النقب ورفض الاستفراد!

قبل أن تلتقي أمل الصانع-الحجوج بالوزير بيغن كتب في مقالة لها في موقع "ديار النقب" تحت عنوان "النّقب ومخطط برافر: آليات النضال والتهديدات"، كتبت فيه: "في الأسابيع الأخيرة يقوم الوزير بيني بيغن، كل يوم خميس، بزيارة للنّقب للاستماع لرأي النّاس وفيما بعد سيقوم باستعمال ذلك ليقول إنّ السّكان موافقون على هذا المخطّط. علينا إسماع كلمة واحدة صريحة: مخطّط برافر نكبة جديدة".

النقب ورفض الاستفراد!

رغم أنّها كتبت وانتقدت المجتمعين كلّ خميس مع الوزير بيغن المكلّف بتنفيذ مخطط برافر الخطير، إلا أنّ مديرة مركز "أجيك" أمل الصانع-الحجوج اجتمعت به الخميس الماضي، مما أثار انتقادات واسعة من قبل الناشطات النسائيات والقيادات السياسية وأصحاب الأرض المهدّدة بالمصادرة
 

 



أثار لقاء السّيدة أمل الصانع –الحجوج، مديرة المركز العربي اليهودي في النقب-"أجيك"، يوم الخميس الماضي، بالوزير بيني بيغن، المكلّف بتنفيذ مخطط برافر، ردودًا عاصفة وانتقادات شديدة في أوساط الناشطين السياسيين والمؤسّسات الأهلية والنسائية في النقب، كون هذا اللقاء يخرق الإجماع الوطني بعدم الاجتماع مع هذا الوزير الساعي للانفراد ببعض الشخصيات المحلية بهدف تفريق الصفوف وخرق الوحدة الرافضة كأحد آليات فرض المخطّط المعدّ لتهجير واقتلاع عشرات آلاف السكان من قراهم غير المعترف بها ومصادرة مئات آلاف الدونمات.

أمل الصانع-الحجوج؛ بين الكلام والفعل
قبل أن تلتقي أمل الصانع-الحجوج بالوزير بيغن كتب في مقالة لها في موقع "ديار النقب" تحت عنوان "النّقب ومخطط برافر: آليات النضال والتهديدات"، كتبت فيه: "في الأسابيع الأخيرة يقوم الوزير بيني بيغن، كل يوم خميس، بزيارة للنّقب للاستماع لرأي النّاس وفيما بعد سيقوم باستعمال ذلك ليقول إنّ السّكان موافقون على هذا المخطّط. علينا إسماع كلمة واحدة صريحة: مخطّط برافر نكبة جديدة". 

وتصف بمقالها من سمّتهم "المنتفعون والمتعاونون" كالتالي: "هناك مجموعات مرتزقة من عرب النقب تسوق مخطط برافر وتحاول إقناع السكان بتبني المخطط وهم الراقصون على جراحنا وهم من تقوم مديرية تطوير البدو أو ما يسمى بذلك تجنيدهم لصالحها واختراق وحدة الصف، وهم ما يسمون اليوم في قاموس الربيع العربي الشبيحة، إذ علينا تنبيه الأهل منهم، وعلينا أن لا نترك فراغا نضاليا ليملأه المغرضون؟!".

الصناع-الحجوج: بيغن اعترف جزئيًا بالقرى غير غير المعترف فيها!
"فصل المقال" سألت أمل الصانع حول ذلك، فقالت إنّ لقاءها مع الوزير بيني بيغن يوم الخميس الماضي في بئر السبع هو جزء من سيرورة النضال في النقب "عملنا في النقب ضمن مسيرة النساء في النقب هو إسماع الوزير رفضنا لمخطط برافر كموقف واضح وصريح، والذي يتمثل بثلاثة مطالب وهي الاعتراف بقرانا غير المعترف بها، والاعتراف بملكيتنا على الأرض، وتجميد هدم البيوت. وقلت له جئنا لنسمعك وليس لنسمع منك، وهو أخبرنا أن المخطط ليس ما كان عليه في البداية، وأن هناك تغييرات أساسية في المخطط".

واعتبرت الصانع أن أقوال الوزير إنجاز لا سيما وأنه اعترف جزئيًا بالقرى غير المعترف بها! على حد قولها.

وردًا على سؤال "فصل المقال" بأنّ هناك قرار جماعي بالمقاطعة وأنها خرجت عن الإجماع الوطني، قالت: "إن قرار المقاطعة غير واضح وصريح، فهناك من التقى بالوزير بيغن، أنا لا أرى أن هنالك تضارب في موقفي من برافر، وأن النضال الجماهيري يحتاج إلى تعددية بدءًا بمرحلة التوعية مرورًا بالمواجهة وبعد مرحلة التصعيد، يجب أن نفحص ما إذا كانت تلك الأساليب مجدية".

وبحسبها فإن "النضال الجماهيري قد تقلص، ليقتصر على مظاهرة هنا واحتجاج هناك، ولم يعد مجديًا". كما اعتبرت أن "مثل هذه اللقاءات تأتي ضمن فحص ديناميكية النضال والأساليب المتبعة"، وختمت بالقول "أنا لاأخاف من الجلوس مع مسؤولين في حكومة إسرائيل".

حنان الصانع: النساء المجتمعات مع بيغن لا يمثلنّ إلا أنفسهنّ
من جهة أخرى، ترى الناشطة حنان الصانع، مديرة البرامج التربوية في جمعية سدرة، أن اللقاءات مع بيغن مرفوضة بغض النظر عن هوية المجتمعين معه، إنّ "مخاطر برافر معروفة وواضحة للجميع، ولن نجلس مع من يهدف إلى اقتلاعنا، وبيغين يقوم بحملة محمومة لإقناع الناس بقبول المخطط الحكومي، ونحن من جهتنا وافقنا أن يجلس معه فقط مهنيون ومخططون لتوضيح خطورة المخطط الاقتلاعي وأسباب رفضنا له. أشعر بالأسى لأن بعض الناس ينجرون خلف مخطط بيغن، رغم أنّهم ليسوا أغبياء بل يعرفون المكشوف والمخفي، وبالتالي أقول إن أصحاب الأرض وممثليهم هم المخولون بالحديث عن الأرض. إن النساء اللواتي اجتمعن مع بيغن لا يمثلن إلا أنفسهنّ، ولا يمثلن النساء أو الأطر النسوية، فموقفنا معروف ولا لبس فيه، ولن نتساوق مع أي لقاءات أو مشاريع مشبوهة من هذا القبيل".

منى الحبانين: آمل أن يعود من يخرق الإجماع إلى رشده ويتعامل بمسؤولية مع القضية!
الناشطة منى الحبانين، تتفق مع موقف حنان الصانع، وتؤكّد على أهمية الالتزام بالإجماع ومواجهة المخطط، وقالت "إذا كان هناك من خرج عن الإجماع الذي يحظر اللقاءات الفردية مع المسؤولين الإسرائيليين حول النقب فإن هذا السلوك لا يمثلنا كنساء وجمعيات نسوية ومؤسسات مجتمع مدني، ونستنكر كل خطوة من هذا القبيل، لأن بيغن هو من يسعى بمثابرة لتسويق مخطط الاقتلاع والتهجير. نحن ندين كل من يشوش بسلوكه غير المسؤول نضالات أهل النقب الموحد، وبالتالي استغرب ممن يقولون عكس ما يفعلون، وآمل أن يعودوا إلى رشدهم والتعامل بمسؤولية وثقة أكبر".

جمعة الزبارقة: شرط إلغاء المخطط يسبق الجلوس مع بيغين
ويرى جمعة الزبارقة، الناشط في قضايا النقب وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، أنّ كلّ الاجتماع مع بيغن "مضر بقضيتنا، نحن نعمل لإفشال مخطط برافر، وهناك قرار في لجنة المتابعة ولجنة التوجيه بأن لا نلتقي مع بيغن. نحن مستعدون للجلوس معه شريطة أن يكون ذلك بعد إلغاء المخطط والاعتراف بحقوقنا، وهذا رأي الأغلبية الساحقة. ودون ذلك فهو ضرب للإجماع الوطني في النقب وعرب الداخل".

ويضيف "لا يحق لأحد الخروج عن الإجماع، إن المواقف يجب أن تكون بالأفعال وليس بالأقوال، وبالتالي فإن هذه القضية مصيرية ولا يحق لأي احد أن يتحدث باسمنا، فهناك مرجعية وهي لجنة المتابعة ولجنة التوجيه، كما لا يحق لأحد التحدث عن مصيرنا قبل العودة للجهات المخولة، وهذه القضية ليست قضية النقب وحده بل قضية عرب الداخل جميعًا".

د. عواد أبو فريح: من خول الآخرين للحديث باسمنا؟
يرفض د. عواد أبو فريح، المحاضر والناشط وصاحب أرض مهددة في النقب، أن يتحدّث أو يفاوض أحدٌ باسم أصحاب الأرض المهدّدة بالمصادرة، لم يرغب بالتطرق إلى أسماء وشخوص بعينها لكنها تحدّث بالمجمل وقال: "أولا، من غير المعقول أن يتحدث من ليس له أرض باسم أصحاب الأرض أو التفاوض باسمنا، وأنا شخصيًا لن أتفاوض مع أحد حتى لو خسرت أرضي بالقوة في المحاكم. وأتساءل من أوكل الآخرين بالتفاوض باسمي ونيابة عني؟ ناهيك عن أنهم يتحدثون على اعتبار أن العراقيب خارج الصورة مع بيني بيغن، وأنا أسأل من خولهم بهذا الحق".

وأضاف د. فريح أن كل من يغير شعاره ومواقفه السياسية ليس جديرًا بالثقة، ويجب أن يكون هناك موقف موحد وإجماع على مقاطعة مثل هذه اللقاءات المشبوهة والتي لن تجدي نفعًا، بل تزيد الطين بلة.

وقال إن "النساء والجمعيات النسوية في النقب غير موافقة على اختراق الإجماع وقرارات لجنة التوجيه والمتابعة التي تسعى للتفريق بيننا وخلق البلبلة. القضية مبدئية وليست لعبة سياسية، ووجهتنا هي النضال ولن نساوم على وجودنا وحقنا. وأقول إن التاريخ والشعب لن يرحمان، وكل سيدون وفقا لمواقفه وسلوكه، إذ أن هناك سلوك سيكون مصيره إلى مزبلة التاريخ".

التعليقات