أخصائيون: راجع الطبيب قبل أن تتناول هذه الأدوية

عرب 48 يتناول أضرار وفوائد هذه الأدوية، والتحرّي عنها، نظراً لاستعمالها بشكل كبير، وتداولها بين المواطنين بدون وصفة طبيّة

أخصائيون: راجع الطبيب قبل أن تتناول هذه الأدوية

صورة توضيحية

ضجّت وسائل الإعلام، في الآونة الأخيرة، بتقريرٍ نشرته إدارة الأغذية والعقاقير الأميركيّة، داعيةً شركات الأدويّة المصنّعة للمسكّنات المتداولة في جميع أنحاء العالم، مثل 'آدفيل' و'نابروسين' و'سيليبريكس' و 'نورفين'، إلى تعزيز علامات التحذير الموضوعة على العبوّات نفسها، نظرًا لأنها ترفع بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيّة أو سكتة دماغيّة.

ويتناول 'عرب 48' أضرار وفوائد هذه الأدوية، والتحرّي عنها، نظراً لاستعمالها بشكل كبير، وتداولها بين المواطنين بدون وصفة طبيّة.

مخاطر دون توصية

يعلّق الطبيب الاختصاصي في طب العائلة، ومستشار أمراض السكري، د. جرير خوري، بالقول إن التقرير يتطرق إلى التهابات المفاصل بالأساس، مثل النابروكسين، نكسين، أدفل، ايبوفين، ايتوبان، سلكوكس، اركوكسيا، وفايوكس، وقد بُنيت هذه الأدوية لعلاج التهابات المفاصل، وتتميّز بقدرتها على إزالة الألم، ولكن لها ظواهر جانبيّة، كأي دواء آخر، وتتفاوت مخاطر الآثار الجانبيّة بتفاوت نوع الدواء، فمثلاً الأدوية الكيماويّة لها آثار صعبة جداً، أمّا الأدوية كالأكامول والدكسامول والأوبتلجين فهي خفيفة العوارض الجانبيّة.

ومن جهة أخرى، يشير الصيدليّ، نعمة صبّاغ، إلى أنّ هناك إقبال كبير على هذه الأدوية المذكورة، مثل 'أدفيل'، 'نيروكسين'، 'نورفين'، 'ادكس'، 'نابروسين'، ايروفين'، والتي تُشترى بدون وصفة طبيّة، وقال 'أنا كصيدليّ أحاول إرشاد المرضى في كيفية استعمال هذه الأدوية، فلجميع الأدوية مضاعفات جانبيّة على أجهزة جسم الإنسان، فمثلاً دواء 'ادفيل' لا أنصح بتناوله أكثر من 3 حبّات يوميًا، ومتى استطاع الإنسان الاستغناء عن الدواء بحلول أخرى، فليفعل ذلك'.

ويعود خوري مؤكدًا، أنّ الأدوية المذكورة أعلاه، تضرّ الانسان في حالة الاستعمال المتواصل لها على جرعات كبيرة، وحصول سكتة دماغيّة أو جلطة قلبيّة، وحتّى استعمال الأدوية التي تخفف آلام الدورة الشهرية، تبقى ضمن جرعة صغيرة، وأيام محدودة في الشهر، أمّا من يستخدم هذه الأدوية على مدى أشهر متواصلة، كالّذين يعانون من التهابات المفاصل، فهو مؤذٍ لهم، كونه يزيد احتماليّة حدوث جلطة أو سكتة دماغيّة، وبشكل خاص لدى من يعانون من أمراض اخرى.

وينوّه إلى أنّ هذه الادوية تُعطى بدون توصية من الطبيب، ويمكن لأي إنسان عاديّ أن يقوم بشرائهم، فهي متوفرة حتى في محطات الوقود، ومن الأفضل التخفيف من استعمالها إلى الحدّ الأدنى. ويتابع خوري: 'لا يجب أن يتناول المريض أيّ حبة دواء، دون استشارة الطبيب، حتى وإن تواجدت في الأماكن العامة بكثرة، أما عن المرضى الذين يستعملون هذه الأدوية بشكل متواصل فيتعين عليهم مراجعة الطبيب، في فترات زمنية محددة، لإجراء فحوصات مختلفة للكشف عما إذ كان الدواء قد أثّر على جسدهِ سلبًا أم لا'.

الضرر والإفادة

يقول التقرير إنّ من أبرز استخدامات هذه المسكنات هي  تخفيف الآلام العامّة، أو تخفيض الحمّى الناتجة عن التهاب المفاصل، الإنفلونزا، الصداع، ومضاعفات الدورة الشهريّة، ومن الطبيعي جدًا الاستنتاج أن خطر الإصابة بنوبة قلبيّة مثلًا، يتزايد من تزايد استخدام تلك المسكّنات.

يوصي صبّاغ، على أنّ استعمال هذه الأدوية بشكل متواصل وبكثرة، يؤدي إلى عدّة أضرار، ليس فقط النوبة القلبيّة، بل إلى ضرر في المعدة ، لأنها تحتوي على نوع من الحوامض تؤثر على المعدة، مما تسبب القرحة لشربها المتواصل إن كانت المعدة خاوية من الطعام، ولذلك يجب التقليل من استعمال هذه الأدوية إلى أدنى حدّ، وبشكل واضح ومحدد لكيفيّة الاستخدام، من قِبل الأطباء.

ويعطي خوري جانباً آخر من الضرر الذي لا يتوقف عند حدوث جلطة قلبيّة، أو سكتة دماغيّة، بل يمتد إلى حدوث فشل كلوي إذا تم استعماله بشكل متواصل، فحتى استعمال 'الأكامول' بصورة متواصلة، يؤدي إلى فشل كلوي، و'الأوبتلجين' يؤدي إلى توقف عمليّة انتاج الدم، وهناك العديد من الأدوية، التي تؤثر على العيون كذلك.

ويؤكد صبّاغ، على أهمية تنظيم استخدام الدواء، وإعطاء التوصيات، التحذيرات، والإرشادات للمرضى، من قِبل الصيادلة والأطباء، فأي دواء لا يتم تناوله إلا بعد الطعام، بكميّة أقصاها حبّتين من الدواء أو ثلاثة، بحسب نوع الدواء، ووفق وصفة من الطبيب.

الخلفية القانونيّة

يُفيد خوري، أنّ جميع الأدوية والأغذية التي يتم تسويقها في الولايات المتحدة، تخضع لمراقبة وفحوصات يتعيّن وفقها أضرار وإيجابيات هذه المواد، الأغذية، والأدوية، على الصحة، وبذلك فإنّ عدم موافقة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركيّة على منتج غذائي معيّن تعني عدم تسويقهِ البتّة في الولايات المتحدة، فقراراته عالية الأهمية على مستوى الدول، إذ تأخذ الدول الأوروبية، وإسرائيل كذلك، بعين الاعتبار جميع التوصيات والقرارت التي تصدرها إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكيّة، بالرغم من أنّ هناك أدوية تم منعها في الولايات المتحدة، ولكنها تسوّق في اسرائيل.

وبشكل عام فإنّ على جميع المرضى الحذر من تناول الأدوية، بدون استشارة الطبيب، وبشكل خاص على الأدوية المذكورة سابقاً، لأنها تُباع بشكل رائج في الأماكن العامّة، والصيدليّات، دون وصفة طبيب، مما قد يسبب اعتقادًا لدى الأغلبية بعدم ضرر هذه الأدوية، وهو اعتقاد باطل.

 

التعليقات