مع متهمي شفاعمرو: إدانتهم تعني قتل الشهداء مرتين!

شقيقة الشهيدتين هزار ودينا لم تُشارك في محاكمة المتهمين لكنها كانت طوال الوقت تعيش ألم فقدان شقيقتيها، وكانت ناشطة هي والعائلة في الحراك الذي شهدته شفاعمرو احتجاجًا على تقديم المتهمين للمحاكمة، لكنّ نسرين طوال الوقت كانت تشعر بغصة في القلب، وتتألم لضعف المساندة الجماهيرية، وللتقصير الحاصل سواء من لجنة المتابعة أو بلدية شفاعمرو.

مع متهمي شفاعمرو: إدانتهم تعني قتل الشهداء مرتين!

فصل المقال استطلعت أراء عدد من المشاركين وذوي الشهداء، الذين يؤكدون وقوفهم إلى جانب المتهمين ويعتبرون قضيتهم قضية وطنية من الدرجة الأولى.

الشيخ رائد صلاح: لا نتهم أنفسنا
وقال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية الشق الشمالي، الذي شارك التظاهرة: "أكدنا طوال الوقت ولا زلنا نؤكد أنّنا لا نعتبر أنفسنا متهمين، نحن نتهم المؤسسة الاسرائيلية لأنها تقف وراء المجرم زادة. ونتهم الأذرع التي وفرّت الاجواء لهذا المجرم، ونقول أنها هي التي  مهدت لهذه الجريمة، وهم الذين يجب أن يُحاكموا، لا شُباننا الذين أوشكوا أن يكونو ضحايا لا سمح الله. واضح جدا أن المحكمة الاسرائيلية تحاول أن تشرعن الحق للمجرم لتحول الضحية إلى متهم".

غصة في القلب
شقيقة الشهيدتين هزار ودينا لم تُشارك في محاكمة المتهمين لكنها كانت طوال الوقت تعيش ألم فقدان شقيقتيها، وكانت ناشطة هي والعائلة في الحراك الذي شهدته شفاعمرو احتجاجًا على تقديم المتهمين للمحاكمة، لكنّ نسرين طوال الوقت كانت تشعر بغصة في القلب، وتتألم لضعف المساندة الجماهيرية، وللتقصير الحاصل سواء من لجنة المتابعة أو بلدية شفاعمرو.

وقد ذكّرت أكثر مِن مرة رئاسة البلدية بالوعد الذي قُطع بتسمية أسماء شوارع المدينة على أسماء الشهداء، لكن الأمر لم يحصُل بل أكثر من ذلك تمّ تسمية 350 شارعًا، بأسماءٍ شتى، لم يُذكر أيًا من الشهداء الأربعة بلافتة تخلّد ذكراهم.

وقالت: "عندما نذهب إلى المحاكم كي نقف إلى جانب المتهمين وقضيتهم.. نذهب بالعشرات.. كيف نستطيع تخليص الشباب إذا لم نكن بالآلاف أمام المحكمة كي يرونا جيدا؟"

كما تساءلت تركي: "أما عن موقع الحدث.. فهل أطفالنا اليوم يعرفون أين وقعت المجزرة؟ لماذا لا يوجد نصب تذكاري مكان موقع الحدث؟، ألا يستحق شهداؤنا تكريمًا لهم إطلاق اسمائهم على شوارعنا أو على مؤسساتنا أو أبنيتنا أو مدارسنا المحلية؟!"

مارون ميشيل بحوث: أتمنى تضامنا أوسع
أما نجل الشهيد ميشيل بحوث، الشاب مارون بحوث فقال: "أنا كنتُ أتمنى أن يكون عدد المتضامنين مع المتهمين أكثر بكثير، وربما هذا التجاوب الهزيل هو السبب في تمديد فترة محاكمة المتهمين لتصل إلى 7 سنوات، لكنني آمُل أن تكون الأيام القادمة فُرصة لوصول أعدادٍ هائلة من المتضامنين، فقط في هذه الحالة سيُغير حُكام اسرائيل موقفهم".

ويضيف مارون: "لقد قدم لنا الشبان المتهمون عملاً خيّرًا، مهمًا في حياتنا، فلو كان ظلّ زادة الارهابي على قيد الحياة، ربما لكان نفذ المزيد من الجريمة في المكان، أو ربما لزاد تعنته وعنصريته أكثر، ولذا كنت اتمنى أن تتفاعل الجماهير العربية أكثر مع بقضيتهم، فهي ليست مرتبطة فقط بشفاعمرو، بل هي قضية المجتمع العربي بكامله".

ويتابع بحوث: "لا زال جرحنا مفتوحًا، وما محاكمة المتهمين وصدور أحكامٍ ضدهم، إلا ليزيد الجرح جرحًا، وليقتل الشهداء مرتين. وآمل ان يتم إغلاق الملفات تمامًا، ولو كان هناك عدلٌ، لحصل هؤلاء الفلسطينيون على أوسمة، بدلاً مِن المحاسبة".

وختم بحوث: "إنّ موت المجرم نتان زاد لم ينهِ القضية، فهو لم يكن لوحده، فورائه كثر، أين هم رجال المخابرات، أين هي مسؤولية الجيش الذي كان يومًا في صفوفه، والسلاح هو سلاحُ الجيش، هؤلاء جميعهم متهمون، وكُلُ مؤسسة اسرائيلية مُساندة هي أيضًا مُتهمة بمساندة القاتِل، ولكشف هؤلاء يجب على الجماهير العربية برمتها مناصرتة المتهمين".

مراد حداد:  محاكمة المتهمين تعني محاكمة شعبٍ كامل!
مراد حداد (عضو المكتب السياسي للتجمع) كان ولا يزال واحدًا مِن أبرز الناشطين السياسيين الذين وقفوا إلى جانب عائلات الشهداء وساندوا المتهمين في قضاياهم، وقد ساهم مع التحالف الوطني الديمقراطي (من حزبي التجمع وحركة أبناء البلد)، وناشطين آخرين غير مسيسين لتحريك قضية متهمي شفاعمرو ومساندتهم طوال فترة محاكمتهم التي بدأت منذ الـ 2005.

في حوارٍ خاص مع الناشط السياسي مراد حداد قال: "أولاً أود التأكيد على أنّ ما جرى أثناء محاكمة المتهمين الشفاعمريين هي نقلة نوعية، وتغيير مهم جدًا في المجتمع العربي، وهو آتٍ من حراكٍ شعبي جبار حصل في الفترة الأخيرة تحديدًا، فأن يتم استقطاب المئات من المتضامنين والشخصيات الاعتبارية هو أمرٌ لا يُمكن الاستهانة بِه، وهو ترجمةً لِما طالبنا فيه نحنُ في التحالف الوطني الشفاعمري طوال الوقت، حيثُ كُنا دائمًا نشدّد على ضرورة تحويل محاكمة المتهمين إلى قضية قطرية وليست محلية فقط. كُنّا متأكدون أنّ ساسة اسرائيل وحكامها ينظرون إلى الأمر على أنه مجرد عملية قتل، يجب إدانة مرتكبيها، لكنهم في الباطن يريدون من خلال المحاكمة إسكات الصوت العربي ومنعه من الاحتجاج أو الدفاع عن كرامته فيما لو تعرّض لعملية قتل أو مجزرة كالبشاعة التي ارتكبها نتان زادة".

ويؤكد حداد أنّ النشاطات المكثفة الأخيرة التي جرت هي نِتاج العمل المتواصل الذي بدأ منذ اليوم مِن ارتكاب المجزرة، لكنّ الخلافات الجدية بين اللجنة الشعبية في شفاعمرو والتحالف الوطني حول ضرورة تحويل النضال الى قطري لا محلي، كان سببًا في الإخفاق السابق والذي سبب إحباطًا خاصةً للمتهمين ولعائلات الشهداء.

ويُشير حداد الى النشاطات المكثفة في الأسابيع الأخيرة، حيثُ أقيمت في نهاية الاسبوع الماضي عدة فعاليات بينها اعتصام للجنة الشعبية والقوى السياسية في البلدة بمشاركة ودعم لجنة المتابعة واستمرت الاثنين الماضي بحملة رفع شعارات ووقفة تضامنية إضافة إلى جولة في البلدة ونداءات عبر المكبرات للمشاركة في المحكمة، الأمر الذي دفع بالمئات إلى التواجد داخل وخارج باحة المحكمة المركزية في حيفا.

وتابع حداد:  "كُنّا نتمنى على لجنة المتابعة وبلدية شفاعمرو وجميع الأحزاب السياسية اعتبار قضية المتهمين قضية وطنية من الدرجة الأولى، بحيثُ تكون هي بين القضايا الأهم في أجندة المجتمع العربي عامةً، لكن للأسف ظلّ الجرح الشفاعمري ينزف دون توقف. في حين ظلّ حكام وقضاة اسرائيل ينظرون إلى القضية على أنها جريمة، وأرادوها انتقامًا سياسيًا، ولا أدل على ذلك من الأحداث التي جرت في محكمة الاربعاء والخميس الماضيين، حيثُ تمّ اعتقال الشبان الأربعة وإخراس صوت كل مَن يتضامن مع المتهمين، كما جرى عندما تمّ إخراج جنان عبدو من قاعة المحكمة، هكذا بدا الحكام، يريدون الانتقام مِن المتضامنين، للانفراد بالمتهمين وإصدارِ أحكامٍ بحقهم، ومتجاهلين تمامًا الوقائع المرتبطة بالمجرم نتان زادة، وهو الذي فرّ من الجيش قبل اقتراف جريمته، لكنّ الجيش لم يُحرك ساكنًا، ولم نرَ ضابطًا عسكريًا يحاكم، ولم نسمع عن تحقيق حول حصوله على السلاح ووصوله بسهولة إلى موقع الجريمة، علمًا أنه كان يُشكّل خطرًا على حياة الآخرين، ثم يُسأل السؤال :  مَن يتحمل مسؤولية قتل شهداء شفاعمرو الأربعة، أليست هي الدولة ذاتها، التي لم تمنع ارتكاب جريمة؟! بل تقوم بالدفاع عن مجرمٍ قُتل دفاعًا عن مجتمعٍ كامل. وفي دولةٍ تدعي الديمقراطية يُصبل الضحية هو القاتل، ويُصبح القاتل ضحية"!

وتابع حداد: "إن مهزلة اعتقال أربعة شبان لن تخيفنا، بل سنعود الى المحكمة، وسنساند المتهمين ونتضامن معهم، وسنقيم اعتصامًا مفتوحة لمدة اسبوعٍ كامل متأهبين للرد على إدانة المتهمين، ففي أقل من شهرين سيتم إصدار أحكام، ونحنُ خلال هذه الفترة سنكثف فعالياتنا الوطنية ونُشرك المتضامنين وكل المعنيين وبضمنهم فنانون ملتزمون من أبناء شعبنا، ونرغب بتحويل ساحة مدينة شفاعمرو إلى ميدان تحرير  نثور على الظلم والاستبداد ومحاكمة المتهمين ونعزز تضامننا معهم. لنؤكِد أنّ صرختنا ستكون قوية، وأ،ّ محاكمة الشبان لن تمر مر الكرام، فهي مفصل تاريخي، ولن نسمح بالاستفراد بهؤلاء الشبان مرة اخرى، كي لا يأتي كثيرون من أمثال نتان زادة، فلا يجدون مَن يتصدى لهم".

أهالي الشهداء لا يزالون يبكون جرحهم النازف!
يؤكِد الناشط السياسي مراد حداد أنّ أهالي الشهداء في شفاعمرو لم يكونوا يومًا ناشطين سياسيين ولا حزبيين وقد وجدوا انفسهم في مصيبة أو محنة شخصية برحيل أبنائهم، وكان الواجب طوال الوقت ان ندعمهم ونساندهم، ولم نزل كذلك، فجرحهم ما زال نازفًا، ولن يتوقف طالما أنّ المجرم يُدافع عنه، ويُحاكَم الضحية.

ويضيف: "مِن المهم جدًا مواساة عائلات الشهداء ومشاركتهم في مصابهم الأليم، ولا يمكن تعويضهم عن فقدان ابنائهم، فالشهداء الأربعة هم الضحايا والأبطال الذين لا يُمكن التعويض عنهم ولا بمال الدنيا، وأن ترحل زهرتان هما هزار ودينا ويخبو النور الساطع في بيت العائلة، أمرٌ لا يُمكن التعويض عنه ولا وصف حجم الألم، مهما مرّت السنين".

جميل صفوري: نعوّل على شعبنا
وفي حديثنا مع أحد متهمي شفاعمرو ، الناشط السياسي جميل صفوري وهو أكثر المتهمين تجربة في العمل السياسي، فتحدث عن المحاكمة بالقول: "بدت محاكمتنا في يومي الاربعاء والخميس، جلسة ترهيب وتخويف أكثر مِنها محكمة عادية، ونحنُ كمتهمين رفضنا ولا زلنا نرفُض التهم الموجهة الينا، وهذا ما جاء في جلسة التلخيصات التي قدمها المحامون المدافعون عنا، وفندنا تمامًا ادعاءات الشرطة التي يهمها بالأساس زجنا في السجون".

ويضيف: "إنّ المطلب الأساس للدفاع هو إغلاق الملفات تمامًا، وتذكير القضاة بأنّ نتان زادة هو المجرم الذي اقتحم حرمة البلد واقترف مجزرة رهيبة راح ضحيتها أربعة شبان من خيرة أبناء شفاعمرو".

ويؤكد صفوري: أنّ مشاركة الجماهير والقيادات السياسية في جلسات المحاكم ترفع كثيرًا مِن معنويات المتهمين، وتساندهم وتقوي عزيمتهم، حتى أنها تزرع فيهم الثقة فينا، وأننا قادرون على تحمل ظلم المحكمة لو بقيت الجماهير إلى جانبنا".

وقال صفوري: "نحنُ نتمنى إغلاق الملفات، لكننا لا نُريد أن نغرّر بأنفسنا وبأبناء شعبنا، فقد تكون هناك محاكمات، وأحكام ليست ببسيطة، لكنّنا نعرف أنّ الواقع السياسي هو مَن يفرض القرار، فالمقصود هو إخافتنا، وأنّ إطالة عمر المحاكمات ما هي إلا محاولة لإثبات ديمقراطية الحكام، لكنّنا مستعدون لكل قرار، مستندين على دعم أبناء شعبنا".

وعن تعامل القضاة يقول صفوري: "طوال مسار المحاكمات تعامل معنا القضاة على أننا مجرمون ونستحق العقاب، ولا يأخذون بعين الاعتبار أنّ المسألة بدأت بقتل أربعة شفاعمرو وجرح العشرات، وأنها محطة تاريخية في حياتنا، ويُشتم من تعامل القضاة روح العنصرية، وهي نفسها التي تحسُب تظاهرة متواضعة خطر أمني، أما جريمة بحجم مجزرة نتن زادة، فهي قضية جنائية، وتحملنا مسؤوليتها، وتستميت بإيجاد دلائل أكثر على إدانتنا".

أما الرد على أحكامٍ عالية قد تصدُر فقال صفوري: "هو ملفٌ ظالم، وسنلتمس إلى المحكمة العليا، رغم عدم التعويل عليها، إلا أننا نعول على جماهيرنا وعلى مساندة محامين وعلى دور لجنة المتابعة والمؤسسات الفلسطينية الفاعلة، التي أخذت على عاتقها مسؤولية حماية شعبها.

وعن تجربة المتهمين خلال السنوات الماضية يقول صفوري: "لقد أثرت هذه القضية على حياتنا جميعًا، هناك شُبان تزوجوا خلال هذه السنوات وكونوا أسرة، لكنّ المحاكمة المستمرة كانت دائمًا مصدر قلقٍ نفسي، حيثُ لا قرار ولا مستقبل واضح لنا. وفي بعض الأحيان كانت المعنويات لبعضهم تنهار، لكنّنا كُنّا معًا نُساعد بعضنا البعض، ونزيد مِن فُرص التفاؤل والأمل في ظل دعمٍ شعبي أكبر كنا نتوخاه، معلقين آمالاً على أنّ القضية هيقضية الشعب الفلسطيني بكامله، وليست قضيتنا نحنُ المتهمون فقط، معتبرين أنّ ما يجري لنا لا ينفصل عن سياسة الهدم ومصادرة الأراضي وسائر القضايا المركزية التي نعاني مِنها كفلسطينيين في الداخل".

وعلى الصعيد الشخصي لا يخشى جميل صفوري مِن سجنه وهو صاحب التجربة الطويلة في النضال السياسي، لكنه يتمنى ألا يأتي سجنه في الفترة التي لا يزال نجله أنيس قابعًا في سجنه السياسي، وفي الوقت الذي تتابع ابنته يارا دراستها الأكاديمية في الخارج.

وطالب صفوري الجماهير العربية بتكثيف دعمها وتفضيل مصلحة البلد وقضيته على قضايا هامشية، قائلاً: "يجب أن يتم تصعيد النضال قبل النطق بالحكم، وهذا دور قياداتنا على كافة مستوياتها، وأرى انه يمكن من خلال مركبات الجماهير العربية في الداخل أخذ واجبها النضالي وهو مطلبٌ ليس مستحيلاً، اعتمادًا على همة شعبنا".

وعن مشاعر الشباب خلال المحاكمات قال صفوري: "كانت أصعب المراحل التي عشناها، أن نكون وحيدين في المحكمة، أمامنا لا يقف إلا عددٌ لا يزيد عن عدد أصابعنا، مشاعرنا جميعًا تتخبط بين التشاؤم وفقدان الأمل، لكننا جميعًا سنتحمل مسؤوليتنا إذا ما صدر حكمٌ قاسٍ بحقنا، وما يخفف عنا فقط هو حملات التضامن الشعبية".

وفي معرض حديثه اعتبر صفوري أنّ مجزرة شفاعمرو البشعة ولّدت شبابًا مرفوعي الهامة وطنيون صادقون، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عنصرية الدولة ومساعيها لمحاكمة كُل ذي حق".

وكانت الرسالة الأخيرة التي ختم فيها صفوري حديثه: هي رسالة التضامن التي يجب ان يحملها أبناء شعبنا، ليس مع المتهمين فقط، وإنما في قضايا انسانية أخرى على رأسها الأسرى، قائلاً أنّ كل بيتٍ من بيوتنا قد يواجه العنصرية والتحريض والظلم، الذي لا يُمكن تغييره الا بالنضال المستمر والوقفة المشتركة ضد الظلم والتحريض ضد أبناء شعبنا، ولا يُمكن وقف نتان زادة آخر ومنع خطر وجوده والقيام بفعلته، إلا بموقفٍ قطري موحّد وصرخةٍ واحدة لا تسكُت إلا بانتصارنا في معركة البقاء.

التعليقات