماذا لم يتم التحقيق مطلقا مع أشخاص مقربين من الإرهابي، مثل نحشون فالس الذي يعتبر الأب الروحي للإرهابي باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، وآخرين من النواة الصلبة لـ"كهانا حي"، وآخرين قدموا له المساعدة للتهرب من الخدمة العسكرية ومعه سلاحه العسكرية؟
 
لماذا تم اختيار شفاعمرو كهدف للعملية؟ ولماذا اختار الإرهابي مكانا بعيدا مثل شفاعمرو لقتل مواطنين عرب؟ ولماذا اختار تنفيذ العملية في داخل شفاعمرو وليس خارجها حيث تتوفر له إمكانية أفضل للهرب؟
 
باعتقادي إن الملف ذو أهمية قصوى، ومرتبط بـ"الأمن الشخصي" الخاص بكم وبأعزائكم. نحن نعيش في فترة خطيرة يسيطر فيها اليمين المتطرف على مؤسسات الدولة، وخاصة على سلطات فرض القانون والجيش، فترة يقوم فيها الحاخامات المقاتلون في المستوطنات بإصدار فتاوى وكتب تستبيح دماءنا.
نحن في عصر "توراة الملك"، ولا مفر أمامنا من إسماع صوتنا عاليا لمحاربة الآراء المتطرفة ومن يحملها قبل أن نجد أنفسنا في مقابر جماعية أو مرة أخرى في قواب للاجئين في الطريق إلى بيروت وغزة. علينا أن نظهر لهم أن دماءنا ليست رخيصة، وأن حياتنا هنا هي حق وليس منة من أحد.
سوف يتم في الأسبوع القادم تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد قرار النيابة إغلاق الملف، وسيتم نشر الالتماس بكامله في هذا الموقع لتكون المعلومات في متناول الجميع.
 
تم تقديم لوائح اتهام ضد 7 من سكان المدينة بالتهمة الخطيرة "محاولة القتل" في العام 2009 في المحكمة المركزية في حيفا. والحديث هنا عن نضال قضائي متواصل يعتبر الأطول في تاريخ الجمهور الفلسطيني. فالحديث عن ملف سياسي بحيث أن ملفا كهذا لم يكن سيقدم للمحكمة في حال لو كان منفذ العملية عربيا والضحايا يهودا. كما ليس الحديث عن ملف يجري ضد المتهمين فقط، وإنما ضد كل واحد وواحدة منا.
 
* عضو طاقم الدفاع، ممثل العائلات الثكلى 

التعليقات