شفاعمرو: حسن يوسفين يتحدى الإعاقة ويبدع بفنه

يستوحي أعماله الفنية من صور وإبداعات يقوم بالبحث عنها من خلال صفحات الإنترنيت، فهو يحب الألوان ذات البهجة، ويقول لـ"عرب 48" إن "السعادة تغمرني عندما أقوم بتجميع الأوراق وإنتاج عمل فني منها..".

شفاعمرو: حسن يوسفين يتحدى الإعاقة ويبدع بفنه

حسن يوسفين يتحدى

يتحدى الشاب حسن يوسفين (21 عاما) من شفاعمرو الإعاقة وينتصر من خلال أعماله الفنية الإبداعية، فلوحاته المميزة التي تعبر عن طيب نفسه وحبه للحياة تشع بألوان البهجة والفرح، وقد طُبعت البشاشة على وجهه عند الحديث عن أعماله ومزيج الألوان الذي ينتقيه في أعماله الفنية المصنوعة من الورق.

احتضنت مدرسة الأمل للتعليم الخاص في عبلين معرضا فنيا للطالب حسن يوسفين من شفاعمرو، والذي يضم لوحات فنية مصنوعة من بقايا الورق.

يستوحي أعماله الفنية من صور وإبداعات يقوم بالبحث عنها من خلال صفحات الإنترنيت، فهو يحب الألوان ذات البهجة، ويقول لـ'عرب 48' إن 'السعادة تغمرني عندما أقوم بتجميع الأوراق وإنتاج عمل فني منها، والأكثر من ذلك هو اختيار الأشكال التي تحمل ألوانا تشع بالبهجة'.

الفنان عساقلة: 'يجب دعم طلاب التعليم الخاص'

وعن المعرض، ذكر مركز الفنون في المدرسة والموجه المساعد للطالب حسن، الفنان نبيل عساقلة، أن 'الطالب حسن يمتلك حسا فنيا وقدرات إبداعية مميزة، وقد لاحظنا كطاقم في مدرسة الأمل ميوله الفني، فسعينا إلى تعزيز هذا الجانب في شخصيته الذي ساعده جدا في صقل شخصية مستقلة وتعزيز موهبته الفنية، وقد رافقناه في المدرسة طيلة الوقت من خلال قاعة القنون'.

وتابع 'أرى أن هناك أهمية كبيرة لدعم هذه الشريحة من الطلاب خاصة ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع كأفراد أصحاب قدرات ومواهب وعدم تجاهلهم، وأتوقع مستقبلا مميزا للطالب حسن يوسفين'.

أبو الهيجاء: 'نقص الأطر لطلاب التعليم الخاص'

أما مربية الصف للتعليم الخاص في مدرسة الأمل، المعلمة هيام أبو الهيجاء، فقالت 'لقد وصل حسن يوسفين إلى المدرسة بحالة من الإحباط من الناحية التعليمية والأطر المختلفة، فبدأنا كطاقم البحث في كيفية دعم حسن والانتقال به إلى مرحلة يرى بها المستقبل بشكل مختلف من خلال التعليم. علمنا من عائلة حسن أنه يهتم بزخرفة الإكسسوارات والمجوهرات، فبدأنا بدمجه في العمل الفني من خلال بناء المجسمات من مادة الفسيفساء، وبدأ بدوره بمتابعة الأعمال الفنية من خلال مواقع الإنترنيت، ويجلب أفكارا لنا في المدرسة، وأقنعنا أنه يحب الفن ويريد أن يركز تعليمه في هذا المجال، إلى أن بدأ بإنتاج بعض الأعمال الفنية المصنوعة من الورق، ودعما له قمنا بتنظيم معرض فني خاص بأعماله'.

وتابعت 'عندما أتحدث عن مستقبل حسن أشعر بالسعادة لأننا تمكننا بدعمه وتعزيز شخصيته التي أصبحت أكثر استقلالية، إلا أنني أشعر بغصة في نفس الوقت لعدم توفر أطر داعمة للعديد من الطلاب الذين تخرجوا من المدرسة برؤيا مستقبلية محددة ولم يجدوا الدعم أو المؤسسات الحاضنة في الخارج. أتمنى أن يجد حسن وغيره من الطلاب الأطر الداعمة بعد الانتهاء من المدرسة'.

المعالجة الوظيفية أمل طه: 'الفن كان منفذا للعلاج وللشعور بالأمان'

هذا وتم استغلال الفن كوسيلة لعلاج الطالب حسن من الشلل الحركي البسيط في يده اليمنى، وذكرت المعالجة الوظيفية في المدرسة أمل طه أن 'حسن وصل إلى المدرسة في جيل السادسة عشر عاما، وهو بحاجة لعملية تشخيص، لكن طريقة التشخيص تختلف بين طالب وآخر، وهناك عدة معايير من ضمنها اندماجه الاجتماعي في المدرسة، وهل يجب ملائمة علاج خاص يتلائم مع قدراته بحيث يمنحه المتعة والشعور بالأمان، وكانت قاعة الفنون بمثابة غرفة العلاج لحسن، وبدأ باستخدام يده اليمنى وكان لدينا شعور بالقلق من توقف حسن عن استخدامها لما قد يؤثر سلبا على صحته، لكن الفن بالنسبة له كان الوسيلة التي منحته الدافع للاستمرار واكتشاف موهبته'.

التعليقات