العنف يطال موظفي بلدية أم الفحم... ما العمل؟

طال العنف مؤخرا بعض الموظفين في بلدية أم الفحم، الأمر الذي أثار حالة من الاستهجان والدهشة في صفوف الموظفين. وطالب مستخدمو البلدية من إدارة البلدية بتوفير الحماية لهم.

العنف يطال موظفي بلدية أم الفحم... ما العمل؟

طال العنف مؤخرا بعض الموظفين في بلدية أم الفحم، الأمر الذي أثار حالة من الاستهجان والدهشة في صفوف الموظفين. وطالب مستخدمو البلدية من إدارة البلدية بتوفير الحماية لهم.

'عرب 48' التقى بعض الموظفين في بلدية أم الفحم والمواطنين والذين أجمعوا على شجبهم لهذه الظاهرة بكل أشكالها.

خط أحمر

وقالت الناطقة بلسان لجنة العمّال، رنا جبارين، في حديثها لموقع 'عرب 48' إن 'الموظف هو من أهل هذا البلد وهو كفؤ ووجود الموظف في نهاية المطاف يصب في مصلحة البلد والمواطن، لكن عندما يتهجم مواطن على موظف بالعنف الكلامي أو الجسدي فهذا خط أحمر لا يمكن السكوت عنه'.

وأضافت أنه 'كلجنة عمال قمنا بالاتفاق مع إدارة البلدية بسلسلة خطوات احتجاجية مثل التظاهر أمام مبنى البلدية وإضراب عن العمل لمدة ساعة تعبيرا عن التضامن مع كل موظف يتعرض  للعنف'.

وطالبت بـ'تأمين حراس في كل قسم من أقسام البلدية ووضع كاميرات مراقبة، وأن تقف إدارة البلدية إلى جانب الموظف المعرض للعنف في حال الشكوى ضد المواطن عسى أن يردع العنف'.

رفض واستنكار

وقال محمد أبو حسين إغبارية لموقع 'عرب 48' إن 'الاعتداء على أي موظف أو موظفة مستنكر ونرفض جميع الاعتداءات سواء كانت جسدية أو كلامية، الموظف/ة يعمل لخدمة المواطن ومساعدته قدر المستطاع وليس من المنطق التهجم عليه والتلفظ ضده بالشتائم'.

وعن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة، قال إنه 'على المواطن أو المراجع لأي قسم كان التحلي بالصبر وإذا وجد أي تقصير من أي موظف /ة فعلى المواطن التوجه للمسؤول عنه لا أن يلجأ إلى العنف'.

وأهاب بالمواطنين قائلا إن 'موظفي بلدية أم الفحم جزء منكم، لا تسمحوا بالاعتداء عليهم، ومعا لنبذ العنف بكل أشكاله'.

وقالت نائبة رئيس المجلس الطلابي البلدي، الطالبة راما علاء جبارين إن 'العنف استشرى في مجتمعنا لدرجة أننا بتنا نفتقد الاستقرار والأمان في بلدنا الحبيب. مستخدمو البلدية يعملون على توفير احتياجات المواطن وتدبير أموره في شتى المجالات، وبحسب رأيي فإنه من غير الأخلاقي أن نلجأ إلى العنف ضد أي إنسان وفي أي منصب مهما كان. أنبذ هذه الظاهرة وأرجو كبح جماحها'.

وأضافت أن 'الحل حسب اعتقادي هو تنظيم حراسة في كل قسم بلدية، لكن قبل ذلك أود أن أوجه رسالة إلى كل صاحب ضمير أن يتحلى بالأخلاق والصبر، وأن لا يسمح لنفسه أو لغيره الاعتداء على أي إنسان'.

تكاتف وتصدي

وقال سكرتير التجمع في أم الفحم، محمود أديب إغبارية، إن 'الاعتداء على موظفي البلدية الذين يقومون بواجبهم من قبل المواطنين مرفوض ومستنكر بأشد عبارات الرفض والاستنكار. لا يعقل ولا يصح أن يقوم مواطن بالاعتداء على موظف يقدم خدماته بكل صدق وإخلاص للمواطنين. ظاهرة العنف في المجتمع العربي بشكل عام وفي بلدنا أم الفحم بدأت تتغلغل وتتفشى في جسم المجتمع الفحماوي كالسرطان الذي ينهش جسدنا حيث أصبحت تشكل خطرا حقيقيا علينا. نحن مطالبون بالتكاتف من أجل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة واجتثاثها من بيننا قبل فوات الأوان'.

حوار وتفاهم

وقال المعالج النفسي، محمد نجيب محاميد، حول هذه الظاهرة إن 'العلاقة بين الناس يجب أن تكون مبنية على الحوار والتفاهم لأن هذه لغة البشر، وفي الآونة الأخيرة نرى ونشاهد تسيبا وفوضى وانحلالا في التعامل بين الناس. للأسف العنف والعربدة وإطلاق النار ومسلسل الاعتداءات يبدأ من عدم احترام القوانين في الشارع العام إلى إطلاق النار في وضح النهار على مدرسة إلى صراخ وشتائم وإهانات وغيرها من الكلمات المرفوضة والأعمال المستهجنة'.

وأضاف أنه 'بعد كل هذا المشهد المأساوي لا أرى عجبا أن يصل هذا المسلسل إلى موظفي البلدية الذين يقدمون الخدمة للمواطن على أحسن حال'.

ورأى أن 'الحل هو فقط بمعاقبة كل من يعتدي على المصلحة العامة وعلى الموظفين، ممنوع السكوت بأي حال من الأحوال والخضوع للعنف. السكوت عن العنف يعني أننا شركاء في استفحال هذه الآفة الخطيرة'.

حرمة ومحاسبة

وقالت عضوة لجنة العمّال، ناهد سيف، في حديثها لموقع 'عرب 48' إن 'بعص موظفي بلدية أم الفحم تعرضوا خلال الفترة القصيرة الماضية إلى العديد من حالات الاعتداء الجسدي واللفظي من قبل عدد من المواطنين. إننا في لجنة الموظفين وبلدية أم الفحم إذ ندين هذه الاعتداءات أشد إدانة ونستنكرها أشد استنكار وننظر إليها بعين الخطورة وبالتأكيد لن نسمح أن تتحول إلى ظاهرة. إن موظفي بلدية أم الفحم هم أبناء هذه المدينة ويقومون بخدمة الجمهور على أكمل وجه، وهم يتمتعون بشهادات  وكفاءات علمية قل نظيرها في السلطات المحلية العربية هذا فضلا عن تمتعهم بمهارات مهنية عالية المستوى. يحاولون قدر المستطاع أن يوفروا الخدمة الفورية والمهنية، لكن وجب التنويه إلى أن بعض التوجهات والمطالب لا يمكن تلبيتها فوريا وذلك لطبيعة تعقيداتها البيروقراطية فيضطر الموظف إلى متابعتها وحلها وفق ما تنص عليها الإجراءات والقوانين، وحتما فإن ذلك يتطلب صبرا وتفهما من قبل المواطنين'.

وأضافت أنه 'لا يجوز أبدا للمواطن الذي لم يتلق الخدمة الفورية، للأسباب المذكورة، أن يقوم بالاعتداء على الموظف أو التهجم عليه، المواطن الذي يحمل الشكوى بإمكانه التوجه إلى مدير  القسم المعني وبإمكانه التوجه إلى أعضاء وإدارة البلدية كما وبإمكانه التوجه إلى رئيس البلدية بشكل مباشر ويرفع شكواه ومطالبه، لكن مجددا نقول من غير المسموح له أن يأخذ الحل بيده ومن غير المسموح له أن يعتدي على الموظف. وجب أن ننوه إلى أن للموظف ومكتبه حرمة لا يجوز انتهاكها، فالأخيرة يحاسب عليها القانون بالسجن الذي قد يبدأ بثلاثة أعوام وينتهي بخمسة'.

التعليقات