رفض لمخطط إقامة قرية عربية على أرض حطين المهجرة

أثارت توصية المجلس القطري للتنظيم والبناء قبل أيام، بإقامة قريتين، الأولى عربية بدوية في النقب في محيط وادي النعم والثانية في الجليل في محيط بلدة حطين المهجرة موجة من ردود الفعل الرافضة للمخطط.

رفض لمخطط إقامة قرية عربية على أرض حطين المهجرة

أنقاض قرية حطين المهجرة

أثارت توصية المجلس القطري للتنظيم والبناء قبل أيام، بإقامة قريتين، الأولى عربية بدوية في النقب في محيط وادي النعم والثانية في الجليل في محيط بلدة حطين المهجرة موجة من ردود الفعل الرافضة للمخطط.

وبحسب التوصية فإن مكان القرية العربية الدرزية في الجليل الأسفل، في الجهة الغربية من 'الحديقة الوطنية' ومنطقة حطين، وشمالي المنطقة الصناعية جولاني وشارع 77، في منطقة 'قصر نفتالي'.

وفقا للخطة، ستكون القرية جماهيرية، وستحوي المرحلة الأولى المخطط لها 400 وحدة سكنية، وعلى المدى البعيد ستكبر القرية تدريجيا.

وبحسب المجلس القطري فإن التوصية بإقامة القرية تأتي في أعقاب قرار الحكومة من يوم 18/11/2012، والتي نصت على وجوب المبادرة لإقامة قرية درزية جديدة ذات طابع جماهيري في منطقة الجليل الأسفل.

شبيطة: 'لماذا أراضي قرانا المهجرة حطين ونمرين ولوبيا؟'

استعرض ابن قرية حطين المهجرة، طارق شبيطة، المخطط المستهجن، وتساءل 'لماذا تقام البلدة على أراضي قرانا المهجرة حطين ونمرين ولوبيا؟ أليس الأجدر إقامة قرى هناك للمهجرين في الداخل والمنتشرين في مختلف البلدات وهم أكثر من يتعرضون للغبن وأزمة الأرض والمسكن منذ عام النكبة ويذوقون الويلات؟'.

 وحول إقامة بلدة هناك للعرب المعروفيين، قال لـ'عرب 48' إننا 'مع حل أزمة السكن الخانقة التي تعاني منها البلدات العربية الدرزية بسبب التمييز الصارخ، ولهم الحق الكامل بالأرض والمسكن، لكن لماذا لا تقيم السلطات هذه البلدة على أراضي الدولة؟ ولماذا لا توسع المسطحات للبلدات العربية؟'.

وشدد على أن 'هذا المخطط لإشعال نار الفتنة وشرذمة مجتمعنا وحرفه عن قضاياه الكبيرة والحارقة. لست مقتنعا أن بلدة من هذا القبيل ستقوم لأن أهلنا أبناء الطائفة العربية المعروفية بغالبيتهم الساحقة لن يرضوا بهذا الغبن وهذا الظلم لأبناء شعبهم، وبالتالي نحن مع حل أزمة السكن في إقامة مدن وليس فقط قرى، لكن ليس على أنقاض وجراح الآخرين. ننتظر العودة لبلدنا كما كل المهجرين الذين ذاقوا ويذوقون الويلات منذ قرابة سبعين عاما وواثق أن الأخوة المعروفيين لن يقبلوا بالمشاركة في جريمة قتل هذا الحلم وهذا الأمل'.

معدي: 'فقاعات كاذبة لامتصاص الغضب'

رئيس لجنة التواصل العربية الدرزية، الشيخ علي معدي، من يركا استهجن المخطط واعتبره فقاعة كاذبة لامتصاص غضب الشباب العربي الدرزي بسبب أزمة الأرض والمسكن.

وقال لـ'عرب 48' إننا 'مبدئيا لسنا ضد إقامة أي بلدة عربية تتوفر فيها الشروط المناسبة، لكن نرفض المخطط لأن مبدأنا وقيمنا تحتم علينا رفض البناء على أنقاض أراضي أهل لنا طردوا وهجّروا من ديارهم ووطنهم، ونحن نعتبر أن هذه أرض مغتصبة وهذا محرم ولا يجوز'.

وأضاف أن 'هذا المخطط يندرج في إطار سياسة 'فرق تسد' فهم يريدون أن يظهروا بأنهم يقدموا الحقوق لمن يخدم في جيشهم. على المؤسسة الإسرائيلية التي صادرت 83%من أراضي العرب الدروز بدلا من أن تقيم بلدة درزية بدون موارد وبدون مناطق صناعية على أراضي المهجرين أن تعيد لنا 10% على الأقل من الأراضي التي صادرتها من أبناء الطائفة العربية الدرزية بهدف البناء وحل أزمة السكن، وبهذا توفر على شبابنا تكبد المعاناة والغرامات الباهظة'.

وأشار إلى أن 'لجنة التواصل قدمت قبل خمس سنوات التماسا شمل آلاف التواقيع بطلب توسيع المسطحات إلا أنهم رفضوا الالتماس دون أن يعقدوا جلسة، وأطلوا علينا باقتراح إقامة بلدة درزية في الجليل الغربي في منطقة الشيخ دنون، واليوم يطلون علينا بمخطط لإقامة قرية في منطقة طبريا، هذه فقاعات كاذبة لامتصاص الغضب وإذا أرادوا حلولا جادة ليعيدوا لنا أرضنا المصادرة'.

حجو: 'نوايا خبيثة تسعى لدق الأسافين'

أكد رئيس لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني، نايف حجو، رفضه القاطع للمخطط، وقال لـ'عرب 48' إن 'وراء المخطط نوايا خبيثة تسعى لدق الأسافين بين المهجرين وبين إخواننا من بني معروف. أؤكد أنه من خلال اللقاءات التي جرت فإن القيادات الدينية والوطنية من العرب المعروفيين ترفض بشكل قاطع هذا المخطط'.

وأشار إلى أن 'لجنة المهجرين تعمل مع مركز عدالة والمركز العربي للتخطيط البديل من أجل تقديم اعتراض على المخطط للمجلس القطري للتخطيط والبناء. كما أن موقف القيادات الدينية والوطنية المعروفية مشرفا ويفتخر به. لو كان الأمر فعلا يتعلق بحل أزمة سكن الشباب العرب الدروز فهناك مجال لتوسيع مسطحات قرى عربية درزية، على سبيل المثال أراضي قرية المغار تمتد من بحيرة طبريا إلى قرية فراضية وسهل البطوف، لكن صودرت منها مساحات واسعة منذ يوم الأرض عام 1976 وأقاموا عليها أكثر من 12 مستوطنة بدلا من توسيع مسطح القرية'.

وحول استهداف أراضي حطين ونمرين فيرى أنه 'ليس بريئا، وهو مخطط يحمل في طياته أبعادا سياسية لدق الأسافين وتمزيق نسيجنا الاجتماعي. علينا جميعا بذل أقصى الجهود لوقف هذه المهزلة، وإذا لزم الأمر سنقوم بخطوات عملية كالاحتجاجات والمظاهرات وغيرها'.

مراد: 'حطين ونمرين ولوبيا أرض عربية فلسطينية'

وقال الناشط السياسي ومناهض التجنيد الإجباري في الجيش، إحسان مراد، من قرية بيت جن لـ'عرب '48 إن 'هدف هذا المخطط ضرب النسيج الاجتماعي وشرذمة أبناء الشعب الواحد والمصير الواحد'.
وشدد على أن 'هذا المخطط هو أخطر من أزمة السكن التي تعيشها البلدات العربية. يدعوّن أن هذه الخطوة تأتي بغرض توفير المساكن وأنا مقتنع أن الشباب العرب المعروفيين لن يقبلوا بمثل هذه اللعبة القذرة لأنه ليس من شيمه السيطرة على أراضي أبناء شعبهم العربي، والحديث هنا يدور حول أراضي لأهلنا المهجرين منذ النكبة'.

واعتبر أن' الحديث عن قرية درزية في حطين المهجرة هو فصل آخر من فصول الملاحقة التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية تجاهنا من محاولة العبث بتاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا. أؤكد أن حطين ونمرين ولوبيا أرض عربية فلسطينية هجر أهلها ظلما وعدوانا، ومقام نبينا شعيب، عليه السلام، شاهد على ذلك وستنطق أحجار جامعها يوما إذا ما خرست الألسن .ونحن الذين لم نهجر قرانا وأرضنا لن نرضى بإقامة قرى على أراضي المهجرين اليوم مهما كان'. 

التعليقات