المبالغة في حفلات التخريج تنعكس سلبا على المجتمع

من خلال هذا التقرير في "عرب 48" نسلط الضوء على ظاهرة المبالغة في التكاليف وطقوس الاحتفال في حفلات التخريج المدرسية، ويُؤكد الجميع بأنه يجب التدخل من قبل السلطات المحلية لوضع دستور خاص في حفلات التخريج.

المبالغة في حفلات التخريج تنعكس سلبا على المجتمع

مردود سلبي للمبالغة في حفلات التخريج

تطغى على غالبية حفلات التخريج في المدارس التكلفة والبهرجة المبالغ فيها، الأمر الذي استدعى الكثيرين أن يطرحوا قضية حفلات التخريج أمام وسائل الإعلام خاصة للحد من المبالغة فيها، والعمل على تقليل النفقات ووضع برنامج جديد لحفلات التخريج تلتزم به جميع المدارس.

وأكد المتحدثون لـ"عرب ٤٨" على ضرورة تدخل السلطات المحلية لوضع دستور خاص في حفلات التخريج.

المهندسة حاج علي: 'لنوفر أموالنا وطاقتنا فمسار الحياة لطلابنا طويل'

وذكرت المهندسة جمانة حاج علي من شفاعمرو: 'أنا لست ضد حفلات التخريج، لكني ضد المبالغة في تكاليف الحفلات، أحب فكرة هذه الحفلات لطلاب الثواني عشر ويسعدني أن أراهم فرحين بعد إنجاز مرحلة مهمة في حياتهم، لكن يحزنني كل هذه المبالغة من حيث المصاريف التي يدفعها الأهل في هذه الحفلات، فالطالبة تذهب إلى حفلات التخريج وكأنها عروس بالرغم من أن مسار الحياة لا يزال أمامها طويلا. نستطيع اختصار هذه الحفلات بأمور أساسية وأن نوفر طاقاتنا ومصاريفنا في هذه الحفلات لأمور أفضل تعود بالفائدة على طلابنا وطالباتنا'.

حجازي: 'مجتمعنا يبالغ في كل المناسبات'

وأشار عمار حجازي إلى أنه 'لا حاجة لتنظيم حفلات تخريج للطلاب دون الصف الثاني عشر، فهذا يتسبب بضياع الوقت والأموال والطاقات، وبالرغم من موافقتي على تنظيم حفلات لصفوف الثواني عشر، لكني أفضل الاختصار وليس إهدار مئات آلاف الشواقل. نحن مجتمع نبالغ بكل شيء وأنا واحد من هذا المجتمع، نتذمر ونشكو من المبالغة في الأعراس وفي حفلات الخطوبة وحتى في عقيقة الأبناء، ومن جانب آخر نتذمر من الأوضاع الاقتصادية. نحن مجتمع يرمي الأموال بكل مناسبة عندنا، نرمي الطعام، ونصرف الأموال على أمور تافهة، فالطالب اليوم يكلف والده نحو ألف شيقل شهريا، وما نراه من إضافات على حفلات التخريج هي أمور غير طبيعية، ولا أعرف من أين استوردوا هذه الحفلات المبالغ بها'.

أبو دبوس: 'تكاليف حفلات التخريج معاناة للوالدين'

وأكد عادل أبو دبوس أنه حاول أكثر من مرة طرح قضية حفلات التخريج من خلال دوره كعضو في لجان أولياء أمور الطلاب إلا أنه وللأسف لم يكن تغييرا في الأمر. وقال إن 'بعض المعلمين يشجعون الطلاب على اللباس الموحد في حفلات التخريج، لكن أولادنا لا يوافقون فهم يشترون أفخر الثياب والمكلفة جدا، وهذه معاناة للعائلة ذات الدخل المحدود ولديها أكثر من ابن يريد التخرج'.

وأضاف: 'الأمر لا يقتصر على تكاليف حفلات التخريج المبالغ بها بل على التكاليف ما بعد انتهاء الحفلات، فالطلاب والطالبات يتوجهون للسهر في ساعات الليل المتأخرة دون رقابة دون توعية. رأيت الطلاب ما بعد منتصف الليل على الشارع الرئيسي لطمرة بعد انتهائهم من حفلة التخريج الثانية الخاصة بهم، ولا أشك بأخلاق طلابنا وطالبتنا بل على العكس نحن نفتخر بهم، ولكن يجب أن نتقي الله في أبنائنا وبناتنا والمصاريف التي من الممكن التنازل عنها بدلا من صرفها في حفلات التخرج'.

عواد: 'نرفض المبالغة في حفلات التخرج حرصا على مجتمعنا'

وقال مدير مركز أشكول بايس في طمرة، الأستاذ محمد عواد، إنني 'لست راضيا عن حفلات التخريج التي تقام لجيل الطفولة والابتدائيات والإعداديات، والسبب الرئيسي لرفضي هذه الحفلات هو أن المبذرين كانوا أخوان الشياطين، وهناك تبذير كبير في حفلات التخريج، لهذا أناشد الآباء والامهات والسلطات المحلية أن تسن قانونا يمنع حفلات التخريج للصفوف دون الثاني عشر، أما السبب الثاني فإنه في غالبية بلداتنا يخرج الطلاب والطالبات للسهر في ساعات الليل المتأخرة وهناك خطر على حياتهم من الشباب غر المنضبطين، وتوجد حالات عنف عديدة قد تواجه بناتنا وأبنائنا'.

وتابع: 'أشعر بسعادة في حفلات تخريج طلاب الثواني عشر، ولكن أن تكون الحفلات مبنية على منطق من حيث التكاليف والتحضيرات، أذكر وأناشد الأهالي أن يعرفوا ويراقبوا أبنائهم وبناتهم بعد انتهاء حفلات التخريج، فلا يعقل أن أرسل إبنتي للسهر ولا أعرف أين تسهر ومع من؟ ولا أعرف متى وكيف ستعود للبيت؟. هذه المعارضة ناجمة عن حرصي الشديد على سلامة طلابنا وطالبتنا ومجتمعنا الأصيل'.

أبو رومي: 'قرار حفلات التخريج بيد الطلاب'

وأشار مركز حماية في مدرسة د. هشام أبو رومي، أنيس أبو رومي، إلى أنه 'تعاني جهات كثيرة من المبالغة في حفلات التخرج، ولكن للأسف الشديد فإن قرار حفلات التخريج بيد الطلاب وخرج من بين يدي الأهل والمدارس، وأنا أنتقد جدا تداول بعض المواقع الإلكترونية لصور فيديوهات حفلات التخريج وكأنها خبرا رئيسيا لمجتمعنا العربي، فنحن نرفض المتاجرة بصور طلابنا وطالبتنا من خلال تلك المواقع'.

التعليقات