الرينة: تغيير الزي المدرسي يثير استياء الأهالي

قامت المدرسة الابتدائيّة (أ) في الرينة، بتغيير الزيّ المدرسيّا، مؤخراً، بالإضافةِ إلى الشعار، مما سبب عدة ردود أفعال مِن قِبل بعض الأهالِي نحو المدرسة وإدارتها، متهمين إياها بزيادة العبء الماديّ، وهو عبء غير ذي ضرورة، حسب تعبير بعضهم.

الرينة: تغيير الزي المدرسي يثير استياء الأهالي

نقاش في الرينة حول الزي المدرسي

كتبٌ مدرسيّة متكدّسة على الرفوف في مكتبات قرية الرينة، شمال شرق الناصرة، وحقائب مدرسيّة متناثرة بألوانها الزاهية هنا وهناك، وإعلانٌ آخر في محلات تجارية بالقرية 'يوجد لدينا الزيّ المدرسي الجديد الخاص بابتدائيّة الرينة أ'.

جاء هذا الإعلان بعد أن قامت المدرسة الابتدائيّة (أ) في الرينة، بتغيير الزيّ المدرسيّ لها، مؤخراً، بالإضافةِ إلى الشعار، مما سبب عدة ردود أفعال مِن قِبل بعض الأهالِي نحو المدرسة وإدارتها، متهمين إياها بزيادة العبء الماديّ، وهو عبء غير ذي ضرورة، حسب تعبير بعضهم.

ولطرح هذه القضيّة، واكتشاف جوانبها المتعددة، التقى 'عرب 48' بعدد من الأهالِي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين وأصحاب هذا القرار.

 

أحوال اقتصاديّة

وتعتبّر المواطنة روان طاطور، وهي أم لطالب في المدرسة أ، أن هذه الخطوة تشكل عائقا على العائلات مستورة الحال، إذ هناك عائلات لديها 4-5 طلاب في المدرسة، ويستخدمون الملابس هذه بتناوب أو بشكل متوال لجيل بعد جيل، بالإضافة إلى الكتب والحقائب والمستلزمات، ومن هنا يتشكل العبء بازدياد عدد أفراد الأسرة.

وترى طاطور، أن هذا العبء نسبيّ، فبالنسبة لها لا تعاني من تغيير الزي المدرسي فهي أم لولد واحد في المدرسة، وتتسائل 'ما الهدف من تغيير اللباس المدرسيّ؟'، متابعةً أن لباس مدرسة الرينة أ، كان باللون الأزرق لمدة 20 سنة، بعدها تغيّر لمدة سنتين للون الأخضر، والآن يريدون اللون الليلكيّ، فلماذا هذا التغيير الدائم؟، وما الهدف؟.

ومن جهة أخرى، ردّ رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في المدرسة الابتدائيّة أ، عادل غرابا، على تذمّر بعض أهالِي الطلاب، أن الجانب المادي لا يشكل عبئا آخر على الأهالي، فهم سيشترون اللباس الجديد كما كانوا يشترون القديم في كل سنة، وهذا تغيير للأفضل والأجمل، ليس فقط من باب التغيير، بل هو لتحسين الوضع القائم، فاللون القديم كان باهتا على الطلاب نوعاً ما، وتم تغييره للون الليلكيّ الذي يعبر عن الابتهاج والفرح.

ويبدي المواطن موفق طاطور، رأيه بهذه الخطوة، بأنه ليست هناك حاجة لتغيير الزي المدرسي، خاصةً وأن الأوضاع العامة للناس صعبة، ومع توالي رمضان، الأعياد، المناسبات الاجتماعيّة، والعام الدارسي مع بعضها البعض، أصبح الوضع أصعب.

وعن العبء المالي الذي شكا منه بعض الأهالِي، يفيد مسؤول قسم المعارف في قرية الرينة، خالد عثامنة، أنّ هذا التغيير لا يشكل حاجزا، فتكلفة الزيّ عبارة عن مبلغ 30 شاقل، ولو بقي الزيّ السابق سيضطر الأهالِي لشرائهِ أيضاً، ففي كل سنة من المفترض أن يتم تجديد ملابس الطلاب، مؤيداً هذه الخطوة بقولهِ أنّ 'كلّ ما في الأمر قامت المدرسة بتغيير اللون والشعار، فهو أجمل وأفضل للطلاب، من ناحية اللون، وهو السبب الوحيد لهذا التغيير إذ لا يوجد أي معايير أخرى'.

القرار

ويفيد عثامنة، أن الزيّ المدرسيّ الموحد يعتبر إجبارياً في المدارس الابتدائيّة، ومن يتخذ أيّ قرار بخصوص الزيّ هو إدارة المدرسة، ويجب التعاون مع الأهالِي والطلاب، إضافةً إلى ذلك، يختارون الأسعار الأقل تكلفة بالنسبة للطلاب، أما في الرينة فيوجد مدرسة واحدة ستغيّر الزيّ المدرسيّ لطلابها، وهي 'الابتدائيّة أ'.

وأشار غرابا إلى أنّ هذه الخطوة تمت باستشارة الأهالِي، وعن طريق لجنة مكوّنة من 11 شخصا من لجنة أولياء أمور الطلاب، وافق 10 على القرار، وواحد لم يوافق، وبذلك تم اعتماد قرار الأغلبيّة، مطالباً الأهالِي أن لا يعتبروا المدارس عبئا إضافيا، بل على العكس يجب أن يخصصوا المدرسة في أولوياتهم، فالعيد، السفر والمناسبات ليست أهم من المدرسة.

وأبدى غرابا اهتمامه بالشعار الجديد 'مشروع حياة'، قائلاً إن 'المدرسة بالفعل هي مشروع كبير لا يقتصر على التعليم والدراسة، بل مشروع حياة متكاملة، ونحن كلجنة آباء نحاول أن نحافظ على التغيير، الفعاليات اللامنهجية والخروج عن الروتين. نحن نريد أن نتقدم في جميع المجالات وليس فقط في الزيّ المدرسي'.

وتابع أن الأسعار معقولة وتناسب جميع المستويات الاقتصاديّة في المجتمع، وليس الزي من يشكل ثقلا بل تغيير المناهج بشكل دائم، فالكتب المدرسيّة والكراسات التعليمية تكلف ما بين 500 إلى 600 شاقل للطالب الواحد، وبالرغم من ذلك أصبح من النادر أن يستعمل الكتاب أكثر من سنة.

الوضع القائم

وترجو طاطور أن يكون هذا التغييرعميقا بشكل أكبر من تغيير لباس أو شعار، معبرةً عن استيائها من الوضع الحالي، 'كنت أتمنى حين ذهابي إلى المدرسة أو حتى المرور بجانبها، أن أشعر أن ابني يتواجد بهيكل تعليمي مدرسيّ منظم، وليس حالة فوضى كسوق الخضار، لا يقوم المدير والمعلمون فيها بدورهم كما يجب'، مضيفةً أنّ 'تغيير المنهاج كل سنة يشكل عبئا أكبر على لأهالِي'.

وتؤكد طاطور أنها لا ترى أي هدف من هذه الخطوة، بينما 'هناك مستويات أجدر بالتغيير وهي التي تتعلق بمعاملة المعلمين للطلاب، أو في الخدمات العامة في المدرسة، كوجود ورق للتنظيف في المراحيض العامة، صابون ومستلزمات أخرى'، قائلةً 'يجبرني ذلك الوضع أن أرفق مع ابني ورقا خاصا للمرحاض'.

وفي هذا الصدد يجيب غرابا أن الوضع في المدرسة لا يقلّ عن أي مدرسة في المجتمع العربي، بل هناك تجديد في الأيدي العاملة بالنظافة في المدرسة، وجميع مرافق النظافة والمراحيض العامة، فالمشكلة تأتي من وجود سوء تربية لاستخدام الأماكن العامة، قائلاً 'يجب زيادة الوعي لدى الطلاب كي يتعاملوا مع المراحيض المدرسيّة بشكل صحيح. جميع المدارس العربيّة في المجتمع العربي تعاني من نقوصات في الهيكل والمبنى، لكن ذلك لا يمنع وجود نظافة عامة، وحسن استخدام من قِبل الطلاب للأماكن العامة'.

نداء

ويرى عثامنة أنّ هذا التغيير لا يعتبر مشكلة، فمن عانى منها قليلون جداً، واحد أو اثنين فقط، وهي لا تعتبر كلفة ماليّة، حتى لو كان عدد طلاب العائلة الواحدة كبير، مناشداً من لديهم صعوبة بالوضع الاقتصاديّ التوجه له أو لمدير المدرسة، كي يقدم لهم يد المعونة.

ويؤكد غرابا على هذا النداء لكل العائلات التي تمرّ بظروف صعبة، أنّ المسؤولين سيساهموا في مساعدة العائلات مستورة الحال، بعدة طرق، منها تخفيض الأسعار، أو تبنّي جزء من هذه التكاليف مِن قِبل إدارة المدرسة، فكل أحد من يعاني صعوبات مالية يمكنه التوجه وستقدم له يد المساعدة دون تردد.

التعليقات