الاعتداء على العداءة راضي معركة على شكل المجتمع

النائبة زعبي: نحن نريد لراضية وصبايا فلسطين أن يستمررن في التدريب في الطيرة، وفي بلداتهن وداخل مجتمعهن، وألاّ يخرجوا لكفار سابا أو نتانيا أو غيرها، شعبهن سيحميهن

الاعتداء على العداءة راضي معركة على شكل المجتمع

مظاهرة احتجاج على الاعتداء على العداءة راضي

لطالما عانت المرأة العربية من التضييق على حريتها، وتعرضت للتهديد وخاصة عندما تتبنى مشروعا لتغيير اجتماعي، كان آخرها ما حدث من تهديد وملاحقة ضد العداءة حنين راضي من الطيرة لمجرد ضمها مجموعة نساء ضمن إطار رياضي، وتخطيطها لمشروع ماراثون في الطيرة.

تقول د. سهاد ناشف، منسقة برنامج الدراسات النسوية في مركز 'مدى الكرمل، إنه في جميع المجتمعات التي تسودها بنية اجتماعية فوقية للرجل ودونية للمرأة، نرى قمعا لحرية المرأة، وخاصة عندما يصل التعبير لدى المرأة على مستوى الحيز العام، فإنه يهدد الموقع الرجولي والقوى المسيطرة في المجتمع.

د. سهاد ناشف: رفض قانون الرجال يتسبب بممارسات قمع ضد المرأة

وأضافت: 'لا أرى تغييرا ريدكاليا في واقع المرأة الفلسطينية في الداخل، ولا يوجد نجاح على مستوى تغيير البنية بمستوى أكثر من ممارسات يومية أو عينية. وما حدث من قمع ضد العداءة حنين راضي لأنها رفضت قانونا وضعه الرجال بمنع مشاركة النساء في الماراثون. ونسي هؤلاء الرجال الذين يريدون السيطرة على الحيز الحديث النبوي: علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل. يستخدمون الدين لإقناع الناس بمعاييرهم فقط بهدف السيطرة على الحيز العام'.

أهم الآليات لردع قمع الحريات الشخصية مشاركة الرجال في هذا الرفض

وأوضحت د. ناشف أنه لا يكفي مقاومة المرأة لهذا القمع بل يجب أن تكون هناك مشاركة من الرجال، ومشاركة الرجال في مقاومة القمع له تأثير قوي، ذلك أن مجتمعنا للأسف يمارس القتل، وعندما نتحدث عن امرأة ذات خطاب ريدكالي فإنها تشعر بالتهديد من قبل المجتمع.

وعن الآليات والسبل لمنع التضييق وقمع النساء، أشارت د. ناشف إلى أن الحل يبدأ من المستوى الصغير من البيت، وكيف نربي أبناءنا في البيت. يجب أن يشارك الأبناء في التربية، كذلك أن يكون دور في الحيز العام للفئة التي لديها صوت نقدي على قمع الحريات الشخصية بما في ذلك حرية النساء، بحيث تكون شراكة بين الرجال والنساء. نحن نتحدث عن التضييق على حرية المرأة، ولكن كذلك نرى قمع للحريات الشخصية لكل إنسان مختلف'.

حنين راضي:' قررت مغادرة الطيرة ووقف التدريبات الرياضية بها'

وقالت العداءة حنين راضي، من مدينة الطيرة، إنها واجهت العديد من الصعوبات والتضييقات خلال فترة التدريبات، ولكن لم تتوقع أبدا أن يصل الأمر إلى حد إطلاق النار، خاصة أن ما تقوم به هو تعزيز للمرأة.

وأضافت 'للأسف، فإن الفتيات اللواتي يتدربن معي تعرضن لسماع كلمات بذيئة خلال التدريبات في الملعب الرياضي، بالرغم من أنني توجهت وطلبت من البلدية إغلاق الملعب أمام الشباب خلال التدريبات، وبالرغم من هذه التضييقات إلا أنني سمعت الكثير من رسائل الشكر خاصة وأن هناك قرابة الثمانين امرأة من الطيرة تشارك في التدريبات الرياضية'.

وأعلنت العداءة راضي التوقف عن تدريب النساء في الطيرة، وانتقالها للعيش في مكان آخر. وقالت إنها تعبت من كثرة التضييقات، والتي كان آخرها إرسال رسالة ضدها الى البلدية، إضافة إلى التهديد والشتم خلال التدريبات الرياضية.

وقالت 'سأواصل مسيرتي الرياضية الشخصية والاجتماعية خارج الطيرة، فللأسف المجتمع العربي غير قادر على استيعاب نساء يُحدثن التغيير، وكل الشكر للجميع من أهالي المدينة وخارجها وللنواب العرب الذين يقفون إلى جانبي وقد شعرت لأول مرة منذ فترة بالطمأنينة وبأنني لست وحدي أمام كل هذه التهديدات'.

حنين زعبي:' قمع حرية المرأة هو إجرام.. القضية هي شكل المجتمع الذي نريده'

من جهتها قالت النائبة حنين زعبي إن 'القضية ليست قضية إطلاق نار على سيارة حنين راضي فقط، هذا إجرام، ومن نفذ ذلك ومن يدعم ذلك يشكل خطرا على البلد بأكملها، لكن القضية أن هي بضعة عشرات من الزعران يحاولون فرض أجواء ترهيبية على كل البلد، وتسميم عقول الشباب. هؤلاء يلاحقون الصبايا داخل القاعة التي يتدربن فيها ويقومون بإسماعهن ألفاظا نابية، إلى جانب التهديدات برشقهن  بمواد حارقة. هذه سلوكيات عالم سُفلي. نحن في القرن الحادي والعشرين، ويحاول البعض أن يطرح علينا أسئلة تجاوزتها شعوب العالم جميعها قبل مائة سنة!

'ممنوع لأحزابنا السياسية أن تتلعثم في رفض العنف والترهيب'

وأضافت: 'نحن نحاول تكثيف كافة الجهود لمحاربة مشروع كولونيالي إسرائيلي، للدفاع عن أرضنا وقرانا وحياتنا التي تُستباح من قبل الشرطة، في حين أن مجموعة مريضة، قمة في التخلف، تنهمك في سوْال اللباس الرياضي وحرية ممارسة الرياضة. أرضنا وحياتنا تُستباح، وهمهم ملاحقة فرقة رياضة نسائية، ويأخذون نفسا وغطاء من الشرطة التي تقتلنا وتحميهم. الشرطة التي تقتل أبناءنا تعرف من يطلق النار على أبنائنا وتسكت، تعرف من يهدد  وتسكت. هؤلاء المرضى في خندق واحد مع شرطة إسرائيل وعملائها، والقضية الأساسية المطروحة هي شكل المجتمع الذي نريد أن نعيش فيه، مجتمع حر يحترم أفراده واستقلاليتهم، ويحمي كرامتهم، أم مجتمع ظلامي قمعي يفرض رأي مجموعة منه على سائر فئاته.

وتساءلت زعبي: 'السؤال هو سؤال الحرية والكرامة، حريتنا في اختيار أُسلوب حياتنا، في اختيار قناعاتنا، في امتلاك شوارع وملاعب بلدنا والتصرف فيها دون خوف، ودون أن نتلفت وراءنا، ومن يعتبر الرياضة كفرا أو حراما فليبتعد عنها، لكن لا شأن له بالآخرين، ليكن سيدا على نفسه، وليس على الآخرين، وواجبنا عندما لا يلزم حدوده ويعتدي على الآخرين يجب أن نضع، نحن كمجتمع، حدا له، لا أن ننتظر الشرطة. الهيئات المسؤولة من أحزاب سياسية وحركات وهيئات وأعضاء البلدية ورئيسها، كلهم مسؤولون عما يجري، بالتالي يُطرح السؤال من يقوم بدعم هؤلاء الأوباش؟ من المسؤول عن لجم بعض المتنفذين في بلدية الطيرة الذي يحرّضون عبر الفيسبوك؟ وكيف يُسمح لأشخاص مشبوهي السمعة والعلاقات والسلوكيات، ولهم سوابق في العنف أن يتبأوا مناصب عالية في بلدياتنا؟ هؤلاء يجب أن يُنبَذوا خارج مجتمع الطيرة، وممنوع لأحزابنا السياسية أن تتلعثم في رفض العنف والترهيب، وممنوع أن تغلب حسابات الائتلاف البلدي على حسابات مصلحة البلد وأهله، لقد توجهت حين تم إلغاء المسابقة الرياضية قبل أسابيع لوزير الأمن الداخلي معترضة على عدم قيام الشرطة بتأمين النشاط بحجة العيد ووجود تهديدات. وتوجهت مرة أخرى مطالبة الشرطة بعدم التعاون مع المجرمين والتصدي لهم، الشرطة تعلم بالتهديدات وبالتالي هي تعلم من يقف وراءها، وحقيقة أنها لم تلق القبض عليهم يدل أنها تتعاون معهم، ومجرد السكوت عليهم معناه التعاون معهم'.

' كثيرا ما تتغطى هذه الزعرنات بغطاء الحركة الإسلامية'

وأشارت النائبة زعبي إلى أن 7 نواب من المشتركة من حزبي التجمع والجبهة زاروا الرياضية حنين راضي، وأكدوا على أن القضية هي قضية الطيرة كلها، وقضية مجتمع وهويته الاجتماعية.

وأضافت 'أكدنا تضامننا مع راضية، وإصرارنا على أنها تمثلنا جميعا، وأن المعركة ليست معركتها لوحدها. وطالبنا منها الاستمرار في التدريب. وقد علمت من خلال اتصالاتي مع قياديي الحركة الإسلامية الجنوبية أنها ترفض العنف وسلوكيات القمع وخطاب التحريض، بالتالي المشكلة قد تكون في بعض العناصر المحلية، بالإضافة لبعض المجموعات الظلامية'.

زعبي:' الخطاب الرسمي للحركة الإسلامية بشقيها مهم'

وأكدت على أن 'المطلوب الآن من جميع ممثلي الحركات السياسية  تكثيف حضورهم العملي والتعاون لمنع إلغاء نشاطات ثقافية ألغيت، مثل عرض مسرحيات أو عروض موسيقية، وتكثيف الرسائل والتصريحات حول تصديهم لزمرة الزعرنات هذه محليا، وعدم قبولهم لنهجها، إذ كثيرا ما تتغطى هذه الزعرنات بغطاء الحركة الإسلامية، والخطاب الرسمي للحركة الاسلامية بشقيها مهم هنا، لكي نعرف ماذا نواجه، هل نحن فعلا نواجه زمرة خارجة عن مجتمعها، أم أننا بصدد خلاف أعمق مع تيارات سياسية لها وزنها الاجتماعي في البلد، إلى جانب المواقف الرسمية من الحركات السياسية، بما فيها الحركة الاسلامية، نحن بحاجة لتكثيف الرقابة المجتمعية على خطب الجمعة، التي يحسبها البعض مملكتهم الخاصة أو عزبة يملكونها ويستطيعون أن يفعلوا بها ما يشاؤون'.

واختتمت:' منابر المساجد والكنائس ملك للناس، ومن يخرج عن مجتمعه ويبدأ بتهديده، يخرج من حق توليه تلك المنابر. وضع هذا الحد لتلك المجموعة مصلحة مجتمع، ونحن لن نسكت، ونحن نريد لراضية وصبايا فلسطين أن يستمررن  في التدريب في الطيرة، وفي بلداتهن وداخل مجتمعهن، وألاّ يخرجوا لكفار سابا أو نتانيا أو غيرها، شعبهن سيحميهن'.

التعليقات