بزعم عدم توفر أدلة: إغلاق ملف اعتداء الشرطة على عائلة عربية

قال طالب الطوري لـ"عرب 48"، إن "الجريمة بدأت عندما قاموا بالاعتداء الوحشي علينا، أنا ونجلي الإثنين، شعرنا أنهم سيقتلوننا. الآن تكتمل الجريمة بالكذب والسلوك العنصري الفاضح المتمثل بإغلاق الملف الذي تبين لاحقا أنه لم يفتح أصلا".

بزعم عدم توفر أدلة: إغلاق ملف اعتداء الشرطة على عائلة عربية

الاعتداء على عائلة الطوري في العام 2013

أغلقت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة ملف التحقيق مع أفراد الشرطة الذين اعتدوا على طالب الطوري ونجليه نضال ورؤوف من مدينة رهط بالنقب، جنوب البلاد.

وادعت عدم وجود أدلة ضد أفراد الشرطة المعتدين على الطوري ونجليه، في أعقاب مشاركتهم بمظاهرة احتجاجية ضد مخطط الاقتلاع والتهجير 'برافر' في العام 2013.

وقال طالب الطوري لـ'عرب 48'، إن 'الجريمة بدأت عندما قاموا بالاعتداء الوحشي علينا، أنا ونجلي الإثنين، شعرنا أنهم سيقتلوننا. الآن تكتمل الجريمة بالكذب والسلوك العنصري الفاضح المتمثل بإغلاق الملف الذي تبين لاحقا أنه لم يفتح أصلا'.

وأضاف أنه 'في أعقاب اكتشافنا إغلاق الملف بتاريخ 10.12.2014 بادعاء عدم وجود أدلة علما أن جزءا كبيرا من المعلومات تبين لحد كبير علاقة أفراد الشرطة بجريمة الاعتداء، هناك صور وثقها مواطنون كانت على صفحات الفيس بوك إلا أنهم استدعوا المصورين وحذروهم من نشر مواد وصور تمس بـ'أمن الدولة'، قمت بتوكيل محام لفحص سبب هذا الإغلاق أمام الحقائق التي قدمناها، وبعد قيام المحامي بالمراجعة والفحص تبين أنه لم يتم أي نوع من التحقيق مع أفراد الشرطة وأنه لا وجود للملف. هذه جريمة أخرى ونحن الآن نثير القضية مجددا'.

الطوري: المستعربون هم من ألقوا الحجارة

استعرض الطوري الاعتداء وآثاره الجسدية والنفسية عليهم، وقال: 'لا يوجد أي سوابق أو ملفات تذكر في الشرطة، لي ولنجلي. كل ما في الأمر أننا شاركنا في حينه بالمظاهرة السلمية والمرخصة، احتجاجا على مخطط التهجير 'برافر' على الشارع الرئيسي الذي يربط بين بلدات النقب، وفي لحظة ما أكد لي البعض أن من حوّل المظاهرة إلى مواجهات بين المتظاهرين والشرطة هم أفراد من الشرطة 'المستعربين' عندما اخترق عدد منهم متنكرين وملثمين، بادعاء أنهم وصلوا من منطقة الشمال للتضامن مع أهل النقب، وبحسب شهود عيان قامت هذه المجموعة 'المستعربة' بإلقاء الحجارة باتجاه الشرطة لافتعال مواجهة وإشعال الوضع وخلق ذريعة لقمع المظاهرة والمتظاهرين'.

وأكد أنه 'في تلك الأثناء، عند الغروب، بعد أن استخدمت الخيول البوليسية والغاز وعملية القمع توجهت، مشيا على الأقدام، مع نجلي إلى حورة المقابلة والتي تبعد قرابة 400 متر عن مكان المظاهرة، وهناك كانت الواقعة...'.

اعتداء أشبه بالموت..

واستذكر الطوري، ليل التعذيب بتوتر شديد، وقال إنه 'في طريقنا من حورة إلى منزلنا في رهط فوجئنا بوحدة الشرطة الخاصة وقوامها نحو 20 شرطيا، حقيقة أنني بداية لم أخش شيئا بسبب أنني مع نجلي ولم نرتكب أية مخالفة، لكنهم اعتدوا علي بلكمة على وجهي وقالوا 'أنت عربي قذر... لماذا تلقي الحجارة؟'. انهال علي جميعهم بالركل والضرب بشكل وحشي، حتى أغمي علي وسال دمي وكسر أنفي وجرحت عيني، حتى ظن نجلي، نضال ورؤوف، بأنني مُتّ، وبعد أن أفقت من الغيبوبة وجدت أننا مقيدون ويقف ثلاثة من أفراد الشرطة فوق رؤوسنا، قال أحدهم 'لنطلق على كل واحد رصاصة وننتهي منهم'، ثم عاودوا الاعتداء الوحشي وأحاطوا من حولي وقاموا بالتبول على وجهي، وبعدها قاموا بجري وضربي لمسافة 400 متر حيث تقف سيارات الشرطة، هناك توقفوا عن التنكيل بعد أن حذرهم الضابط المسؤول من أن هناك توثيق بالصور، وجرى نقلي لمركز الشرطة ثم بدورية للعناية المركزة، بسبب سوء وضعي بعد الاعتداء علي، لكن رغم ذلك رافقني ثلاثة من الشرطة واستمروا بالتنكيل والشتم والإهانة في طريقي إلى مستشفى 'سوروكا'ر ببئر السبع، والأنكى من ذلك أنه عندما توجهت لي ممرضة ورفضت خلع ملابسي لحقني وأنا في غرفة الطوارئ، قام أفراد الشرطة بإغلاق الستائر وانهالوا علي مرة أخرى بالضرب، في تلك الأثناء منعوا النواب العرب والأهل من الدخول للاطمئنان علي. لقد جرى اعتقالي لمدة 48 ساعة ثم أطلقوا سراحي ونجلي الساعة الواحدة والنصف ليلا'.

اقرأ/ي أيضًا| النقب: تنكيل وحشي وملاحقات لعائلة عربية تنتهي بإغلاق ملف التحقيق!

وأشارإلى أنه 'لأول مرة اكتشف حقيقة هذا الوجه العنصري وهذه الوحشية، أوهمونا أننا نعيش في دولة ديمقراطية ودولة قانون، لكن بعد هذه التجربة تعلمت الكثير، علينا فضح هذه العنصرية المتوحشة في كل المحافل وعبر كل المنابر'.

التعليقات