مشاريع "طي التجاهل" لمبادرين عرب

لا أعرف ما الذي يمنع بعض السلطات المحلية من التجاوب مع مبادرين لمشاريع خاصة بالمجتمع العربي، رغم أن تلك المشاريع لا تكلف السلطات المحلية أبدا،

مشاريع

أين الأعمال الخيرية في مجتمعنا؟

شهد المجتمع العربي في الآونة الأخيرة تجاوبا واسعا مع مشروع 'يوم الأعمال الخيرية' والذي بادرت إليه مؤسسة إسرائيلية تدعى 'الروح الطيبة'، بيد أن العديد من المبادرات والمبادرين باتوا في حالة ذهول من تجاهل مبادراتهم الخيرية التي تتمثل في مشاريع عديدة تتعلق بشرائح اجتماعية مختلفة، وتهدف لتحسين ودعم أبناء المجتمع العربي.
 

'البيروقراطية وعدم الإصغاء للمبادرات'

وقالت زينب ذياب لـ'عرب 48' إنها تعمل كموجهة مجموعات ومركزة مشاريع في مجالات عديدة منها ما يتعلق بالتمكين الاقتصادي النسائي، بالإضافة لمشاريع خاصة في مجال الصحة وتحسين وتطوير الخدمات والمعرفة في المجال الصحة في منطقة شمال البلاد مقارنة مع المركز، بالإضافة لمشاريع تتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة من خلال دمج هذه الشريحة في سوق العمل.

وقالت: 'للأسف لا أعرف ما الذي يمنع بعض السلطات المحلية من التجاوب مع مبادرين لمشاريع خاصة بالمجتمع العربي، رغم أن تلك المشاريع لا تكلف السلطات المحلية أبدا، فنجلب المشروع مع تمويل ونبحث عن مؤسسة شريكة لمشروعنا، وخاصة عن الشراكات التي قد تقدم لنا توجيها ومعطيات حول الشريحة في المنطقة التي سنفذ فيها المشاريع، في غالبية السلطات المحلية وجدت معاملة بيروقراطية الأمر الذي يجعلني أتعرف على جميع الموظفين والأقسام في السلطة المحلية، لكن بدون نتيجة إيجابية تساهم في تنفيذ المشروع لمجتمعنا العربي'.

وأشارت إلى أن 'المشاريع لا تلقى آذانا صاغية جماهيريا أو مؤسساتيا، لكن الأمر يمنحني قوة التحدي بتنفيذ المشاريع لإيماني بأن تجاوز العقبات هو جزء من بناء وتنفيذ المشروع، وأؤمن بأن مجتمعنا العربي يضم إمكانيات ومبادرين، ونأمل أن تتجاوب السلطات المحلية والمؤسسات كشركاء للمبادرين العرب بالمشاريع الداعمة للشرائح المختلفة في مجتمعنا. أثمن عاليا أولئك الذين بالرغم من إغلاق الأبواب بوجه مشاريعهم فيسلكون طرقا أخرى لتنفيذها'.

'نحتاج لمبادرات اقتصادية'

وقال ناصيف ياسين من طمرة إن 'المجتمع العربي قادر بنفسه على تنفيذ أكبر المشاريع الخيرية بمبادرة ذاتية، وأتساءل لو أن كل مواطن دفع مبلغ 50 شيكلا سنويا في صندوق خاص بالمجتمع العربي أو بالمدينة التي يسكنها لساهم بمجتمعنا إقتصاديا، وإن التطور الاقتصادي لأي مجتمع هو رافعة لكافة مجالات الحياة. للأسف تحول يوم الأعمال الخيرية ليوم استغلالي من قبل الكثيرين الذين هم ليسوا بحاجة لأي دعم أو مساعدة. أؤكد بأن العمل على زرع القيم في ذهن الأطفال خاصة سيحول مجتمعنا إلى مجتمع مثالي، ذلك أن عمل الخير هو بالأساس إيمان بالفكرة من خلال تنشئة الأجيال الصاعدة على عمل الخير'.

وقال الأستاذ خليل عكري من كابول إن 'مجتمعنا ينقصه مبادرون لمشاريع ولجمهور يتقبل هذه المشاريع، بالرغم من النشاطات التي تم تنفيذها في يوم الأعمال الخيرية، إلا أننا نتوخى أن يتحول عمل الخير على مدار عام، وإلى نهج حياة لا يقتصر على يوم بل على مدار أيام السنة. لا أخجل من الاعتراف بأننا بحاجة ماسة ليزداد عدد المبادرين، وبحاجة لمن يسعى إلى تذويت قيم العطاء من أجل العطاء على مدار الساعة'.

التعليقات