جابر من جلجولية: أعيش حلم العودة لقاقون

"ذات يوم كان الجيش العراقي متحصنا في طولكرم، وأتته الأخبار وكانت كاذبة بأن العصابات الصهيونية احتلت قريتنا، وبدأ الجيش العراقي بقصف القرية بالمدافع وكان أهلها بها، ولكن سرعان ما عرف العراقيون بالحقيقة وأوقفوا القصف".

جابر من جلجولية: أعيش حلم العودة لقاقون

حلم العودة لقاقون

الحاج عبد الرحيم جابر، من قرية جلجولية، رغم مرور 67 عاما على النكبة، لا يزال يذكر تماما تلك الأيام العصيبة التي مرت عليه وعلى عائلته وخاصة يوم 6.6.1948 وهو تاريخ سقوط قريتهم قاقون المهجرة (غربي زيمر).

يقول الحاج عبد الرحيم جابر، وهو والد رئيس مجلس محلي جلجولية السابق، الشيخ جابر جابر، لـ'عرب 48' إنه ولد في قرية قاقون، مؤكدا أنه 'على الرغم من أنني لا أذكر كل شيء، لكنني حتى الآن أتوق للعودة إليها، لأنها بلدي ومسقط رأسي'.

'مدرسة قاقون حتى الصف الرابع فقط'

وأضاف: 'أذكر كيف كنت أذهب لمدرسة قاقون التي كانت تدرس حتى الصف الرابع فقط ، وكان على من ينجح أن يكمل دراسته في مدرسة المدينة بطولكرم، وأذكر أيضا أنني حينما توفي والدي خرجت من المدرسة وبدأت العمل لأعيل العائلة، وكنت أعمل بالزراعة والمواشي لدى عائلات القرية، مثل شربجي وعساف'.

وتابع قائلا إنه 'في فترة معينة كثرت مداهمات العسكر الإنجليزي لقريتنا، وكانوا يطوقون البلد ويقوموا باعتقالات عشوائية، لأن الثوار كانوا دائما يستخدمون قريتنا لهجماتهم على البلدات القريبة منا في منطقة الخضيرة، وكنت شاهدا ذات يوم على وقوف مختار قريتنا أبو مدحت أبو حنطش للجيش الإنجليزي مانعا إياهم من الدخول للبيوت لتفتيشها'.

'الجيش العراقي يتحصن في طولكرم'

وقال أيضا إنه 'في ذات يوم كان الجيش العراقي متحصنا في طولكرم، وأتته الأخبار وكانت كاذبة بأن العصابات الصهيونية احتلت قريتنا، وبدأ الجيش العراقي بقصف القرية بالمدافع وكان أهلها بها، ولكن سرعان ما عرف العراقيون بالحقيقة وأوقفوا القصف'.

وأضاف: 'بعد عدة هجمات ومعارك دارت بين الثوار والعصابات الصهيونية، قرر الجيش العراقي إخلاء قريتنا من المدنيين لحين الانتهاء من المعارك ومن ثم عودتنا، ورحلنا في البداية إلى منطقة بيارة حجاج قرب راس العين، ومن ثم إلى جلجولية، وحتى الآن لا زلنا ننتظر عودتنا التي وعدتنا بها الجيوش العربية'.

ذكريات مؤلمة

وعن أبرز اللحظات التي عاشها بعد الهجرة قال: 'أصعب الذكريات التي مرت علي وأنا في جلجولية هي مجزرة كفر قاسم، وقد شاركت بدفن الشهداء، تألمت كثيرا وبالفعل تذكرت هجرتنا من قاقون'.

يذكر أن العديد من الكيبوتسات اليهودية المجاورة سيطرت اليوم إلى أراضي القرية منها: جان يشويا وأومتس وهماعفيل، وأنشئت محمية طبيعية على المساحة الأكبر باسم قاقون.

قاقون كانت مقامة على تلة عالية منحتها القوة وشكلت نواة قوية للثورة الفلسطينية، ما جعلها هدفا للعصابات الصهيونية.

ووصفت معركة قاقون أنها من أشرس المعارك في عام النكبة، فقد قاوم الثوار ببسالة، إلا أنه وبالنهاية سقطت القرية بعد اشتباك دام يوم كامل استعملت فيه العصابات الصهيونية مختلف الأسلحة الفتاكة التي كانت بحوزتها ضد أهالي القرية.

التعليقات