الطيرة: إضراب المدارس صراع ضحاياه الطلاب

تشهد مدينة الطيرة جدلا واسعا بين مؤيد ومُعارض للإضراب المفتوح الذي أعلنته اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلاب في المدينة في كافة المدارس باستثناء التعليم الخاص، تضامنًا مع إضراب أولياء أمور الطلاب في مدرسة عبد الحميد عتيلي الثانوية

الطيرة: إضراب المدارس صراع ضحاياه الطلاب

صور من الطيرة (تصوير عرب 48)

تشهد مدينة الطيرة جدلا واسعا بين مؤيد ومُعارض للإضراب المفتوح الذي أعلنته اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلاب في المدينة في كافة المدارس باستثناء التعليم الخاص، تضامنًا مع إضراب أولياء أمور الطلاب في مدرسة عبد الحميد عتيلي الثانوية (طوماشين) لرفضهم قرار وزارة التربية والتعليم بالإبقاء إدارة المدرسة لشركة طوماشين، بعدما أعلنت البلدية فوز شركة 'عمال' بإدارة المدرسة.

وبعد الإعلان عن الإضراب مساء أمس، السبت، كتب رئيس بلدية الطيرة، مأمون عبد الحي، في صفحته بالفيسبوك أن 'الإضراب باطل'، وأعلن رفضه التام له، ووجه رسالة إلى أهالي المدينة بألا يتجاوبوا مع الإضراب كونه يضر بمصلحة أبنائهم.

وقرابة الساعة السابعة والنصف صباحا، وجه رئيس البلدية، نداء عبر مكبرات الصوت للأهالي بإرسال أبنائهم إلى المدارس كالمعتاد وعدم الانصياع لقرار اللجنة المركزية، وناشد بـ'عدم العبث بمصير الطلاب'.

وفي أعقاب ذلك، سادت أجواء من الغضب والاستنكار الشديد بين أهالي المدينة، إذ عارض عدد منهم طريقة التعامل مع قضية هامة كهذه في المدينة، وأكدوا رفضهم التام لإقحام طلاب المدارس في صراعات سياسية الأمر الذي يمس مصلحتهم قبل كل شيء.

الإضراب ومصلحة الطلاب

وقالت ناشطة وعضوة (رفضت ذكر اسمها) لجنة أولياء أمور الطلاب في الطيرة لـ'عرب 48'، إن 'الطلاب في مدينة الطيرة يدفعون الثمن غاليا في ظل تسييس المدارس، رغم أنهم دفعوا ثمنا باهظاً بسبب نسبة تدني المستوى التعليمي في السنوات الأخيرة'.

وأضافت أن 'قرار الرئيس رفض الإضراب سياسي بحت ولا يصب في مصلحة الطلاب، كيف له أن يدعم إضرابا في مدرسة ويرفضه في مدرسة أخرى؟ يبدو أن مصالح سياسية متبادلة بين أشخاص معينين جعلته يتبنى هذا الموقف، ورغم ذلك نجح الإضراب'.

وقال عضو لجنة أولياء أمور الطلاب المركزية، معتز عراقي، لـ'عرب 48'، إن 'الإضراب كان ناجحا رغم المحاولات لإفشاله، ورغم أنه أعلن في ساعة متأخرة إلا أن نسبة التجاوب فيه وصلت إلى 80%، ولم نتوقع أكثر من ذلك'.

وأكد أن 'التجاوب مع الإضراب من قبل الأهالي كان كبيرا لأن الأهالي أيقنوا أن الإضراب يصب في مصلحة أبنائهم، وأنه لم يأت بهدف الإضراب فحسب إنما لتحسين مستوى المدارس في المدينة، التي تدنى تحصيلها في السنوات الأخيرة. جاء الإضراب تضامنًا مع مدرسة عبد الحميد عتيلي الثانوية (طوماشين) والمدارس الأخرى في المدينة التي تُعاني من نفس الإشكاليات، فمثلا لم تتعد نسبة التحصيل في البجروت بالمدرسة الثانوية العامة (عتيد) 20%، ورسالتنا من الإضراب هي المطالبة بتنفيذ حلول جذرية موجودة بيد الوزارة، وهي منح شبكة عمال إدارة المدرستين التي فازت بهما وفق جميع الشروط المطلوبة بالمناقصة وبقرار من المحكمة'.

واستهجن موقف البلدية، وقال إن 'موقف البلدية غريبا ومستهجنا، فمن جهة توافق على الإضراب ومن جهة أخرى ترفضه، نحن نريد عدم استثناء أي مدرسة في هذا الإضراب لأننا نريد أن نعطي أملا لجميع المدارس، وحتى الآن لم أدرك قرار رئيس البلدية، وواضح أن موقفه ليس مبدئيا'.

وقال عضو بلدية الطيرة المعارض، عبد السلام قشوع، لـ'عرب 48'، إن 'هذا الجدل لا يصب في مصلحة الطلاب، كل ما يحدث يسبب ضررا كبيرا في مسيرتهم التعليمية، هذا عدا الضرر الذي أصابهم بسبب المدارس وإداراتها القديمة (طوماشين و(عتيد)، يكفي أن نعرف أن نسبة النجاح في البجروت في مدينة الطيرة كانت تصل لنحو 80% أما اليوم فإنها لا تتجاوز 40%'.

وأضاف: 'يبدو أن رئيس البلدية ضعيف في ائتلافه ويعاني من مشاكل كثيرة داخل البلدية، ورفضه للإضراب الشامل وقبوله بآخر نابع من ضغوطات سياسية، يجب عليه في هذا الوقت بالذات أن يكون قويا وصاحب كلمة صارمة'.

وحول النداءات عبر مكبرات الصوت في المساجد، قال إنه 'لا ضير أن تستعمل المساجد في مثل هذه الحالات المصيرية التي من شأنها أن تقرر مصير جيل كامل'.

وحاولنا الحصول على تعقيب بلدية الطيرة إلا أنه حتى كتابة هذه السطور لم نتلق أي رد يذكر.

التعليقات