موسم السباحة: حالات الغرق بين العرب مقلقة

لم يكن موسم السباحة والاستجمام هذا العام هو الأول الذي يتحول لدى الكثير من العائلات إلى كابوس مقلق لا سيما في العطلة الصيفية بعد أن تتوافد أعداد كبيرة من العائلات العربية إلى شواطئ بحيرة طبرية..

موسم السباحة: حالات الغرق بين العرب مقلقة

صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

لم يكن موسم السباحة والاستجمام هذا العام هو الأول الذي يتحول لدى الكثير من العائلات إلى كابوس مقلق لا سيما في العطلة الصيفية بعد أن تتوافد أعداد كبيرة من العائلات العربية إلى شواطئ بحيرة طبرية التي باتت تعرف بأنها الأخطر من حيث طبيعة أرضيتها ومناخها وتلوث مياهها مما يعرض الكثيرين ممن يجهلونها ولا يتقيدون بتعليمات هامة لمخاطر مباغتة خلال السباحة خاصة في الشواطئ غير المنظمة وغير المعدة للسباحة.

اقرأ أيضا | مخاطر السباحة في فصل الصيف وحالات الغرق

وللأسف فإن عدد الضحايا يرتفع من موسم إلى آخر حيث كان آخرهم الشاب يزن جرار من جنين الذي انتشلت جثته بداية الشهر الجاري، بجانب كنيسة الطابغة، وقبله خليل أبو سنينة في الجهة الجنوبية للبحيرة وآخرها فاجعة غرق الفتاة روزالين أبو ربيع في نهر الاردن 'على جسر أريك' شمال البحيرة، والقائمة طويلة وحالات الغرق والمآسي تتكرر كل عام.

دور المنقذ ليس انتشال جثث وإنما منع الغرق!

استعرض المنقذ عبد الرحمن أعمر من دير الأسد يعمل كمنقذ في شاطئ عين التينة 'حكوك' أهم الأسباب للغرق، وقال إنه 'للأسف بات معروف أن غالبية الضحايا والمصابين هم من المواطنين العرب، والأمر مؤسف، فرغم تكرار حالات الخطأ والغرق إلا أن الكثيرين لا يتعلمون ولا يلتزمون بأبسط قواعد الوقاية والأمان'.

 وأضاف 'هناك أسباب عديدة للغرق فمنها أن الكثيرين يذهبون للسباحة في شواطئ غير منظمة وغير معدة للسباحة وهم لا يتقيدون بالتعليمات المدونة على اليافطات ولا يقرؤونها، وكذلك عدم وجود منقذ في هذه الأماكن، إلى جانب أنهم يجهلون طبيعة البحيرة وهي مخالفة لوضعية البحر لأن أرضية البحيرة فيها مطبات خطيرة بحيث تدخل البحيرة في عمق معين وتفاجئك بعمق غادر، وعلى سبيل المثال قد تكون في عمق متر أو مترين وفجأة يهبط إلى أربعة أو خمسة أمتار ويكتشف المستجم أنه في ورطة وخاصة عندما لا يجيد السباحة أو أنه غير متمرس'.

  ولفت إلى أن 'الجهة الغربية من ضفاف البحيرة تكون هي الأخطر في ساعات بعد الظهر لأنها تتعرض غالبا إلى موجة رياح قوية، ونحن بدورنا نحذر عبر مكبرات الصوت جمهور المستجمين ونعطي التعليمات حول مخاطر ذلك مثل استخدام الفرشات الهوائية أو الإطارات المطاطية، وكذلك لهو الأطفال والفتية بالكرة داخل الماء خلال موجة الرياح. دور المنقذ ليس انتشال جثث وليس إنقاذ غريق فقط بل مهمته الأساسية منع الغرق'.

تنبيهات وتعليمات

 واستعرض المضمد أحمد اسدي هو الآخر ما يشاهده خلال عمله في نفس الشاطئ، وقال 'نلاحظ أن ثقافة الأمان لا تولى الأهمية اللازمة لدى الكثير من الأهالي. نقدم الإسعافات لأطفال وفتية يتعرضون لإصابات مختلفة وفي بعض الحالات لا يعلم الأهل كونهم نيام أو منهمكون بإعداد الطعام أو أنهم يتبادلون الأحاديث بعيدين عن أبنائهم. أذكر أنه في إحدى المرات أنهت عائلة عربية يوم استجمام لتترك المكان مساء وتعود لمنزلها في قرية بمنطقة الناصرة إلا أن العائلة عادت أدراجها بشكل هستيري بعد أن اكتشفت أن أحد الأبناء وعمره 6 سنوات ليس برفقة العائلة، ووصلت الأم إلى الشاطئ وهي تصرخ 'أين ابني؟'، وهي متوجسة أن يكون قد غرق بالبحيرة، ولحسن الحظ بعد عملية بحث والاستعانة بمساعدة المستجمين هناك عثر على الطفل وهو نائم تحت شجرة، وهذه الحقيقة تدعو الأهل إلى الحذر أكثر وأن يرافقوا أبناءهم وخاصة أثناء السباحة، وأن يكونوا قريبين منهم، فقد شهدت حالات كثيرة هنا حيث تأتي العائلة وتنشغل فور وصولها بترتيب طاولاتها وطعامها وشرابها في وقت يدخل الأولاد البحيرة للسباحة بعيدا عن الأهل أو شخص بالغ مما يعرضهم للمخاطر'.

ويقول المنقذ في شاطئ 'أمنون' في منطقة الطابغة، إنه 'للأسف معظم حالات الغرق هم من العرب والمتدينين اليهود والسبب وبكل بساطة أن الكثيرين منهم لا يجيدون السباحة. وكذلك الحال مع العائلات كثيرة الأولاد فلا يستطيع الأهل أن ينتبهوا لكل الأبناء والمتابعة الدائمة، ورغم ذلك لا يستخدمون وسائل وقاية مثل الطفافات الواقية لمنع الغرق، وتقع كثيرا حوادث غير متوقعة، مثل شخص استخدم إطارا مطاطيا خلال السباحة ولم يأخذ بالحسبان أنه لسبب ما قد يفرغ الإطار من الهواء ويتعرض لهذا الخطر والغرق المحتم، خاصة وأنه  لا يجيد السباحة، ولحسن حظه أنه كان في شاطئ منظم بوجود منقذ فقام بانتشاله'.

وأكد أنه 'من الضروري أن يجيد المستجم السباحة وأن يعرف مكان السباحة جيدا، والأخذ بتعليمات المنقذ تفاديا لمخاطر الغرق'. 

التعليقات