"برافر النقب" بين لعبة الصمود ولعبة التساوق

يدور رحى الصراع الذي يستمر منذ سنوات على أرض ووجود العرب من أهالي النقب والذي يشكل المقلع الأخير لعرب الداخل لإحكام القبضة على وجودهم بالكامل، وذلك بالتزامن مع الذكرى الرابعة والستين للنكبة، وهذه المرة ضمن المخططات التي تتواصل لشق الصفوف ضمن القاعدة المعهودة "فرق تسد"، وذلك للنيل من وحدة شعبنا وإجماعه على رفض المخططات المشبوهة والتصدي لكافة المشاريع المشبوهة بمسمياتها للسيطرة على الأرض والإنسان وفق رؤى صهيونية تواصل حملاتها المحمومة لتمزيق نسيجنا الاجتماعي وإجماعنا الوطني، والاستفراد بضعفاء النفوس للنيل من وحدتنا

يدور رحى الصراع الذي يستمر منذ سنوات على أرض ووجود العرب من أهالي النقب والذي يشكل المقلع الأخير لعرب الداخل لإحكام القبضة على وجودهم بالكامل، وذلك بالتزامن مع الذكرى الرابعة والستين للنكبة، وهذه المرة ضمن المخططات التي تتواصل لشق الصفوف ضمن القاعدة المعهودة "فرق تسد"، وذلك للنيل من وحدة شعبنا وإجماعه على رفض المخططات المشبوهة والتصدي لكافة المشاريع المشبوهة بمسمياتها للسيطرة على الأرض والإنسان وفق رؤى صهيونية تواصل حملاتها المحمومة لتمزيق نسيجنا الاجتماعي وإجماعنا الوطني، والاستفراد بضعفاء النفوس للنيل من وحدتنا.

وفي هذا السياق شهدت منطقة النقب بمؤسساتها الوطنية ونشطائها حملة نقدية وردود فعل غاضبة على بعض المتساوقين مع عرابي "مخطط برافر" الذي يستهدف اقتلاع وتهجير أهل النقب من موطنهم الأصلي، وبهذا الصدد استطلع موقع عــ48ـرب آراء ومواقف بعض النشطاء في النقب، لاسيما وأن لقاء الناشطة أمل الصانع مديرة مركز دراسات لاستراتيجيات التطوير ومن معها بالوزير بيني بيغن للتباحث حول المخطط المذكور يخرق الإجماع الوطني الذي يحظر مثل هذه اللقاءات، أثار غضب الكثيرين من النشطاء، واعتبروه خرقا وتجاوزا للإجماع.

أمل الصانع: لماذا أنا بالذات وهناك الكثيرون ممن التقوا بالوزير بيني بيغن..

أمل الصانع الناشطة في قضايا النقب ومديرة مركز دراسات العربي اليهودي تلتقي بيني بيغن، وتدافع وتبرر اللقاء حول مخطط برافر الذي يقتضي تنفيذه تهجير واقتلاع عرب النقب وتجميعهم في تجمعات سكانية للسيطرة على الأرض والإنسان، حول ذلك مفارقة وتناقضات كبرى بين الممارسة والقول.

وقبل أن تلتقي بالوزير المذكور عراب مخطط تهجير النقب، وفي مقالة لها في موقع ديار النقب تقول حرفيا "المنتفعون والمتعاونون، هناك مجموعات مرتزقة من عرب النقب تسوق مخطط برافر وتحاول إقناع السكان بتبني المخطط وهم الراقصون على جراحنا وهم من تقوم مديرية تطوير البدو أو ما يسمى بذلك تجنيدهم لصالحها واختراق وحدة الصف، وهم ما يسمون اليوم في قاموس الربيع العربي الشبيحة، إذ علينا تنبيه الهل منهم، وعلينا أن لا نترك فراغا نضاليا ليملأه المغرضون؟!".

وتتابع الصانع في مقالها المذكور "في الأسابيع الأخيرة يقوم الوزير بيني بيغن كل يوم خميس بزيارة النقب للاستماع لرأي الناس، وفيما بعد سيقوم باستعمال ذلك ليقول بأن السكان موافقون على هذا المخطط "نكبة جديدة". إلى هنا مقال الصانع المتشدد.

سألنا أمل الصانع حول ذلك، فأكدت لقاءها مع الوزير بيني بيغن يوم الخميس الماضي في بئر السبع، واعتبرت أن اللقاء هو جزء من سيرورة النضال في النقب. وقالت: "عملنا في النقب ضمن مسيرة النساء في النقب هو إسماع الوزير رفضنا لمخطط برافر كموقف رسمي، والذي يتمثل بثلاثة مطالب وهي الاعتراف بقرانا غير المعترف بها، والاعتراف بملكيتنا على الأرض، وتجميد هدم البيوت. وقلت له جئنا لنسمعك وليس لنسمع منك، وهو أخبرنا أن المخطط ليس ما كان عليه في البداية، وأن هناك تغييرات أساسية في المخطط.

واعتبرت الصانع أن أقوال الوزير إنجاز لاسيما وأنه اعترف جزئيا بالقرى غير المعترف بها. على حد قولها.

وردا على سؤال عــ48ـرب بأن هناك قرارا بالمقاطعة، وأنها خرجت عن الإجماع الوطني، قالت: "إن قرار المقاطعة غير واضح وصريح، فهناك من التقى بالوزير بيغن، أنا لا أرى أن هنالك تضاربا في موقفي من برافر، وأن النضال الجماهيري يحتاج إلى تعددية بدءا بمرحلة التوعية مرورا بالمواجهة وبعد مرحلة التصعيد. يجب أن نفحص ما إذا كانت تلك الأساليب مجدية.

وبحسبها فإن "النضال الجماهيري قد تقلص، ليقتصر على مظاهرة هنا واحتجاج هناك، ولم يعد مجديا". كما اعتبرت أن "مثل هذه اللقاءات تأتي ضمن فحص ديناميكية النضال والأساليب المتبعة"، وختمت بالقول "أنا لا أخاف من الجلوس مع مسؤولين في حكومة إسرائيل".

د. عواد أبو فريح: من خول الآخرين للحديث باسمنا؟

د. عواد أبو فريح محاضر وناشط وصاحب أرض مهددة في النقب لم يرغب بالتطرق إلى أسماء وشخوص، لكنه تحدث بالمجمل، وقال: "أولا من غير المعقول أن يتحدث من ليس له أرض باسم أصحاب الأرض أو التفاوض باسمنا. وأنا شخصيا لن أتفاوض مع أحد حتى لو خسرت أرضي بالقوة في المحاكم. وأتساءل من أوكل الآخرين بالتفاوض باسمي ونيابة عني؟ ناهيك عن أنهم يتحدثون على اعتبار أن العراقيب خارج الصورة مع بيني بيغن، وأنا أسأل من خولهم بهذا الحق".

وأضاف د. فريح أن كل من يغير شعاره ومواقفه السياسية ليس جديرا بالثقة، ويجب أن يكون هناك موقف موحد وإجماع على مقاطعة مثل هذه اللقاءات المشبوهة والتي لن تجدي نفعا، بل تزيد الطين بلة.

وقال إن "النساء والجمعيات النسوية في النقب غير موافقة على اختراق الإجماع وقرارات لجنة التوجيه والمتابعة التي تسعى للتفريق بيننا وخلق البلبلة. القضية مبدئية وليست لعبة سياسية، ووجهتنا هي النضال ولن نساوم على وجودنا وحقنا، كما أنه ليس من حق أحد التحدث باسمنا. واقول إن التاريخ والشعب لن يرحمان، وكل سيدون وفقا لمواقفه وسلوكه، إذ أن هناك سلوكا سيكون مصيره إلى مزبلة التاريخ.

حنان الصانع جمعية سدرة: بيغن يسعى عبر عكاكيزه لتسويق برافر..

من جهتها أكدت حنان الصانع مديرة جمعية "سدرة" عن موقف واضح يؤكد على أن اللقاءات المرفوضة.

وقالت: "مخاطر برافر معروفة وواضحة للجميع، ولن نجلس مع من يهدف إلى اقتلاعنا، وبيغين يقوم بحملة محمومة لإقناع الناس بقبول المخطط الحكومي، ونحن من جهتنا وافقنا ان يجلس معه مهنيون ومخططون لتوضيح خطورة المخطط الاقتلاعي وأسباب رفضنا له. أشعر بالأسى لأن بعض الناس ينجرون خلف مخطط بيغن، رغم أنهم ليسوا أغبياء بل يعرفون المكشوف والمخفي، وبالتالي أقول إن أصحاب الأرض وممثليهم هم المخولون بالحديث عن الأرض. وإذا كان من طرف النساء من جلس مع بيغن فإنما هم يمثلون أنفسهم، ولا يمثلون النساء أو الأطر النسوية، فموقفنا معروف ولا لبس فيه، ولن نتساوق مع أي لقاءات أو مشاريع مشبوهة من هذا القبيل.

منى الحبانين: نستنكر أي لقاء يضرب الإجماع

الناشطة منى الحبانين أكدت على أهمية الالتزام بالإجماع ومواجهة المخطط. وقالت "إذا كان هناك من خرج عن الإجماع الذي يحظر اللقاءات الفردية مع المسؤولين الإسرائيليين حول النقب فإن هذا السلوك كنساء وجمعيات نسوية ومؤسسات مجتمع مدني لا يمثلنا بل نستنكر كل خطوة من هذا القبيل لأن بيغن هو من يسعى بمثابرة لتسويق مخطط الاقتلاع والتهجير. ونحن ندين كل من يشوش بسلوكه غير المسؤول نضالات أهل النقب الموحد، وبالتالي استغرب ممن يقولون على عكس ما يفعلون، وآمل أن يعودوا إلى رشدهم والتعامل بمسؤولية وثقة أكبر".

جمعة الزبارقة: شرط إلغاء المخطط يسبق الجلوس مع بيغين

جمعة الزبارقة الناشط في قضايا النقب وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي قال: "نرى أن كل لقاء مع بيغن هو مضر بقضيتنا، ونحن نعمل لإفشال مخطط برافر علما أنه كان هناك قرار في لجنة المتابعة ولجنة التوجيه بأن لا نلتقي مع بيغن. ونحن مستعدون للجلوس معه شريطة أن يكون ذلك بعد إلغاء المخطط والاعتراف بحقوقنا، وهذا رأي الأغلبية الساحقة. ودون ذلك فهو ضرب للأجماع الوطني في النقب وعرب الداخل".

وأضاف أنه لا يحق لأحد الخروج عن الإجماع، وقال "إن المواقف يجب أن تكون بالأفعال وليس بالأقوال، وبالتالي فإن هذه القضية مصيرية ولا يحق لأي احد أن يتحدث باسمنا، فهناك مرجعية وهي لجنة المتابعة ولجنة التوجيه، ولا يحق لأحد التحدث عن مصيرنا قبل العودة للجهات المخولة، وهذه القضية ليست قضية النقب وحده بل قضية عرب الداخل جميعا".

التعليقات