مخيم الهوية يواصل رسالته الوطنية للعام الخامس عشر

تحت شعار "مفتاح العودة "، افتتح التجمع الوطني الديموقراطي ظهر اليوم الأحد، فعاليات مخيم الهوية الخامس عشر، في منتجع ملاهي التوت بطمرة على إيقاع النشيد الوطني "موطني"، وذلك بمشاركة عدد كبير من أبناء الحركة الوطنية والمئات من الأطفال وأبناء الشبيبة.

 مخيم الهوية يواصل رسالته الوطنية للعام الخامس عشر

يهدف المخيّم لغرس قيم الحرّيّة والعدالة، وحقوق المواطن وكرامته، والتّحرّر الوطنيّ في نفوس المشتركين وعقولهم

تحت شعار 'مفتاح العودة '، افتتح التجمع الوطني الديموقراطي، ظهر اليوم الأحد، فعاليات مخيم الهوية الخامس عشر، في منتجع ملاهي التوت بمدينة طمرة على إيقاع النشيد الوطني 'موطني'، وذلك بمشاركة عدد كبير من أبناء الحركة الوطنية، والمئات من الأطفال وأبناء الشبيبة من جيل 8 إلى 13 عامًا من كافة البلدات العربية وفروع التجمع في النقب والمثلث والجليل والساحل.

وتولّى الإشراف على فقرات وفعاليات ومحاور المخيم، العشرات من كوادر وقيادات حزب التجمع الوطني وعشرات المرشدين والمرشدات الذين يواكبون تنفيذ برنامج المخيم الذي يتضمن سلسلة فعاليات وورشات تجمع بين المضامين الثقافية والتربوية والوطنية والترفيهية.

وتم توزيع المشتركين إلى مجموعات تحمل أسماء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وفقًا لبرنامج تربوي وتثقيفي دأب على إعداده وتحضيره العديد من المرشدين والطاقم الإداري، إذ سيتم تمريره للمشاركين خلال أيام المخيم عبر ورشات إبداعية وفنية وتعليمية.

مصالحة: المخيم من أهم القنوات التثقيفية في حياة الطفل والأجيال الناشئة

أكدت مديرة مخيم الهوية، أميمة مصالحة أن المخيم من أهم القنوات التثقيفية في حياة الطفل والأجيال الناشئة، كونه يسهم في التغذية الذهنية للطفل ويكسبه التربية الوطنية التي تنقصنا في التعليم الرسمي وتفتقدها المخيمات التجارية التي تقتصر غالبا على الترفيه دون أية مضامين.

وأضافت إنه 'نستطيع  من خلال هذه المشاريع أن نفند مقولة 'الكبار يموتون والصغار ينسون'، لنؤكد أن الكبار يموتون والأبناء يرثون الانتماء ويواصلون المسيرة، ونحن نوجه التحية للأهالي على مسؤولياتهم تجاه أبنائهم الذين يهتمون بالمضامين الثقافية والوطنية'.

وشددت مصالحة على ضرورة التربية الوطنية لافتة إلى أن مخيم الهوية قد يكون المخيم الوحيد الذي يجمع الأطفال الفلسطينيين في الداخل من مختلف المناطق والبلدات ويصقل لديهم الهوية الوطنية.

 

مخيم #الهوية الخامس عشر انتماء وكبرياء

Posted by ‎التجمع ض‎ on Sunday, July 26, 2015

يجتمعون من مختلف المناطق

ويشارك الطالب شادي نصاصرة من النقب وللعام السادس على التوالي في فعاليات مخيم الهوية، يسافر مئات الكيلومترات ليحط في الجليل ليكتسب المعلومة والثقافة وليتواصل مع الوطن وأبناء شعبه.

وقال نصاصرة لـ 'عرب 48' إنه 'تعلمت في المخيم ما لم أكن أعرفه في بلدي وأنا راض عن المخيم وفعالياته، كوني تعلمت من خلاله التثقيف الوطني وإننا أصحاب قضية وتاريخ، وعرفت أكثر عن حقوقنا والرواية التاريخية للشعب الفلسطيني وتعرّفت على أسماء ومواقع وطنية، إذ أثريت معلوماتي بكل ما هو جديد ما عزز من قناعاتي بقضيتي'.

وعلى خطى نصاصرة، سار الطالب بشار سعيد ليشارك بالمخيم للعام الرابع على التوالي، وقال لـ 'عرب 48' إنه 'صحيح أنني انتمي لعائلة وطنية وتعلمت الكثير منهم، لكني اكتسبت تجربة غنية وخاصة بالمخيم من حيث المعلومات وصقل شخصيتي والاعتماد على النفس، وأنا أطمح لمواصلة المشوار، ولدي طموح لأصل لموقع قيادي بالتجمع'.

الطرح ذاته تتبناه المرشدة في مخيم الهوية، نورس عطارية، حيث كانت انطلاقتها منذ كانت طفلة من خلال سيرورة المشاركة في مخيم الهوية على مدار سنوات، إذ أضحت من طالبة مشاركة إلى مرشدة للطلاب والطالبات.

وقالت عطارية لـ 'عرب 48': 'أنا مدينة لهذا الحزب بالعطاء الدائم لما منحني من ثقافة وتجربة اعتبرها فريدة ولن أكن لاكتسبها من الأطر الرسمية، فأنا على قناعة وأؤمن  بضرورة  الاستمرارية بهذا النهج الإبداعي في صقل الشخصية بعيدًا عن أساليب التلقين والقمع، فبعد أن كنت طالبة استطعت بعد المشاركة بمعظم المخيمات أن أكتسب الخبرة وأصقل شخصيتي لا تمكن من مواجهة التحديات'.

حداد: المخيمات ليست معلوماتٍ تاريخيّةً بقدر ما هي مرجعيّةٌ للمستقبل

من جانبه، قال عضو الإدارة والمكتب السياسي للتجمع، مراد حداد إن 'المخيّم يهدف إلى غرس قيم الحرّيّة والعدالة، وحقوق المواطن وكرامته، والتّحرّر الوطنيّ في نفوس المشتركين وعقولهم'.

وأضاف حداد لـ 'عرب 48' أنه 'من هنا يبدأ اختيار المضامين والوسائل والفعاليّات التّرفيهيّة، فليس إنشاد 'موطني' و 'تجمّعي' صباح مساء يأتي صدفةً، فالحماس مدخلٌ للعمل والتّأثّر والتّأثير، والحماس المشترك مدخل للثّقة بالعمل الجماعيّ وعدالة مشروعنا الوطنيّ وقضيّتنا'.

وأجزم أن 'المجموعات الصغيرة مدخلٌ لتقبّل الآخر رغم الاختلاف والتعدّد، وفتح المجال للتّعبير عمّا في النّفوس دون قيود تحاصركم في الأطر الاجتماعيّة الأخرى، كالمدرسة في بعض الأحيان'.

 أمّا الخيمة يقول حداد 'فهي بيتكم، وأسمها يدلّ على ثقافتكم الوطنيّة ورموزها، من نكبةٍ ولجوءٍ ومخيّماتٍ وآثارها، فهي ليست معلوماتٍ تاريخيّةً بقدر ما هي مرجعيّةٌ للمستقبل، والّتي نسعى إلى أن تكون كذلك دومًا'.

 خلايلة: المخيم محطة أخرى لمواصلة رسالة الهوية

واستعرض مسؤول منطقة البطوف بالتجمع، المحامي إياد خلايلة مسيرة  مخيم الهوية ومحطاته بالمجتمع العربي ودورها في صقل الهوية الوطنية وتثقيف الجيل.

 واعتبر  المخيم محطة أخرى  تسهم في بناء الأجيال الشابة، مؤكدًا أنه 'خلافا لما هو هو متبع في المخيمات التجارية والترفيهية،  مخيم الهوية إلى جانب الترفيه  يركز بالأساس على المضامين الثقافية والوطنية مع مراعاة الجانب الترفيهي والتربوي'.

وبيّن أن المشارك في المخيم 'يكتسب ثقافة تغيّب عنه عمدًا وبصورة ممنهجة في التعليم المدرسي، حيث يتعرّف من خلال فعاليات ومحطات المخيم على تاريخ شعبه ورموز القيادات النضالية ما يسهم بصقل شخصيته'.

ويرى أن المخيم بمختلف فعاليته ومحطاته يكسب الطالب الاستقلالية ويمنحه القدرة على الاعتماد على الذات والتربية للتفكير الحر وتنمية قدراته الإبداعية وتذويت ثقافة الاستقلالية والقدرة على التفكير. وقال خلايلة لـ 'عرب 48' إن 'ما يثلج الصدر اليوم أنك ترى الجيل الذي تربى على مخيم الهوية في سنواته الأولى، هم من يشرفون على الإرشاد وتحضير وتمرير البرامج والفعاليات في مخيم الهوية الخامس عشر'.

طاطور: مخيم الهوية هو ساحة من ضمن ميادين النضال الشامل الذي يخوضه حزب التجمع منذ تأسيسه

أما عضو إدارة المخيم، يوسف طاطور، فاعتبر هذا التواصل وتنظيم المخيم الخامس عشر مفخرة ومحطة أخرى لمواصلة مشروع الهوية والثقافة وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء.

وأضاف طاطور لـ 'عرب 48' أنه 'بات مخيم الهوية اليوم معلم هام من المعالم الثقافية الحزبية، إذ رسخ  قيمه الوطنية عبر التراكم والتواصل والاستمرارية، ما أفرز جيل وقيادات محلية وقطرية بالمئات تسهم في التربية والتثقيف وصقل جيل صلب وواثق'.

 وتابع أن 'المخيم يحمل عنوان حق العودة، حيث سيعود كل طفل لبيته يحمل مفتاح العودة لتثبيت هذا الحق المقدس غير الخاضع للتقادم، كما نعمل على تمرير مضامين ثقافية توعوية لروايتنا التاريخية وتعزيز صمود الجيل في وطنه ومواصلة الدفاع عن حقه بالوجود على أرضه'. 

التعليقات