المثلث يرد: لسنا للمساومة في المفاوضات

في أم الفحم وغيرها من قرى ومدن المثلث يدور في هذه الأيام نقاش خافت حول ما طرحه وزير الخارجية (ليبرمان) في ما يسمى تبادل أراض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مقترحًا نقل منطقة المثلث بسكانها لتكون تحت إدارة السلطة الفلسطينية، هذا الطرح (القديم الجديد) أثار لدى المواطنين العرب قلقا وتساؤلات وخصوصًا سكان منطقة المثلث حول مصيرهم، النقاش الدائر هو كيف يمكن طرح مثل هذه المقترحات من أصلها! وما هو المقصود منها في النهاية! دولة اسرائيل التي تسعى لضم غور الأردن ! ما الذي تقصده عندما تقول بتسليم منطقة المثلث لسيادة السلطة الفلسطينية! وأين يقع هذا المخطط ضمن سياسة اسرائيل التوسعية!وكيف ولماذا يأتي هذا المقترح من وزير يميني متطرف يحلم بأرض إسرائيل الكاملة مثل ليبرمان!

المثلث يرد: لسنا للمساومة في المفاوضات

في أم الفحم وغيرها من قرى ومدن المثلث يدور في هذه الأيام نقاش خافت حول ما طرحه وزير الخارجية (ليبرمان) في ما يسمى تبادل أراض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مقترحًا نقل منطقة المثلث بسكانها لتكون تحت إدارة السلطة الفلسطينية، هذا الطرح (القديم الجديد) أثار لدى المواطنين العرب قلقا وتساؤلات وخصوصًا سكان منطقة المثلث حول  مصيرهم، النقاش الدائر هو كيف يمكن طرح مثل هذه المقترحات من أصلها! وما هو المقصود منها في النهاية! دولة اسرائيل التي تسعى لضم غور الأردن ! ما الذي تقصده عندما تقول بتسليم منطقة المثلث لسيادة السلطة الفلسطينية! وأين يقع هذا المخطط ضمن سياسة اسرائيل التوسعية!وكيف ولماذا يأتي هذا المقترح من وزير يميني متطرف يحلم بأرض إسرائيل الكاملة مثل ليبرمان!

يرى أهل المثلث أن الحديث عن مصيرهم دون أدنى اعتبار لرغباتهم أو مشاعرهم أو رأيهم في الموضوع استهتارًا بهم، وكأنهم غير موجودين ولا وزن لرأيهم، فالآخرون يرسمون ويخططون لهم مصيرهم حتى دون الرجوع اليهم .

هذا الطرح أعاد إلى الأذهان اتفاقية (رودوس) عام 1949 والتي تم فيها تسليم المثلث لإسرائيل من قبل الملك عبد الله ملك الأردن في ذلك الحين والذي خوّلته الجامعة العربية بأن يتصرف ويفاوض كما يشاء في هذه المنطقة بعد انسحاب الجيش العراقي منها والذي كانت هذه المنطقة تحت سيطرته العسكرية بعد معارك 1948 والذي سلمها بدوره لإسرائيل .

 محمد سلامة عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي:"هذا احتيال عبثي"

نحن نرى أن هناك مفاوضات عبثية، هذا احتيال اسرائيلي، وهو تمرير وقت وليس أكثر"هذا ما يقوله محمد سلامة عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي" ويضيف "أم الفحم والمثلث سُلم بدون حرب، باتفاق مع وزراء الخارجية العرب في مؤتمر ردودوس عام 1949، كانت حكمة العرب وقتها أن يبقى العرب في أراضيهم،ما يدير الآن هو فقط لكسب الوقت، كل هذه المقترحات والمفاوضات فاشلة، ليبرمان ليس رجل سلام وهذا معروف، لإنه نسر،إنسان سيء، يريد أن يتلاعب بنا، وأبو مازن لا حول له ولا قوة،أما نحن فنقترح عليهم دولة واحدة ولا بديل عن ذلك".

ويضيف محمد سلامة أبو سلامة" ستكون دولة ولن يسمّوها كما يريدون ولن تكون صهيونية، نحن أصحاب البلاد وستعود لنا بمفاوضات أو بدون مفاوضات، والحركة الصهونية تتلاشى"ويستدرك "نعم ممكن أن يفرضوا حلولا،ولكن حينئذ سننضم للثورة، وسنقاوم من أجل حقوقنا، نحن جاهزون لأي حل إنساني، ولكن عندما يُطرح حل غير إنساني سوف نقاوم، وسيكون لنا صلة بعرب الجليل ونعرف كيف نتصرف".

ويضيف أبو سلامة عضو اللجنة المركزية للتجمع"  نحن نرحب دومًا بالكيان الفلسطيني، هذا يثلج صدورنا بأن يعود الحق لأصحابه، ولكن ليبرمان، قصده أن يربح الوقت، (شامير) قبله قال إنه سيفاوض 40 عامًا، وشارون قال سنساعد رب العالمين أن يأخذ بهم"."إسرائيل  ليست دولة مدنية نحن نعيش في معسكر،هذا خطير،ولكن هذه هي الحقيقة هؤلاء أناس يعيشون على العسكرة"وعن الحل يقول"لا غضاضة في دولة واحدة، ما معنى أنك تفاوض ولا توقف المستوطنات، لماذا يقايضوننا مع المستعمر! هؤلاء مستعمرون، دخيلون،يفاوضون عنا كأننا لسنا شركاء في الموضوع وبدون سؤالنا، نحن باقون هنا ولسنا ضد أن نعيش مع اليهود بعضنا مع بعض،ولكن ليس على طريقة ليبرمان، بل في دولة ديمقراطية واحدة ولن تكون صهيونية".

أبو حلمي يحاور اليهود على الفيس بوك

نبيل سعد( أبو حلمي) رجل أعمال من أم الفحم وصاحب مطعم وورشات عمل في حوالي الستين من عمره يقول" أنا أتوجه لليهود وليس للعرب ، لأن العرب مقتنعون ولا حاجة لإقناعهم ولهذا أناقش اليهود من رواد المطعم كذلك عبر شبكة التواصل (الفيس بوك) يقول أبو حلمي وهذا بعض ما كتبه على الفيس بوك: في العام 1949 ضمّونا لإسرائيل بدون مشورتنا، وفي العام 1954 صادروا لنا 140 ألف دونم ولم يسألونا ووزّعوها بين كيبوتسات الإشتراكية(هشومير هتسعير)، في ذلك الوقت حرمونا حتى من قطف الأعشاب من أراضينا وضفاف وديانها، فرضوا علينا الارتحال من القرية إلى المدينة، ثم أعلن وزير الدفاع(لافون) في حينه فرض الخدمة العسكرية علينا وكانت خطة وقتها لإيجاد مبرر لطردنا؟
ويخاطب اليهود قائلا"بنينا لكم الدولة بأرخص الأسعار،كنا نقف على الصقائل على البنايات العالية ونجبل الباطون في الساحات الخلفية للعمارات، ونقف ليلا ونهارا وراء المجالي في المطاعم والمقاهي التي حرمنا لتمضية الوقت فيها".

"في كل بطالة وأزمة اقتصادية كنا أول من طرد من العمل، ميّزتم ضدنا في كل مجال ومجال،في مجال تأمين الأولاد، في ميزانيات المجالس المحلية، في الزراعة، تربية الأنعام والزراعة،سمحتم لليهود وحرمتمونا"عندما قام عنصري وصرح بأنه يريد طرنا من بلادنا هدأتم من روعنا وقلتم أن هذه أعشاب شاذة،وعندما طرحت قضية تبادل الأراضي قلتم إن هذا مجرد كلام، والآن تقولون أن هذا ليس في صلب المفاوضات، الآن أصبح جزءًا من اتفاق محتمل.الآن بعد أن تم سلب أملاكنا تريدون رمينا لسلطة هي نفسها لا تستطيع إعالة نفسها، تريدون هدم ما بنيناه خلال عشرات السنين، مرة أخرى نتحول الى بيادق على طاولة الشطرنج لمغامرين ومنتقمين  يوجهون كل قواهم النفسية والجسدية لتعميق الكراهية.وكل هدفهم هو زرع الكراهية والحقد والحروب إلى الأبد" أقوال أبو حلمي.

بلدية أم الفحم " لا حق لأحد بأن يفاوض باسمنا" 

وكانت بلدية أم الفحم قد أصدرت بيانا جاء فيه: "يدور الحديث في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام عن فكرة قديمة جديدة وهي ضم أم الفحم والمثلث إلى الضفة الغربية كجزء من عملية التسوية الجارية بين السلطة الفلسطينية وبين دولة اسرائيل ، ولقد ارتأينا نحن في بلدية أم الفحم أن يكون لنا موقف نحدده من خلال النقاط التالية: نحن كفلسطينيين سكان هذه البلاد الأصليين ورثناها عن الآباء والأجداد كابرًا عن كابر . لا حق لأحد أي كان،أن يفاوض باسمنا أو بالنيابة عنا، ولسنا سلعة للمقايضة أو المفاوضات، ونحن فقط من نقرر مصيرنا.نرفض رفضا قاطعا أن نُساوى ،نحن سكان البلاد الأصليين، بقطعان المستوطنين الدخلاء على بلادنا والمحتلين لأرضنا في الضفة الغربية، ومن هذا المنطلق لا يجوز أن نُقايَض بهم. نرفض رفضا جازما أن تنظر إلينا السلطات في البلاد كقنبلة ديموغرافية مؤقتة يجب التخلص منها. نحن في أم الفحم ننظر بعين الخطورة إلى هذه الخطط ونرى بها أحداث نكبةٍ جديدة بحق شعبنا، ترمي لسلخ شعبنا بعضه عن بعض فضلا عن تجزئته وتشريده . ندعو الطاقم المفاوض عن السلطة الفلسطينية الى الالتفات إلى القضايا الأهم والأبرز في المفاوضات سيما إعادة القدس الى حاضرتها العربية والإسلامية فضلا عن عودة اللاجئين الى ديارهم وقراهم التي هُجّروا منها قسرا وظلما، وانطلاقا من كل هذه النقاط المبدئية وغير القابلة للمساومة ، نعلن نحن في بلدية ام الفحم عن رفضنا القاطع والمانع لأي خطط ترمي الى المساومة علينا أو الى تهجيرنا فنعيش بذلك نكبة جديدة من نكبات شعبنا الصابر".

د.مصطفى حسن محاميد"لا فرق عندي"

د.مصطفى(28 عاما)"يحمل شهادة دكتوراة في الطب من إحدى جامعات رومانيا ولكنه لم يجتز امتحان القبول في إسرائيل بعد ويعمل حاليا في محطة للوقود يقول في لقاء مع فصل المقال"سمعت أن ليبرمان اقترح هذا القانون في الكنيست، من ناحيتي ليس عندي مشكلة وكله واحد،لا فرق عندي أن أفقد مواطنتي الإسرائيلية، ما يهمني هو أن أبقى في أرضي، طبعا يوجد أناس معارضون وهم أصحاب المصالح مع إسرائيل، ارتبطت مصالحهم بإسرائيل، وأيديهم صارت (طايلة) ومعارضتهم هي اقتصادية فقط". 

درست الطب العام وعملت امتحانا ولم أنجح حتى  الآن،تعلمت سبع سنين،لو أنني في الضفة لكنت  الآن أعمل كطبيب وحياتي أسهل، ولهذا لا فرق عندي، في الضفة الغربية من يربح 5000 شيكل أفضل من عشرة آلاف في إسرائيل، هنا يأخذونهم ضرائب،والنتيجة واحدة.

ويضيف د.مصطفى" أنا لن أتظاهر ولن أقول لهم شكرًا، مستوى حياتي لن يتغير هنا أو هناك، ولهذا لن تفرق معي".

علاء محاميد فلسطيني ومواطن إسرائيلي

يقول الشاب علاء محاميد"في العام القادم سأبدأ دراسة التمريض، منذ خمس سنوات أسمع هذا الاقتراح وأنا معارض له، أنت تعرف الوضع في الدول العربية، وفي السلطة الفلسطينية لا يختلفون فهم حكام عرب،هوية الضفة الغربية تعني أنه لا يوجد حقوق لي كما في إسرائيل، نار نتياهو ولا جنة عباس رغم العنصرية التي نعيشها" ولكن إذا قرّروا بناء جدار فليس بيدي شيء سوى الإضرابات والمظاهرات! وحول سؤال هل أنت إسرائيلي قال"ليس القصة أنني إسرائيلي،أنا فلسطيني أعيش في دولة إسرائيل؟ في الضفة نسبة بطالة عالية،أنا قلق ومتابع للقضية منذ أعلن الاقتراح، نحن ناقشنا الأمر في البيت والجميع معارض".

وائل جبارين:مقايضة ثم طرد

يقول وائل جبارين وهو في الثلاثيات من عمره "أشتغل كهربائي سيارات، سمعنا عن هذا ولكن ما باليد حيلة، يجب أن يقف كل العرب ضد أي قانون كهذا، لماذا نفرط بأرضنا، الآن مقايضة وبعدها يطردونا". أنا أفضل البقاء مع الهوية الإسرائيلية لأن الحياة صعبة هناك، في الضفة الغربية كل شي صعب،هنا كل شي متاح، التأمينات الاجتماعية أفضل، مثلا للمرضى، عندي ثلاثة أولاد أكبرهم في الرابعة عشرة، لم نناقش الأمر في البيت".

أحمد الموسى جبارين: ليرجع من حيث أتى

أحمد تاجر سيارات، يقول" نحن فلسطينية وليرجع ليبرمان من حيث أتى، وإذا أرادوا ضمنا أنا سأتظاهر ضد، يعني غير موافق،العيشة صعبة في الضفة، ليس كل شي بالدنيا مصاري،ولكن هذا عيب وتحدٍ، يعني ليبرمان "مش شايفنا من سنتمتر".

نظير ورانية إغبارية "خلافهما في الموقف لا يفسد..

"لي الشرف أن أكون ضفاويا، ليس نهاية العالم، ليبرمان يستفز أم الفحم والمنطقة، يخوّفنا بجعلنا ضفاويين، شو المشكلة!" هذا ما يقوله نظير من مصمص ويضيف "يعني هل لك حقوق هنا كمواطن؟ أنا مكاني في (مصمص) وأقبل جواز السفر الفلسطيني، أنا أعمل على سيارة نقل في (تنوفا)، صحيح ممكن أن يهبط الراتب، ولكن أنت تعيش حسب دخلك، هنا قد لا تكفيك عشرة آلاف، في الضفة تكفيك خمسة آلاف، شخصيا ليس لدي مانع، ولن يخوّفونا بهذا"، أما زوجته رانية إغبارية من مصمص فتختلف معه في الرأي: "سمعت باقتراح ليبرمان، بصراحة أنا مبسوطة وتعودنا هنا على نمط حياة، من الصعب تغيير أنظمة حياة وسياسات، لقد تعودنا. أنا راضية ومبسوطة وأحب ما أنا فيه، رغم أننا نشعر كغرباء ورغم الاختلاف بيننا وبينهم،أنا موظفة في مجال الحسابات، وتعوّدت على الحياة بهذه الطريقة!  ولكن في حالة أن زوجي يريد سوف أوافقه،أنا أريد أن أبقى هنا".

محمد موسى: فليرجعوا عكا

فليرجعونا وليضمونا إلى عكا، يعني من له أهل في عكا وحيفا، فليضمونا كلنا مع بعضنا البعض، كل عرب ال 48 عكا طبريا والجليل،ولكن يبدو لي أنهم يفعلون ما يشاؤون، طبعا سيكون مقاومة والناس ضد هذا الأمر! ويضيف"فليرجعوا لنا أراضي اللجون ومجدو كل هذه الأرض حتى العفولة لنا، فليرجعوها".

موسى فندي في الخمسينات من عمره وهو عضو بلدية في أم الفحم يقول:"ليبرمان حر في الكلام عن نفسه وليس عن غيره، يوجد علاقة بيننا وبين الشعب اليهودي، أشغالنا وأعمالنا مرتبطة ببعضها، من أين جاء ليبرمان!  فليعد إلى روسيا، أو فليعد إلى حدود تقسيم 1947، وحينئذ ماذا يوجد له؟ ولا شيء،دولة إسرائيل قائمة على أراضي  المدن العربية الأساسية.هذا يحكي خرافات" أنا لن أرد عليه، إسرائيل تخسر الكثير من وراء هذا، ستنشأ مشاكل كثيرة القصة صعبة جدا" .
________________________________________________________________________________

"جزء مما جاء في اتفاقية رودوس"

نصت اتفاقية رودوس عام 1949 بين إسرائيل والأردن، على إجراء تعديلات في الخطوط التي تقف عندها القوات وتحديداً على خط الهدنة بين الأردن وإسرائيل، وأهم هذه التعديلات ما يعرف بقضية المثلث. يقع المثلث في الشمال الغربي للضفة الغربية بمساحة تقدر بنحو 350 ألف دونم من أخصب الأراضي التي تضم عدة قرى عربية، وبدأت القضية بعد حرب 1948 عندما طالب نائب وزير خارجية إسرائيلي في حينه في رسالة إلى الملك عبد الله قال فيها"إذا غادرت القوات العراقية منطقة المثلث، حلت محلها قوات إسرائيلية" وأن "حلول القوات الأردنية محل القوات العراقية يعتبر ضد إتفاقية الهدنة". وبعد موافقة الجانب الأردني على إجراء مفاوضات استثنائية حول منطقة المثلث مع الجانب الإسرائيلي، جرى الإجتماع الحاسم لبحث القضية في مدينة الشونة الأردنية يوم 23/3/1949، بحضور المندوبين الأردنيين والإسرائيليين، حيث حاول الجانب الأردني إستثناء قرى الطيبة وأم الفحم وباقة الغربية من المنطقة التي يطالب الجانب الإسرائيلي ضمها إلى إسرائيل، ولكن الجانب الأردني لم ينجح في ذلك، واستطاع الجانب الإسرائيلي إنتزاع موافقة أردنية على أن تتم عملية سيطرة أردنية على منطقة المثلث (كل المثلث) على ثلاث مراحل تصل الى  خمسة عشر أسبوعاً من توقيع إتفاقية الهدنة، وخلال هذه الفترة يحل الجيش الأردني محل الجيش العراقي، كي يكون في وضع يمكنه من تسليم المثلث لليهود.
 

التعليقات