أزمة السير في الناصرة: "البلد مش سالكة"

يجلس خلف مقود سيارته، في الشارع الرئيسي بالنّاصرة، وينتظرُ مليّاً محدقاً في الشارع المكتظّ أمامه، وبأشخاصٍ باتوا يسيرون بِأربع عجلات بانتظام لكن ببطء، يبقى المشهدُ يزيد من استيائهِ حين لا يقوى على التقدّم في السير.

أزمة السير في الناصرة:

الناصرة: "البلد مش سالكة"

يجلس خلف مقود سيارته، في الشارع الرئيسي بالنّاصرة، وينتظرُ مليّاً محدقاً في الشارع المكتظّ أمامه، وبأشخاصٍ باتوا يسيرون بِأربع عجلات بانتظام لكن ببطء، يبقى المشهدُ يزيد من استيائهِ حين لا يقوى على التقدّم في السير للوصول إلى موعدهِ المحدد بسبب الاكتظاظ المروريّ، فيتجرّأ ويترجّل من سيارته، فتكون قدماه أسرع.

إنّ ذلك المشهد السابق، يصف وبدقّة، ما يعانيهِ سائقو الناصرة، فالازدحام المروريّ أصبحَ إحدى أيقونات مدينة النّاصرة، في أغلبِ أيّامِ السّنة، في مدينةٍ تبلُغُ مساحتها 14،200 دونم.

 


الأزمة

يشكو المواطنون في الناصرة استغراقهم ساعاتٍ كاملة للتنقل داخل المدينة، التي تعتبر أكبر المدن العربية في الدّاخل الفلسطينيّ، إذ أن هذه الازدحامات يتعرض لها أهل المدينة بأغلبيتهم، ويبلغ عدد سكّان الناصرة نحو 80.000 نسمة.

وبالإضافة إلى السياحة الداخلية والخارجية التي تتسم بها المدينة، لكنها تعاني من اختناقات تجعل عمليّة التنقل يشوبها بعض الصعوبات والمعيقات.

ويرى المواطن ميشيل كتّورة، أنّ الناصرة غير مُعدّة في بنيتها لاستيعاب هذه الكميّة من السيارات، عدا عن أنّ الناس يركنون سياراتهم على أطراف الشارع الضيّق مما يزيد من هذه الأزمة.

ويقارن كتّورة بين المدة الزمنية التي يستغرقها المواطن في السيارة قائلاً لـ'عرب 48' إنه 'بدل أن يستغرق الواحد منا دقائق معدودة للتنقل في المدينة قد يستغرق نصف ساعة، وهذا يسبب ما معاناة لنا، وتفكير كبير قبل أن نتّخذ القرار بالذهاب إلى مكان آخر داخل المدينة، فلم نعد نذهب إلا للأماكن الضرويّة جدًا، بالإضافة إلى صعوبة عمليّة إيجاد موقف سيارات، وتشديد المخالفات المروريّة'.

أمّا المواطنة سوار خطيب، فتعتبر خلال حديثها لـ'عرب 48' أنّ 'مشكلة تؤثر بشكل واضح على الحياة العامة في النّاصرة، وبشكل خاص على المواعيد والأوقات التي تلتزم بها، وكما ترى أنّ الأسباب تكمن في كثرة عدد السيارات فالعائلة الواحد يمتلك بها كل فرد سيّارة خاصة به'.

ويؤكد المواطن رمزي رضا لـ'عرب 48' على الكلام السابق، متابعًا أنّ الأهالي في النّاصرة يفضلون إيصال أبنائهم إلى المدارس بسياراتهم الخاصّة وليس بالمواصلات العامّة، وهو ما يسبب أزمة، فالنّاصرة لا تحتمل هذا العدد من السيارات لأنها قديمة جداً وبناياتها وشوارعها ليست مهيّئة لهذا النمط من الحياة، فالشارع لا يتسع إلا لسيارة واحدة'.

محاولات

هذه الأزمة تؤدي إلى إزديادٍ في نسبة حوادث الطرق، وبعض المشاجرات بين المواطنين، وعلى إثرِ ذلك أقامت بلديّة النّاصرة العديد من المشاريع والمحاولات لتحسين الوضع القائم، إلّا أنها لم تعد بالنتيجة المرجوّة، كمشروع 'البلدة سالكة'، الذي أقيم سنة 2010، وعدّة تغييرات في إشارات المرور واقامة الدوّارت والالتفافات.

ولا يزال يشكو مواطنو مدينة النّاصرة، ومنهم المواطن معين إرشيد، من أنّ المخالفات تُعطى بغيرِ حق، البلد دائماً 'مسكرة'، مشيرًا إلى أنّ 'دوّار (البيج فاشن)، مخطط له قبل 20 سنة، لإيذاء النّاصرة تجاريًا واقتصاديًا'.

بعضُ أسباب هذا الاختناق المروريّ يعودُ إلى سلوكيّات عدد من المواطنين الذين لا يتّبعون تعليمات وأنظمة المرور القانونيّة، بل ويقومون أحيانًا بإيقافِ سياراتِهم في أماكن تعرقل حركة السير، مثل ركنها في منتصف الشّارع، لانعدامِ مواقف سيّارات كافيّة، وهو سبب جدير في أن يكون عائقًا أمام حركة السير، فالمواقف شحيحة، وإن كانت فهي بأسعار لا تناسب المواطنين، كما يشير كتّورة: 'لا توجود مواقف سيارات كافية، وبشكل خاص في فترات المدارس والأعياد'.

إنّ كل هذه العوامل تتحد مع بعضها البعض لتجعل المواطن النصراويّ يعاني من خلال انتقالهِ ووسيلة تنقلّة، التي باتت آلة لسرقة الوقت منه، مع عدم إعطاء بدائل ناجعة للمواطنين ومعرفة حاجتهم في العيش الكريم والراحة في آنٍ واحد.

وتوجه 'عرب 48' إلى بلدية الناصرة ومكتب رئيسها، علي سلام، للحصول على تعقيبه حول الموضوع، غير أننا لم نتلق أي رد يذكر، وسنقوم بنشره إذا وصلنا لاحقا. 

التعليقات