أصوات مثقفين من الجليل لوأد الفتنة في المجتمع العربي

ما حدث في أبو سنان لم يكن سوى خلاف بين شبيبة، ولا نريد من الكبار تأجيج الحدث، ومنحه منحى طائفيا، نحن نعيش سوية في مجتمعنا العربي دون التمييز أو حتى معرفة من هو المسلم أو المسيحي أو الدرزي

أصوات مثقفين من الجليل لوأد الفتنة في المجتمع العربي
 

تبرز في مختلف القرى والمدن العربية أصوات لفنانين ومربين وكتاب تنادي بوأد الفتنة التي بدأت تظهر على ضوء أحداث أبو سنان الأخيرة، وسط إجماع على ضرورة توخي الحذر في التناقل الإعلامي، والتأكيد على قيم التسامح، وقطع الطريق على كل جهة تحاول تأجيج الفتنة لأغراض مبيتة.

وقال المربي جواد أبو طفلة، عضو في جمعية 'مشوار' من قرية الرامة: 'ما حدث في أبو سنان لم يكن سوى خلاف بين شبيبة، ولا نريد من الكبار تأجيج الحدث، ومنحه منحى طائفيا، نحن نعيش سوية في مجتمعنا العربي دون التمييز أو حتى معرفة من هو المسلم أو المسيحي أو الدرزي، حسب رأيي تأجيج الخلاف وزرع الفتنة هو عمل مقصود، وقد يكون أشخاص مأجورون لزرع الفتنة، ولديهم أغراض خاصة بهم، لهذا علينا عدم الانزلاق في مستنقع الفتنة التي بدأت تبرز لخلاف بين مجموعتين لا تمثلان أحدا.

وأضاف 'نحن العرب في البلاد أبناء المجتمع الواحد مصيرنا واحد، ونحن نمضي في قارب مشترك، فلنحافظ على ما ورثناه من آبائنا وزرعناه على مر السنين'.

وتابع: 'نريد من وسائل الإعلام أن تقود حملات لوأد الفتنة، وعدم تأجيج الصراع، كذلك أتوجه للقيادات الشعبية بأن يكون لها نشاط فعال بشكل أقوى، وكل من موقعه، المربي والأهل وابن البلد بأن يسعوا لتهدئة النفوس، والحفاظ على العيش المشترك الذي يميز تركيبة مجتمعنا، وعدم منح الخلاف حجما أكبر من حجمه الطبيعي'.

من جهته شكر الفنان نبيل عساقلة من المغار رجال الدين الذين وصلو لفض الشجار، وأشار إلى أن 'ما حدث في أبو سنان لم يكن خلافا طائفيا بل هو خلاف بين طالبين، ووجود رجال الدين وحدهم في أبو سنان لحل المشكلة منح الخلاف صبغة دينية، من هنا أناشد جميع المثقفين والمتعلمين بأن ينشطوا لتعزيز قيم التسامح والتآخي، فرجال الدين بحاجة لشركاء، خاصة وأن المشكلة ليست طائفية'.

وأكد الفنان نبيل عساقلة أنه لا توجد فتنة في المجتمع العربي، وما حدث في أبو سنان ه خلاف بين أفراد لا يمثلون أية شرائح اجتماعية. ودعا الفنانين من مواقعهم إلى تنظيم معارض فنية، والعمل على وأد أية شرارة للفتنة من خلال الفن.

وأضاف: 'عالج الفن العديد من القضايا على مر التاريخ، قضايا سياسية اقتصادية اجتماعية، وبهذا يمكن للفنان إذا كان مدرسا لموضوع الفنون أن يعمل مع طلاب صفه على معارض وأعمال فنية تعزز قيما اجتماعية ورثناها من آبائنا، خاصة وأن المشكلة التي وقعت في أبو سنان كانت بسبب خلاف بين طالبين، فالفن بحد ذاته يحمل رسائل بشكل أسرع، وخاصة عندما يحصل تعاون بين الفنان وأبناء المجتمع'.

ويقول الكاتب معين أبو عبيد من مدينة شفاعمرو إنه 'لا يختلف اثنان على أن الاوضاع التي تشهدها الحلبة السياسية على الصعيد العالمي، ومنطقتنا بالتحديد، متردية ومتوترة، وتزداد للأسف تعقيدا يوما بعد يوم، ولا تبشر بخير، وعليه ما نحن بأمس الحاجة إليه في هذه الأيام العصيبة هو محاربة كل الظواهر السلبية، وضبط النفس والتروي وتحكيم العقل والعمل كل من موقعه وبإمكانيته معا وسوية، وبكل الوسائل لمحاربة الفتنة التي بدأت تظهر في مجتمعنا وتزيده عداء واحباطا وندفع ثمنه غاليا'.

ويتساءل الكاتب أبو عبيد: 'السؤال الذي يطرح نفسه يا ترى في مصلحة من يصب هذا الوضع؟ ولماذا لا نلجأ للغة الحوار والتواصل الحضاري المبني على الاحترام المتبادل لأجل وضع حد لهذه المسرحية الهزلية المؤلمة، التي تزيدنا تمزقنا وذلا، وتزرع الحقد والكراهية؟ لماذا يا ترى لا نستغل مواقع التواصل الاجتماعي وبقية المنابر لندعو من خلالها إلى التروي والتسامح والألفة بين أبناء الشعب الواحد؟ ونستغلها مع الأسف عقليا للتصعيد والتجريح، والمس بمشاعر الآخرين والذي لا يصب في مجتمعنا'.

واختتم حديثه بالقول: 'ندعو كل الأطراف وأصحاب الضمائر ومواقع التواصل ووسائل الإعلام من خلال منبر عرب 48 إلى التصدي لعوامل الشر والفساد والتحريض وتفوهات العنصرية، حيث حدد رسول الله توثيق الوحدة الاجتماعية وقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم'. 

 

 

التعليقات