كيف حققت بيت جن المركز الأول قطريا باستحقاق البجروت؟

الإنجاز الكبير الذي حققته ثانوية بيت جن في تربعها بالمكان الأول جاء ثمرة جهود ورؤية تربوية تحققت بفضل جملة من العوامل والمركبات التي تضافرت وتناغمت بهدف تحقيق برنامج التفوق ووصول مدرستنا إلى هذا المستوى.

كيف حققت بيت جن المركز الأول قطريا باستحقاق البجروت؟

منظر عام لبيت جن

بعد أن حققت قرية بيت جن في الجليل الأعلى المركز الأول على الصعيد القطري من حيث نسبة طلابها الذين يستحقون شهادة بجروت، وبعد أن تبوأت العام الماضي المرتبة الثانية، قال مدير قسم المعارف في السلطة المحلية في بيت جن، مهنا طافش، لـ'عرب 48' إن 'الإنجاز الكبير الذي حققته ثانوية بيت جن في تربعها بالمكان الأول جاء ثمرة جهود ورؤية تربوية تحققت بفضل جملة من العوامل والمركبات التي تضافرت وتناغمت بهدف تحقيق برنامج التفوق ووصول مدرستنا إلى هذا المستوى'.

وأضاف أن 'استعداد وقابلية الطلاب أنفسهم وكيفية تعزيز هذا التوجه للطالب وخاصة الطلاب الضعفاء عناصر هامة في معادلة النجاح، إلى جانب مساهمة المستشار التربوي والمدير التربوي للمدرسة ومربي صفوف العواشر وطواقم المعلمين حيث يسبق ذلك إجراء عملية مسح شاملة ويتم فحص وضع ومستوى كل طالب ويتم من خلال معاينة وضع الطالب واستكشاف حالته في  تحديد نقاط الضعف ومواطن القوة وإعداد بطاقة له تحمل هذه المعطيات والتصنيف بحيث يتم متابعته والإشراف على وضعه لمدة ثلاث سنوات من الإعدادية لغاية التخرج مع شهادة البجروت'.

 وأشار إلى أنه 'في غضون هذه الفترة يتم تقديمه للامتحانات الدورية لمتابعة مستوى هذا الطالب وقدراته التعليمية، وبعد ذلك تتم عملية تقسيم الطلاب وتصنيفهم حسب الاختصاصات وحسب البطاقة التي تحمل التصنيف بحيث يتم في هذه الحالة تعقب ومتابعة الطلاب الضعفاء والعمل على تقوية الطالب الضعيف لأنه يحتاج إلى مساعدة وإعطائه الاهتمام الخاص لأن الطالب القوي لا يحتاج لذلك'.

تدريس ماراتوني..

وأكد طافش على 'أهمية تعزيز الثقة لدى الطالب فنحن ننطلق في رؤيتنا التعليمية والتربوية في تقوية وتدعيم الاستقلالية والثقة بنفسه وبالآخرين لدى الطالب بحيث يتولى طاقم معلمين متمرس متابعة عملية التدريس بشكل 'ماراتوني' كما أطلق عليها حتى يكون للطالب مرجعية من خلال حب الطالب ومنحه الثقة بنفسه وبقدراته والشعور بالأمان وبالثقة . وثانيا من الأهمية بمكان قبول الطالب كما هو وبصرف النظر في أي مستوى هذا الطالب واستيعاب الطالب والعمل على دمجه وانخراطه في التعليم حيث أن هذا التعاطي يدفع الطالب إلى خوض التحدي ليتقدم ويتفوق'.

 ولفت إلى أن 'الطلاب الضعفاء يتم تدريسهم منذ الصف العاشر ويتم العودة معهم إلى الأساسيات وعندما نرى أن الطالب يستوعب المواد يتم تقديمه للامتحان ونمنحه الفرصة أن يذوق طعم النجاح حتى يصل هذا الطالب إذا أراد أن يتقدم للامتحان بحيث يكون قد استوعب المادة التعليمية'.

 وأشار إلى أن 'هذه العملية 'الماراتونية' المكثفة تمت بالتعاقد باتفاق بين أهل هؤلاء الطلاب والمدرسة والسلطة المحلية التي توفر الإمكانيات اللازمة لهذا البرنامج إلى جانب دعم بعض الجمعيات. أما البرنامج الدراسي فهو لمدة سبعة أيام أسبوعيا من الساعة الثامنة صباحا لغاية العاشرة مساء بحيث نوفر لهم كل الشروط والمناخ التعليمي والتربوي المريح بما فيها وجبات الطعام ليقضي الطالب جل وقته بالمدرسة وليكون هناك بيته الثاني دون أن يشعر بالملل إلى جانب طواقم المتطوعين بدون مقابل. فنحن نوظف استثمارا كبيرا من أجل منح الطلاب الضعفاء الذين تفوقوا لاحقا من خلال هذه الخطة المدروسة لأن الطالب القوي هو ناجح بطبيعة الحال وبالتالي كل الإمكانيات للطلاب الضعفاء. وهذا سبب أساسي في وصول ثانوية بيت جن لهذا المستوى العالي'.

عودة إلى المعطيات

وكانت قد أظهرت معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم يوم الأربعاء الماضي، أن نسبة المستحقين لشهادة بجروت في بيت جن ارتفعت بـ 2.5% وبلغت 94.39% في العام الدراسي 2013 – 2014.

ويشار إلى أن قرية بيت جن، كعديد من القرى العربية التي تعاني من التمييز جراء سياسات حكومات إسرائيل المتعاقبة، تنتمي إلى مجموعة البلدات من المستوى الاقتصادي المتدني.

واحتلت المرتبة الثانية واحدة من البلدات اليهودية من المستوى الاقتصادي العالي، وهي كوخاف يائير، التي بلغت نسبة الاستحقاق لشهادة البجروت فيها 92.11%، أي بانخفاض بنسبة 1.29%.  

ويشار إلى أن معطيات الوزارة تشمل الطلاب الذين يتعلمون في صفوف الثواني عشر في المدارس الثانوية الواقعة في البلدات التي يسكنون فيها فقط، وتتجاهل الوزارة بمعطياتها هذه عشرات آلاف الطلاب الذين يتسربون من مقاعد الدراسة، الذين بلغت نسبهم في العام 2013 – 2014 حوالي 19.5%.

كذلك تجدر الإشارة إلى أنه توجد في بيت جن مدرسة ثانوية واحدة، بينما لا توجد مدرسة ثانوية في كوخاف يائير ويتعلم طلابها في مدينة كفار سابا، ما يعني أن الإنجاز الذي حققوه جاء بفضل جهاز التعليم في الأخيرة. 

ويشار إلى أن المراتب الدنيا في سلم المستحقين لشهادة البجروت توجد بلدات عربية عديدة، بينها قلنسوة، حيث نسبة المستحقين 43.8%، ورهط حيث النسبة كانت 40.9%، وجسر الزرقاء حيث النسبة 26.6%.

ووفقا للقائمة التي نشرتها الوزارة فإن عددا من المستوطنات تقبع في أسفل السلم، حيث جاءت مستوطنة 'موديعين عيليت' في المرتبة الأخيرة وكانت نسبة المستحقين لشهادة البجروت 7.3% وفي مستوطنة 'بيتار عيليت' بلغت النسبة 9.8% وفي مدينة بني براك كانت النسبة 9.2%. لكن ينبغي الإشارة هنا إلى أن معظم الطلاب، وهم حريديم، في هذه الأماكن يتعلمون في ييشيفوت، أي المعاهد الدينية اليهودية التي لا تشملها معطيات الوزارة.  

اقرأ أيضا: بيت جن بالمركز الأول قطريا بالاستحقاق لشهادة البجروت

التعليقات