تفاقم أزمة حي عبّاس في حيفا... ولجنة الحي تصعّد نضالها

القسم العلوي من حي عبّاس، الذي يسكنه حوالي 1500 عائلة عربية، بالإضافة إلى مدرستين عربيّتن رسميتين، يقعون في طريق بدون مخرج، ومع انعدام مواقف السيّارات، أصبح السكّان يركنون سيّاراتهم على الرصيف، وبالتالي في حال نشوب حريق أو أي حالة طوارئ.

تفاقم أزمة حي عبّاس في حيفا... ولجنة الحي تصعّد نضالها

حي عبّاس

على الرغم من التوجّهات المستمرة من قبل لجنة حي عبّاس العربي في مدينة حيفا للبلدية وإدارتها بهدف حل أزمة الاكتظاظ السكّاني، وانعدام التخطيط منذ أكثر من 40 عاماً، لم تقم البلدية بأي خطوة عملية على أرض الواقع، ويؤكد أهالي الحي على أن الخطوة الوحيدة التي تقوم بها البلدية مع كل توجّه، منذ العام 2006، هي إقامة لجنة خاصة لا تقوم بأي شيء سوى قتل المبادرات.

وكان أهالي حي عبّاس، تظاهروا قبل حوالي أسبوعين أمام مبنى بلدية حيفا، مطالبين بحل سريع لمشاكل الحي المتمثّلة بانعدام التخطيط الملائم للحي الذي يقطنه أكثر من 6 آلاف نسمة، وينقصه حوالي 300 موقف سيّارة.

ومن الجدير ذكره، أن القسم العلوي من حي عبّاس، الذي يسكنه حوالي 1500 عائلة عربية، بالإضافة إلى مدرستين عربيّتين رسميتين، يقعون في طريق من دون مخرج، ومع انعدام مواقف السيّارات، أصبح السكّان يركنون سيّاراتهم على الرصيف، وبالتالي في حال نشوب حريق أو أي حالة طوارئ لن تستطيع سيّارات الإطفاء الوصول إلى جزء كبير من الحي، كذلك بالنسبة لسيارات الإسعاف وأي مساعدة في حالة طوارئ.

إغبارية: نتوقّع أن يكون العام القادم أصعب وأكثر خطورة

وقالت المحامية في جمعية التطوير الاجتماعي وعضو لجنة حي عبّاس، جمانة إغبارية لـ'عرب 48' إنه 'منذ أكثر من نصف عام توجّهنا للبلدية بطلب تحسين ظروف الحي وحل أزمة التخطيط الموجودة فيه، وشرحنا للبلدية خطورة الظروف في الحي على السكّان وطلّاب المدارس، حيث يسيرون الطلّاب في الشارع بسبب انعدام وجود رصيف وأزمة المواقف التي أجبرت السكّان على ركن سياراتهم على الرصيف المعّد للمشاة'.

وأضافت إغبارية أن 'البلدية لم تقم بأي شيء من ما طلبناه، وتمثّل بإضافة حوالي 300 موقف سيّارة، وتوسيع الشارع بالإضافة إلى حل مشكلة حي عبّاس العلوي الذي لا تستطيع سيّارات الطوارئ الوصول إليه، طلّابنا وأبناء حيفا العرب عموماً يعيشون خطراً يومياً بسبب ظروف الحي وانعدام الحد الأدنى من وسائل الأمان المطلوبة لحي يستقبل يومياً آلاف طلّاب المدارس'.

ومن الجدير ذكره، أن حوالي 81% من طلّاب المدارس القائمة في حي عبّاس هم من خارج الحي، وبالتالي يواجه الحي في ساعات الصباح الباكر أزمة خانقة جراء توافد الطلّاب إلى المدارس.

 وتابعت إغبارية أنه 'قرّرنا أن نطلق صرختنا لنقول أننا موجودون، وطالبنا بتحسين الحي قبل بداية العام الدراسي الجديد، إلّا أنه وعلى الرغم من التوجّهات ومظاهرة رفع الشعارات أمام مكاتب البلدية، لم تقم البلدية بأي فعل، وبالتالي نتوقّع أن يكون العام الدراسي الجديد أصعب وأكثر خطراً من العام الماضي خاصة أن البلدية قرّرت توسيع مدرستين وحوّلت واحدة منهم من ثانوية إلى ابتدائية'.

إقرأ أيضاً: حي عبّاس: معاناة متواصلة في ظل الاكتظاظ السكّاني وسياسة التهميش والإقصاء

واختتمت اغبارية حديثها قائلة إن 'لجنة الحي قرّرت التصعيد في النضال على كافة الأصعدة القانونية والقضائية لحل الأزمة التي أصبحت غاية في الخطورة'.

عبده: حي عبّاس مستهدف لكونه حي عربي

أمّا عضو لجنة الحي، هشام عبده، فقال لـ'عرب 48' إن 'قرار بلدية حيفا بإضافة وحدات سكنية وتوسيع المدارس في الحي سيكون مقبولاً علينا لو قامت بتجهيز الحي وتخطيطه بشكل يتلائم. إلّا أن هذه الزيادات في الوحدات السكنية وتوسيع المدارس سيزيد من خطورة الحي علينا كسكّان وعلى أبناء شعبنا الذين يسيرون على طول الحي للوصول إلى المدرسة بسبب الاكتظاظ وعدم وجود مكان للسيّارات'.

وأضاف عبده أن 'حي عبّاس مستهدف لكونه حي عربي، وليس لأي سبب آخر، فمن غير المعقول وجود ثلاث مدارس في طريق وسط حي سكني لا مخرج له. ومن غير المعقول أن يكون الشارع في هذا الحي الذي يقطنه أكثر من 6000 نسمة ويستقبل آلاف طلّاب المدارس بعرض 6 أمتار فقط'.

وتابع أنه 'من الممكن خلال كل لحظة أن تكون هناك حالة دهس، ومن المحتمل أن لا تستطيع سيّارة الإسعاف الوصول إلى المصاب، إذ نطالب بحل فوري قبل حدوث كارثة في الحي، لذلك رأينا أنه من واجبنا الآن قرع جدران الخزّان'.

واختتم عبده حديثه قائلاً إن 'لجنة الحي قامت بتقديم خطط بديلة للبلدية التي بدورها قامت بتشكيل لجان تعد بمثابة مقابر للحلول، إذ يتم إحالة الموضوع إليها ونسيانه لسنوات طويلة. نحن نطالب بحل فوري لأزمة حي عبّاس بهدف حماية أبنائنا وطلّابنا'.

المطالبة بإشراك أهالي الحي في أي عملية تخطيط تقوم بها البلدية

وكان أهالي حي عبّاس قدّموا ورقة موقف إلى بلدية حيفا، طالبوا من خلالها بإيجاد حل دائم لمشاكل الحي وليس حلولاً مؤقتة، بالإضافة إلى إضافة 300 موقف سيّارة في الحي وتنظيم المواصلات العامّة المعدومة في الحي، ووقّع عليها كل من جمعية التظوير الاجتماعي، والتجمّع الوطني الحيفاوي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

وتطرّق أهالي الحي من خلال ورقة الموقف لقضية إضافة الوحدات السكنيّة، وطالبوا بأهمية منع بناء وحدات سكن إضافية في الحي بلا تخطيط وبلا تجديد للحي القديم. وشدّدت اللجنة في ورقتها على أهمية مشاركة الأهالي في أي عملية تخطيط مستقبلية في الحي.

التعليقات