أجرت القناة الاسرائيلية الثانية قبل أيام تحقيقا صحافيا، وثقت من خلاله تسجيل عدد من المكالمات الهاتفية الهادفة إلى طلب عمل في عدد من فروع 'كافيه كافيه' في جميع أنحاء البلاد، وكان الجواب بالرفض عندما كان المتصل عربيا، بينما قوبلت بالإيجاب الاتصالات من متقدمين يهود للعمل، ومنهم من تم دعوتهم حتى إلى لقاءات عمل.
وبهذا دعا العديد من الناشطين السياسيين والاجتماعيين إلى مقاطعة 'كافيه كافيه' وذلك احتجاجا على النهج العنصري لفروع الشبكة التي ترفض تشغيل العرب.
هذا التقرير الذي كشف عن النهج والتعامل العنصري لطاقم فروع الشبكة مع المتوجهين العرب، أثار حفيظة المجتمع العربي، إذ تعالت الأصوات الداعية إلى مقاطعة فروع 'كافيه كافيه'.
وأطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عددا من الصفحات الاجتماعية التي تدعو إلى مقاطعة فروع الشبكة، كرد على ما بدر منهم من تصريحات بشأن توظيف الشبان العرب، ولاقت هذه الصفحات تأييدا واسعا من قبل الجمهور العربي الذي ندد واستنكر هذا النهج العنصري للشبكة وفروعها.
المحامي محاميد: هذا النهج ضد الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل يندرج ضمن سياسات انتقاص الحقوق
واستنكر المحامي سرور محاميد التوجه العنصري لشبكة فروع 'كافيه كافيه' ضد المواطن العربي في البلاد، ويرى أن هذا النهج ضد الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل يندرج ضمن سياسات انتقاص الحقوق وانعدام المساوة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بهدف طمس هوية الحقوق القومية.
وقال محاميد لـ 'عرب 48' إن الحركة الصهيونية والدوائر الحاكمة عملت على تشريع العديد من القوانين والآليات التنفيذية لتجسيم سياسة التمييز القومي ضد الجماهير العربية بهدف تحويلها إلى قوة هامشية في المجتمع الإسرائيلي، وعلى رصيف صياغة القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي المقرر في حياة وتطور المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
ويعتقد أن نضال المجتمع العربي كأقلية قومية لها الحق بالمساواة في صياغة القرار السياسي والاقتصادي المتعلق بتطور المجتمع والجماهير العربية، يرتبط عضوياً بالنضال لتغيير الطابع الإثني المبني على سياسة التمييز القومي المنهجية، ومن أجل أن تكون إسرائيل دولة لكل مواطنيها.
وخلص إلى القول إن 'مفهومنا لتحويل إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيها قائم على أساس مطلب إلغاء سياسة التمييز القومي المنهجي الرسمي، والاعتراف بالعرب كمواطنين متساوي الحقوق، وإلغاء كل القوانين التي تميز ضد العرب. وبسبب السياسة المنهجية الرسمية المتنكرة لكون العرب أقلية قومية انتهجت حكومات إسرائيل المتعاقبة سياسة تمييز قومي عنصري في المجال المطلبي للجماهير العربية، في الحقوق المدنية'.
المحامي محمد حسين: الأخطر هو الحديث عن شبكة لديها فروع في البلدات العربية، ومنها فرع في أم الفحم
أما المحامي محمد حسين محاميد فقد قال 'أعتقد إن ما سمعناه في التقرير الصحافي في القناة الثانية من عنصرية مقيتة من قبل شركة 'كافيه كافيه' يندرج ضمن ما تشهده البلاد من مظاهر عنصرية شاملة في كافة المجالات، في ظل عجز وصمت مريبين من قبل السلطة التشريعية والتنفيذية، بحيث لم تضع هاتان السلطتان يوما موضوع محاربة العنصرية في أعلى درجات سلم أولوياتها، ولا يوجد هناك تطبيق حقيقي لبعض القوانين التي تمنع مثل هذه الظاهرة، سواء في مجال العمل أو القوانين الاستهلاكية، وخاصة أنها ليست هذه الحادثة الأولى التي من خلالها تكشف بعض الشبكات التسويقية عن وجهها العنصري البغيض'.
وأوضح محاميد في حديثه لـ 'عرب 48' أن اللافت للنظر في هذه المرة هو أن هذه الحادثة تأتي تزامنا مع محاولة حكومة اليمين الحالية سن قوانين تشمل عقوبات جنائية وغرامات مالية ضد كل من يدعو لمقاطعة منتوجات إسرائيلية وخاصة منتوجات يتم صنعها في المستوطنات، إثر حملة المقاطعة التي حاولت بعض المنظمات الأوروبية تطبيقها والتي ادعت إسرائيل بأنها حملات عنصرية.
ولفت إلى أن 'الأخطر هو الحديث عن شبكة لديها فروع في البلدات العربية، ومنها فرع في أم الفحم، فجرم هذه الشبكة وغيرها ممن سبقوها في هذا المجال واضح للعيان ولا مجال لأي تبرير أو أعذار على صعيد الحيز العام بالمجتمع العربي، بيد أنه هناك أيضا الحيز الخاص المتمثل بالضرر الكبير الذي سببته هذه الشبكة لوكلائها العرب، والذين دفعوا للشبكة ذاتها مبالغ طائلة من أجل حيازة الحق في إدارة فروع لها في البلدات العربية، لتأتي هذه الحادثة الصادمة لتذهب جهودهم وعناؤهم واستثماراتهم أدراج الرياح'.
وأكد أن 'هذه الشبكة وأمثالها تصرفت بعنصرية وأنانية من الدرجة الأولى، ضاربة عرض الحائط تبعات ونتائج مثل هذه التصرفات الخطيرة، وآمل من المواطنين العرب عدم ارتياد أي فرع من فروع هذه الشبكة أو أي شبكة مماثلة في نهجها هذا، وعندما أتحدث عن 'نهج مماثل' فأنا لا أقصد بالضرورة عملية المجاهرة بالعنصرية لأن للعنصرية وللتمييز العرقي أيضا أوجه مخفية تتمثل أحيانا بوضع شروط تعجيزية مسبقا، للقبول للعمل ضمن شبكات أو شركات معينة، بحيث يكون جليا أن الشاب أو الشابة العربية لا يملكون بعض هذه الشروط، ومنها شرط الخدمة العسكرية أو المدنية'.
ودعا جميع الأطر الحقوقية الفاعلة في الساحة، وكذلك الأحزاب وممثليها العمل إلى فضح هذه الشبكات ومن يدعم سياستها، وذلك عبر إثارة هذه الحادثة وغيرها عبر المنابر السياسية الأوروبية والعالمية، بالإضافة إلى التوجه للمستشار القضائي للحكومة من أجل الإيعاز للنيابة العامة بفتح تحقيق جنائي ضد مديري هذه الشبكة وكل من ساهم في انتهاج العنصرية ضد أبسط الحقوق للإنسان العربي في البلاد.
المربي أسماعيل: كُن صاحب ضمير، كرامة ومسؤولية وشارك أبناء شعبك في الرد على الإجحاف والاستعلاء بالمقاطعة
بدوره، قال المربي عبيدة إسماعيل إنني 'شخصيا أقاطع مثل هذه الشبكات، لأننا أقلية نذوق الظلم من نواحي عديدة، تلك القوانين المجحفة بحقنا، مصادرة الأراضي، وغيرها من المعاملات، علينا أن نسعى للحفاظ على كرامتنا لنكون يد واحدة للتصدي لكل تلك المعاملات العنصرية والغير منصفة بحقنا، كُن صاحب ضمير، كرامة ومسؤولية وشارك أبناء شعبك في الرد على الإجحاف والاستعلاء بالمقاطعة'.
ودعا عبر 'عرب 48' كل صاحب مسؤولية يسعى لرؤية العرب في الصف الأول المشاركة في المقاطعة وعدم زيارة فروع الشبكة، والالتزام بالمقاطعة لإظهار دور مؤثر نؤكد من خلاله أننا 'شعب له كرامه يرفض المساس بها، ولنثبت أننا على قدر من المسؤولية وعلى استعداد للتنازل عن الرفاهية لحفظ كرامتنا كمجتمع'.
أبو الأديب: نطالب بمعاقبة كل من يتبنی سياسة تمييز بحقنا كعرب وأيضا مقاطعة منتوجاتهم وعدم التعامل معهم قطعيا
من جانبه، قال سكرتير التجمع في مدينة أم الفحم، محمود أديب إغبارية لـ 'عرب48 '، إن 'الجماهير العربية في البلاد تواجه وتعاني من سياسه التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بحق مدننا وقرانا العربية من خلال شح الميزانيات مما يؤثر ذلك سلبا على تطور بلداننا العربية بدءا من البنی التحتية مرورا بالمرافق السياحية والصحية ونهاية بالمؤسسات التربوية والتعليمية، وتعدى ذلك ليصل إلى تبني هذه السياسة من قبل الجمهور الإسرائيلي الواسع الذي بدأ يرفض تأجير سيارات للشباب العرب، ومنعهم من دخول المرافق السياحية في المدن اليهودية، وعدم قبولهم للعمل في المطاعم والمقاهي وورش وشركات عامة وخاصة'.
وأضاف لـ 'عرب 48' أنه 'كان آخر الفضائح العنصرية عدم تشغيل عمال عرب في مقاهي 'كافيه كافيه' والتي يمثل روادها من العرب نسبه لا بأس بها. إننا نرى بهذا القرار مسّا صارخا وفاضحا بحق أبنائنا وأُخوتنا من الشباب العرب الذي يبحث عن لقمة عيشهِ، وانتهاكا لكل القوانين الإنسانية والدولية التي تحرم التمييز على أساس قومي أو عرقي أو طائفي، وعليه نطالب بمعاقبة كل من يتبنی سياسة تمييز بحقنا كعرب، ونطالب أيضا بمقاطعة منتوجاتهم وعدم التعامل معهم قطعيا'.
إدارة فرع 'كافيه كافيه' في أم الفحم: نحن ضد العنصرية ونشجبها وندعم كل من يعمل للحافظ على فرص متساوية في حقوق العمل
وبحسبها، ردت إدارة فرع 'كافيه كافيه' في أم الفحم على حملة المقاطعة والتقرير الذي نشر، قائلة لـ'عرب 48' إننا 'نشكر الزبائن العرب على إدراكهم ووعيهم والفصل بين الحقيقة والضجة الإعلامية التي حصلت بسبب تحقيق القناة الثانية، نحن ضد العنصرية ونشجبها وندعم كل من يعمل للحافظ على فرص متساوية في حقوق العمل، كما ونشد على أيدي الناس التي تحافظ على كرامتها، حقوقها ووطنيتها'.
وتابعت الإدارة في الرد على توجه 'عرب 48' أن 'الحدث الذي تصدر وسائل الإعلام يجب أن لا يأخذ حجما كبيرا، لأن الأجوبة التي تم الحصول عليها ليست من أصحاب الامتيازات أو المديرين، فالفروع التي تم التحدث إلى موظفيها تشغل عمالا عربا وهؤلاء لا زالوا يعملون في ذات الفروع، فالإدارة في الشبكة القطرية تضم أيضا مستخدمين عربا في مناصب رفيعة'.
وأضافت إدارة الفرع في أم الفحم بالقول إننا 'كأصحاب امتياز وصلتنا رسالة توضيحية من الإدارة تؤكد أن المواطنين العرب والعمال العرب في الشبكة هم جزء لا يتجزأ من الشبكة ونجاحها، وتستنكر كل تصرف عنصري، وتم التعهد بمعالجة الأشخاص الذين أجابوا على الهواتف. ونحن كجزء من شبكة 'كافيه كافيه'، نستنكر بشكل قاطع كل تصرف عنصري ضد أي شخص والشبكة كمكان ترفيهي، مقهى ومطعم تعتبر كل شخص من المجتمع هو جزء لا يتجزأ من نجاحها بغض النظر عن القومية والدين'.
وخلصت إدارة فرع أم الفحم إلى القول إنه 'نسبة لا بأس بها من العمال في الشبكة بشكل عام وفي الفروع المتواجدة بالمدن العربية هم عمال عرب، نحن كفرع في أم الفحم بشكل خاص، تم دعمنا بشكل مباشر من إدارة شبكة 'كافيه كافيه'، وذلك من خلال التبرع ودعم أعمال ومشاريع خيرية في المجتمع العربي وأم الفحم خاصة، والادعاء بوجود عنصرية في الشبكة المبني على تقرير القناة الثانية هو ادعاء غير صحيح ويفتقد للمصداقية، وحملة المقاطعة هي دعوة على أساس غير صحيح'.
التعليقات