يافا: التهويد يتغول على الأوقاف

تتعرض الأماكن المقدسة والأوقاف العربية المسيحية في يافا بالداخل الفلسطيني، لعمليات وصفقات بيع وتصفية، ضمن مخطط التهويد الذي تتعرض له المدينة كسائر المدن الساحلية بالداخل.

يافا: التهويد يتغول على الأوقاف

يافا... جرائم التهويد تستهدف الأوقاف

صفقات تصفية للأوقاف والمقدسات بأثمان زهيدة تجتاح يافا ضمن جرائم تهويد المدينة


تتعرض الأماكن المقدسة والأوقاف العربية المسيحية في يافا لعمليات وصفقات بيع وتصفية، ضمن مخطط التهويد الذي تتعرض له المدينة كسائر المدن الساحلية بالداخل.

وتبذل السلطات الإسرائيلية منذ عام النكبة 1948 جهودا مكثفة، بمشاركة ومؤازرة المنظمات الصهيونية في العالم، بهدف تحويل المدن العربية الفلسطينية الساحلية إلى مدن ذات أغلبية يهودية، بأساليب وطرق خبيثة خططت لها إسرائيل حيث وفرت جميع الشروط لإنجاحها، والثانية عن طريق سمسرة وبيع الأراضي بصفقات أو بطرق أخرى وتهويدها خفية،

يعيش العديد من أبناء الطائفة العربية المسيحية في يافا، ظروفا معيشية قاسية، بعضهم تحت مستوى خط الفقر، لا يملكون مأوى ولا قوت يومهم، يشكون حالهم ويبحثون عن منزل يأويهم في المدينة.


تنشط الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في يافا جاهدة للمحافظة على الأوقاف والمقدسات، وأعلنت قبل نحو أسبوعين عن كشف 'صفقة ضخمة، بيعت فيها أوقاف تابعة للطائفة المسيحية بأثمان زهيدة لشركة وهمية حيث جرى بيع جميع حقوق الملكية لوقفية سوق الدير المركزية بجانب دوار الساعة في يافا بيعًا نهائيًا لا حكرًا ولا تأجيرًا، وتم بيع هذه القطعة ومساحتها 6.5 دونم وفيها ما يقارب 6 آلاف من المباني الأثرية والحوانيت والبيوت العريقة بمبلغ زهيد يقارب 1.5 مليون دولار أميركي، بينما قيمة هذه الأماكن الحقيقية تفوق الـ 200 مليون شيكل وأكثر، إذا لا سعر محدد لها'.

وأشارت التقارير العقارية في يافا إلى أن أقل منزل للسكن تقدّر قيمته بين مليونين إلى 3 ملايين شيقل.

وحذر أهالي يافا العرب من هذه الصفقة الخطيرة التي تهدف اقتلاع وتصفية التاريخ العربي الفلسطيني في يافا، مؤكدين أن 'النضال مستمر، رغم الإمكانيات المحدودة، ضد كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بأملاك المواطنين العرب'.

وقال عضو إدارة الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في يافا، بيتر حبش، لـ'عرب 48'، إن 'الوثائق التي سُربت من البطريركية تثبت للأسف الشديد أنه جرى بيع سوق الدير بمبلغ زهيد يقارب 1.5 مليون دولار في العام 2013، وهذا كشف لأول مرة قبل نحو أسبوعين، وهو أمر خطير للغاية، لماذا بيع سوق الدير لشركة وهمية؟ أين هذه الأموال؟ وأين النزاهة والشفافية فيما يحصل؟'.

وأضاف أنه 'علينا في كافة المؤسسات الأرثوذكسية والمسيحية في يافا خاصة وأبناء شعبنا عامة بالعمل للتصدي لهذه الصفقات ضمن المسارات القضائية والنضالات الشعبية والتوجه لسفراء الدول الأجنبية وكذلك للبطريركية بهدف وقف بيع أملاك الأوقاف المسيحية في يافا والبلاد. اجتمعنا بشكل طارئ وباشرنا بتوعية السكان، ووضع أسس العمل لمواجهة هذه الصفقات الخطيرة'.

وحذر من مخططات تهجير المواطنين العرب من يافا بطريقة "ناعمة سلسة"، وقال إنه 'يجري ترحيلنا وتهجيرنا بعد أن رُممت مدينة يافا، يتم طردنا بحجة هدم المنازل وترميمها، واليوم يبيعون هذه المنازل بأثمان زهيدة، نحن نعيش نكبة جديدة. الشاب العربي في يافا ليس بمقدوره شراء منزل أو شقة سكنية بسبب الأسعار الباهظة، وعمليا ما يحدث هنا أنهم يدفعون بالمواطنين العرب إلى هجرة جديدة لخارج المدينة، وللأسف ينخفض عدد السكان العرب في يافا يوما بعد يوم'.

وقال المواطن إيميل مدبك من سكان يافا، لـ'عرب 48'، إن 'بيع أوقاف الطائفة العربية المسيحية ليس بجديد، ولنا تجربة مريرة على مر السنين إزاء المؤامرات والصفقات التي تستهدف أوقافنا. نحن نعاني منذ أكثر من 500 عام من حكم استعمار فرض علينا، ونحن نعمل المستحيل كي نبقى هنا في يافا'.

اقرأ/ي أيضًا | يافا: تظاهرة بحي العرقتنجي احتجاجا على مشروع تهويدي

وأضاف أن 'القضية الأخيرة ليست جديدة، لكنها توحي إلى أن المخططات التي تستهدفنا كبيرة وخطيرة، وهي تستهدف الإنسان العربي بالأساس. لقد وصلت الوقاحة بهم أن يبيعوا أملاك الوقف، لا أحد يعلم ما هو حجم المؤامرات في أروقة الحكومة الإسرائيلية، فهي تدعم البطريرك وعدة دول مستفيدة، وما علينا نحن سوى أن نكافح بما نستطيع وبكل ما أوتينا من قوة لنحافظ على وجداننا في هذه الأرض، هذه قضية وطنية تخص كل أبناء شعبنا بالداخل'. يذكر أن بطريركية الروم الأرثوذكس أصدرت بياناً نفت فيه بشدة 'البيانات التي صدرت ضد البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، والتي تضمن اتهامات ببيع عقارات وأراض وأوقاف تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في يافا إلى جهات إسرائيلية'.

التعليقات