باتت ظاهرة تسريب امتحانات البجروت في المدارس العربية مصدرا إضافيا يقلق ويزيد من التوتر النفسي عند الطالب العربي الذي يشعر بالضغط النفسي قبل بدء امتحان البجروت، هذا التوتر الناجم عن الخوف بأن يتعرض الطلاب لعقاب جماعي بسبب تسريب امتحانات البجروت قبل أن يقدمها الطلاب.
'عــ48ـــرب' التقى بعدد من طلاب المرحلة الثانوية الذين أجمعوا على أن الطلاب العرب يدفعون ثمن أخطاء التسريب دون علاقة لهم بها من قريب أو بعيد.
الطالب الجدي أول من يُظلم بسبب ظاهرة التسريب
وقالت الطالبة منار بقاعي لـ'عرب 48' إن 'امتحان البجروت بحد ذاته يتسبب بضغط نفسي للطلاب، وظاهرة تسريب امتحان البجروت تزيد من الضغط'.
وأضافت: 'لا أرغب بأن أرى البجروت قبل الامتحان لأنني أثق بنفسي بعد دراسة جدية، وأن أرى الغالبية من الطلاب يتداولون الأسئلة المتعلقة بالبجروت يربكني ويزيدني توترا مما ينعكس سلبا على أداء الامتحان، ومن يتعرض للظلم في مسألة تسريب البجروت هم أولا الطلاب الجديين وذلك على المستوى الشخصي فهو يدرس ويجتهد طيلة سنوات كي يحصد علامات عالية، ولكن يثير دهشتي استهتار المسؤولين بامتحان مصيري للطالب، والظلم على المستوى الثاني بأنه يتم إلغاء البجروت، ناهيك عن الفوضى التي تعم أجواء المدرسة في لحظات تسريب البجروت'.
'العقاب الجماعي ضد الطلاب تنصل من تحمل المسؤولية عند المسؤولين'
وقال الطالب أحمد مجدوب لـ'عرب 48' إن 'بعض الطلاب في المدارس يحلون أسئلة الامتحان من خلال شاشات التلفون، قد يتسبب التسريب بالتخفيف من حالة التوتر والضغط عند الطالب عندما يرى أسئلة البجروت، ولكن من جانب آخر أنا ضد تسريب البجروت حتى لو ساهم الأمر بتخفيف العبء النفسي عند الطالب، ولكنني أشعر بالاستياء الشديد أن العقاب جماعي'.
وأضاف: 'نحن كطلاب ندرك أهمية امتحان البجروت على مصير الطالب مستقبلا في مشواره الأكاديمي، ولكن الاستهتار من قبل كل الجهات المسؤولة عن امتحان البجروت يفقد الامتحان قيمته ومصداقية النتائج، ونفقد الثقة بالمؤسسة الأساسية التي نعتقد بأنها تتعامل بشفافية ومصداقية مع الطلاب، والعقاب الجماعي ضد الطلاب هو تنصل من تحمل المسؤولية عند المسؤولين'.
'الضغط والتوتر والقلق عند الطالب بسبب ظاهرة التسريب'
وأشارت الطالبة ندى ريان في حديثها لـ'عرب 48' إلى أن 'قضية تسريب البجروت تسبب حالة من الرعب لجميع الطلاب وخاصة الجديين منهم، نحن نعيش في حالة قلق وتوتر خوفا من إلغاء امتحانات البجروت'.
وتابعت: 'بداية نحن نعاني من تعب الدراسة إلى الخوف الطبيعي من امتحان مصيري، والخوف من إلغاء امتحان البجروت وخسارة عام دراسي أكاديمي لاضطرار الطالب إلى الانتظار حتى يعيد البجروت في السنة المقبلة، كذلك فإنه ليس من السهل أن تقبل حصول طالب على حلول أسئلة بجروت وهو بالأصل لم يكن جديا خلال فترة التعليم الثانوي، بينما طالب آخر يتعب ويجتهد لينجح ويلقى الضغط والتوتر النفسي'.
المطالبة بمحاسبة المسؤولين
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية والتعليم سبق وأن ألغت بعض امتحانات البجروت في عدة مواضيع ومن بينها امتحانات اللغة العربية والرياضيات والأدب الإنجليزي، في أعقاب تسريبها للطلاب الممتحنين قبل موعد إجرائها.
وأكّد النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة، أن العشرات في وزارة المعارف يجب أن يذهبوا إلى البيت في أعقاب فضيحة التسريبات الأخيرة لامتحانات البجروت، ويجب القبض على كل المتورطين في هذه الجريمة الخطيرة.
يُذكَر أن ممثلين عن القائمة المشتركة التقوا أمس الثلاثاء، المديرة العامة لوزارة المعارف لبحث الموضوع وطرح الحلول لهذه المشكلة.
ونظم مجلس الطلاب القطري بالتعاون مع الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب وقفة احتجاجية ظهر الأحد الماضي، أمام مكاتب وزارة المعارف في 'نتسيرت عيليت'، وذلك كخطوة احتجاجية على ظاهرة تسريب نماذج البجروت وإلغاء الامتحانات في نماذج المواد المسربة.
التعليقات