يسود القلق والغضب في وادي عارة بعد إقدام دائرة أراضي إسرائيل والجيش بنقض اتفاقية أراضي الروحة وتجريفها ل21 دونمًا من الأرض المزروعة بالزيتون بحجة قربها لمنطقة تدريبات عسكرية، اللجنة الشعبية اجتمعت وطالبت بتحرك جماهيريّ لإنقاذ أراضي وادي عارة.
عقدت اللجنة الشعبية للدفاع عن الارض والمسكن في وادي عارة، الأسبوع الماضي، اجتماعًا بالتنسيق مع أصحاب الأراضي المستهدفة من قبل دائرة اراضي اسرائيل والشرطة الخضراء والجيش الاسرائيلي في منطقة الروحة، والمهدّدة باقتلاع مئات أشتال الزيتون منها بحجة قربها من المنطقة العسكرية التي يقوم عناصر الجيش بإقامة التدريبات العسكرية فيها! رغم أنّها جزء من الأرض المتفق عليها ضمن اتفاقية الروحة.
وأكّد الحضور على ضرورة التصدي لهذه المحاولات بعد أن اقدمت دائرة الأراضي والجيش على اقتلاع مئات أشتال الزيتون، قبل أسبوعين، حيث تم تجريف كرم للزيتون تعود ملكيته لرئيس مجلس محلي عرعرة السابق مصطفى الجمال تحت ذريعة قرب هذه الأشجار من منطقة التدريب العسكرية، علمًا أن هذه الارض تقع في إطار المنطقة التي تم الاتفاق عليه ضمن اتفاقية الروحة قبل عدة اعوام.
وأعرب أهالي قرية عارة أصحاب الاراضي عن سخطهم وغضبهم جراء أعمال التخريب وسياسات التهويد، وناشدوا أعضاء الكنيست العرب وجميع الهيئات الشعبية التدخل من اجل إنقاذ ما تبقى من أراضٍ عربية بما فيها منطقة الروحة.
كما، تباحث المجتمعون حول الاتفاق الموقع بين الحكومة ولجنة الروحة والذي ينصّ على إعادة الأرض لأصحابها العرب، إلا ان اقدام "دائرة اراضي إسرائيل" قبل أسبوعين على تجريف الأراضي واقتلاع اشتال الزيتون أثار الموضوع مجددًا حيث استنفرت كافة الفعاليات هناك لبحث سبل التعامل مع هذا الامر.
سيف: الأرض المجروفة تقع خارج "المنطقة العسكرية" بحسب الاتفاق
خليل سيف رئيس اللجنة الشعبية لفصل عارة أأكد ل"فصل المقال" أن الاجتماع جاء للتباحث حول المخططات الخطيرة في وادي عارة، وأن هذه الخطوات تأتي بمحاولة أخرى لإنقاذ أراضي الروحة وقال: هناك محاولة من قبل دائرة الاراضي وال"كيرن كييمت" لتنفيذ مخطط تحريش تلك الاراضي كمحاولة للسيطرة على الارض.
وأضاف سيف: "دائرة الأراضي والجيش بعثا برسالة لصاحب الأرض طالبوه فيها بعدم زرع الارض "لكونها أرض مناورات عسكرية" وهذا غير صحيح، وهي على عكس ما تدعي الدائرة فإنّها تقع خارج ما يعتبروه "المنطقة العسكرية"، وكذلك ليست خارج المناطق التي اتفق عليها ضمن اتفاق الروحة"، وتابع سيف إنّ "هدفنا الآن هو تحشيد الطاقات والإمكانيات لإنقاذ الأرض من المصادرة والتحريش، بصفته أداة أخرى للمصادرة، الأمر الذي يتطلب فتح اتفاق الروحة الذي أبرم بين الحكومة ولجنة اراضي الروحة".
أبو زيد: قضايانا واحدة وعلينا أن لا نكتفي بردود الفعل
المربي والناشط أمين ابو زيد تحدث عن مخاطر مخططات التوسع والتهويد واعتبر أن قضية الأرض وقضية عرب الداخل هي واحدة وقال: علينا جميعًا الالتفاف حول قضايانا الحارقة ولكل منا دوره، فعندما تتضرر العراقيب في النقب فأنا اتضرر وعندما يتم هدم بيت في يافا وعكا فأنا اتضرر كذلك، قضايانا واحدة ومصيرنا واحد وهذه مسؤولية الجميع والمطلوب وضع إستراتيجيات عمل وألا يقتصر عملنا على ردود الفعل".
وحول علاقة لجنة الفصل في موضوع الروحة قال أبو زيد إنّ الاعتداء على أراضي الاخ مصطفى جمال هي اعتداء علينا جميعًا، وأنا لا استطيع التحدث عن اتفاق ااروحة بينما استطيع الحديث عن أهمية فصل عرعرة عن بلدة عارة لاننا بحالة الفصل نملك أسباب أكثر قوة، إنّنا كلجنة الفصل واللجنة الشعبية وكافة الفعاليات التي من شانها ان تلعب دور في التصدي لمخطط التهويد الخطير الذي يشمل توسعة مستوطنة حريش بكل ما يعني من تشديد الخناق على وادي عارة ومنع البلدات العربية من التوسع والتطور بشكل طبيعي.
الجمال يطالب نتنياهو باحترام الاتفاقية وبلجنة تقصي حقائق في انتهاك أراضي الروحة
مصطفى الجمال صاحب الارض المتضرر حذّر قائلا: نحن نحذّر من هذه التطورات الخطيرة على مستقبل وجود المواطنين العرب في وادي عارة، ونطالب لجنة المتابعة والجماهير العربية بالتصدي لمخطط مصادرة أراضي الروحة من جديد، كما نطالب رئيس الحكومة احترام الاتفاقية التي وقعت عليها الحكومة”.
وطالب مصطفى الجمال رئيس الحكومة من خلال رسالته بتشكيل لجنة تحقيق وتقصي حقائق في استمرار انتهاك حرمة أراضي الروحة مطالبه بوقف اغتصاب الاراضي العربية في الروحة والتي تعتبر بملكية أب عن جد قبل قيام الدولة، مطالبًا الجميع بالعمل الجاد في سبيل التصدي لهذا المخطط والذي يهدف إلى ترحيل العرب عن اراضيهم الأمر الذي لم تنجح ولن تنجح به المؤسسة الاسرائيلية، على حد قوله، وأضاف :”نحن قلقون من هذه التطورات والتي تعني الكثير, لكن نحن نؤكد صمودنا وبقائنا في ارض الآباء والاجداد“.
هناك مخطط ترحيلي
من جهة اخرى اعرب مصطفى الجمال عن استيائه وغضبه للبيان الإعلامي الذي عممته الناطقة بلسان دائرة اراضي اسرائيل والتي وصفت أصحاب الاراضي بالمجتاحين، مؤكدًا أنّ هذا البيان جاء ليضلل الحقيقة وعملية الاغتصاب التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية، التي تحاول أن تضلل الرأي العام الإسرائيلي عبر بيان يندرج ضمن مسلسل مصادرة الأراضي العربية من قبل دائرة أراضي إسرائيل إذ أن "وصف دائرة اراضي اسرائيل أننا مخالفون للقانون ومرتكبو مخالفات جنائية يؤكد العكس فهم الذين يضربون القانون بعرض الحائط ويجتاحون أراضينا".
ملحم: قلقون من استمرار اغتصاب الأرض وعلينا التحرّك
أحمد ملحم، رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الارض والمسكن في وادي عارة، أعرب عن قلقه الشديد جراء هذه التطورات الخطيرة وطالب النواب العرب بالتدخل السريع لإيجاد قرار وحل سريع ونهائي لهذه القضية، مشيرًا إلى أنّ استمرار اجتياح الاراضي من قبل سلطات الجيش "ودائرة اراضي اسرائيل" والدوريات الخضراء" يعتبر انتهاكًا بارزًا للقانون ومخالفة جنائية من قبل المؤسسة الإسرائيلية، وقال: "هناك مخطط واضح وعلى الملأ لمصادرة الاراضي العربية في وادي عارة لاحكام الخناق والعمل على تقليص مناطق النفوذ ومصطحات البلدات العربية"، وأضاف "من هنا، نحن نؤكد مخاوفنا وقلقنا في ظل استمرار اغتصاب أراضينا في الروحة وعلى الحكومة احترام الاتفاقية ومنح اصحاب الاراضي بإعمار أراضيهم والحفاظ عليها نحن نحذر من مخطط متجدد لمصادرة اراضي الروحة من جديد لهذا نحن نطالب التحرك للجماهير والقانوني والبرلماني العربي للتصدي لهذا المخطط الخطير".
التعليقات