سخنين: جدل في أعقاب إطلاق اسم "أم كلثوم" على مدرسة

أثير في سخنين نقاش بين عدد من المواطنين وإدارة البلدية في أعقاب إطلاق اسم "أم كلثوم" على المدرسة الابتدائية الثامنة الجديدة التي ستفتتح في الحي الجنوبي، مطلع العام الدراسي المقبل، والتي فاز في مناقصة إدارتها قبل أيام الأستاذ خالد أبو ريا.

سخنين: جدل في أعقاب إطلاق اسم "أم كلثوم" على مدرسة

منظر عام في سخنين

أثير في مدينة سخنين نقاش بين عدد من المواطنين وإدارة البلدية في أعقاب إطلاق اسم 'أم كلثوم' على المدرسة الابتدائية الثامنة الجديدة التي ستفتتح في الحي الجنوبي في سخنين، مطلع العام الدراسي المقبل، والتي فاز في مناقصة إدارتها قبل أيام الأستاذ خالد أبو ريا.

وثمة من يؤيد التسمية في حين يطالب البعض بتغيير اسم المدرسة لاسم له علاقة بالفكر والتعليم.

ورأى آخرون أن الزوبعة التي أثيرت مبالغ بها ولا تستحق كل ذلك، ومن المقرر أن تعقد جلسة خاصة بين الأطراف المختلفة للتباحث والتوصل لاتفاق حول تسمية المدرسة.

الشيخ أبو ريا: 'لست ضد الفن والموسيقى...'

وقال أحد المعارضين لإطلاق اسم 'أم كلثوم' على المدرسة، الشيخ علي أبو ريا، إن 'الاعتراض ليست قضية دينية ضد علمانية، أو أنني ضد الفن والموسيقى، فمن الأنسب أن تطلق هذه التسمية على معهد موسيقي أو غنائي'.

وأوضح لـ'عرب 48' أن 'الموسيقى والغناء الملتزم كان موجودا في الإسلام، والقضية ليست قضية سياسية وإلا لوجدنا في سخنين من يعارض تسمية بعض المدارس باسم شخصيات كان لها انتماء سياسي معين. القضية هي أن للتسمية رسالة تربوية وتعليمية وأن إطلاق اسم  أم كلثوم' على المدرسة لا يخدم كثيرا هذه الرسالة، وأنه بالإمكان البحث عن شخصيات أخرى كثيرة في تاريخنا العربي أو الإسلامي أو الفلسطيني، سواء كانت رجلا أم أنثى، ليعطي مدلولا تربويا وتعليميا بشكل أوضح وأبرز وأعمق في نفوس أبنائنا، وبالتالي من الأجدى أن نختار أسماء رموز من تاريخنا وحضارتنا العربية والإسلامية ذات صلة بالفكر والعلم، وهذا التاريخ زاخر بالرموز التي أسهمت في الحضارة والثقافة العربية والإنسانية، ولا أعتقد أن في هذا الطرح إساءة لأي من الرموز في مجالات أخرى بقدر ما أن هذه التسمية تصلح لمؤسسات تعنى بشؤون الفنون والموسيقى'.

المربي عثمان: 'لن نسمح بأن يفرضوا آراءهم علينا'

وقال المربي علاء عثمان إنه 'في أعقاب إطلاق اسم 'أم كلثوم' على المدرسة الابتدائية الجديدة في سخنين، بدأنا نسمع بعض الأصوات المنددة بذلك والتي تنادي بإلغاء الاسم لأنه لا يمثلهم'.

وأكد لـ'عرب 48' أن 'الأمر ليس مثلما يصورونه. إطلاق أي اسم على أي مؤسسة يهدف إلى تخليد اسم ذلك الشخص، وبرأيي يجب أن نخلد اسم هذه الفنانة العظيمة، أم كلثوم، تقديرا لما قدمته من فن راق وجميل وأدب في الغناء'.

وأوضح أن 'إطلاق اسم أي شخص على أي مؤسسة هو بمثابة تقدير له، وبرأيي أن أم كلثوم كانت فنانة تستحق التقدير والاحترام، على فنها، ولا ننسى أن أم كلثوم التي عملت 4 أعوام في سبيل دعم الحرب المصرية، وغنت على حساب صحتها لأجل ذلك. ولا شك أن إطلاق اسم أي شخص على أي مؤسسة ينطلق من اعتباره قدوة يحتذى بها، ونعم، أم كلثوم هي قدوة عظيمة ويجب أن يحتذى بها، فكانت مثالا للفنانة الراقية والملتزمة القوية، كانت مثالا للفن الجميل والرائع. أم كلثوم تمثلنا، ونحبها ونحب فنها، ومن ينكر ذلك ينكر ذاته، ووجود أناس يعتبرونها لا تمثلهم هذا شأنهم، ولكن لن نسمح بأن يفرضوا آراءهم علينا، تم اختيار اسم المدرسة وتمت الموافقة عليه وهو لا يمس أحدا، وسيبقى اسم المدرسة 'أم كلثوم' شاء من شاء وأبى من أبى'.

زبيدات: 'المدرسة ليست صرحا موسيقيا'

وقال مسؤول ملف التربية والتعليم في بلدية سخنين، محمد زبيدات، إنه 'للأمانة التاريخية، ينبغي أن نذكر أن إطلاق اسم 'أم كثلوم' على المدرسة تم قبل استلام الإدارة الحالية لمهامها في البلدية، حيث تمت تسمية المدرسة بهذا الاسم في نهاية عمل الإدارة السابقة، في الفترة الأولى لإدارة الرئيس مازن غنايم'.

وأكد لـ'عرب 48' أنه 'جرت العادة في السابق أن يتم اختيار أسماء المدارس في سخنين إما على اسم عالِم عربي بارز في علوم الدين والدنيا مثل ابن خلدون وابن سينا أو على اسم كاتب أو شاعر أو أديب عربي بارز مثل طه حسين والمتنبي'.

وأشار إلى أن' الانتقادات حول إطلاق اسم المطربة المعروفة 'أم كلثوم' على صرح تربوي تعليمي وليس صرحا موسيقيا، هو انتقاد شرعي ومقبول، نحترمه ونتقبله، طالما بقي الانتقاد انتقادا موضوعيا يحافظ على أدب الاختلاف واحترام الرأي الآخر واحترام شخص المنتقَد، سواء كان المنتقِد مؤيدا للتسمية أم معارضا لها'.

وأضاف أن' الانتقاد الذي وجّهه الشيخ علي أبو ريا، والكثير من الناس العاديين، هو انتقاد موضوعي لم يسئ فيه لا للبلدية ولا لأي شخص. موقف الشيخ علي وغيره يقول إن 'أم كلثوم' مطربة، مهما كان صوتها جميلا وعذبا، لا ينبغي أن يتم إطلاق اسمها على مدرسة باعتبار المدرسة صرحا تعليميا تربويا'.

غنايم: 'زوبعة مبالغ فيها'

وفي تعقيبه قال رئيس البلدية، مازن غنايم، إن 'الزوبعة التي أثيرت حول مسألة التسمية مبالغ بها ولا تحتاج كل هذه العاصفة وكأن بلدية سخنين تسعى لفرض ما لا يقبله الناس، بل نحن منفتحون على أي اعتراض أو نقاش موضوعي، وفي سياقه الوحدوي والأخوي'.

وأكد لـ'عرب 48' أن 'البعض له رأي مختلف، ونحن نحترم ونصغي للجميع. أنا شخصيا أعمل دائما على رأي الإجماع، ونحن باتصال مع الجميع وليس لدينا أي نوع من الحساسية حول أي اسم أو تسمية تخص الحضارة والثقافة العربية. جلسنا مع المشايخ ودعونا لجلسة مع رجال الدين ومدير المدرسة والهيئة التدريسية، ونحن منفتحون لسماع كل الآراء والاتفاق على تسمية ملائمة'.

التعليقات