رغم التهديدات: حنيني يدعو لمنع الجرائم مثلما فعل

لم أتوقع أن يصل الدعم إلى هذا الحد، وقف إلى جانبي في الأيام الماضية أهالي مدينة الناصرة وقرية يافة الناصرة وخارجهما، حتى أنني تلقيت اتصالات داعمة لي من منطقة الضفة الغربية، إذ أثنى جميع المتضامنين على ما قمت به ودعوا الجميع إلى القيام بالمثل

رغم التهديدات: حنيني يدعو لمنع الجرائم مثلما فعل

شهدت منطقة الناصرة في الأيام الأخيرة حوادث عنف تخللها إطلاق نار وإلقاء قنابل على منازل ومحلات تجارية، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابات بشرية وتسجيل أضرار مادية في الممتلكات.

وفي يافة الناصرة على وجه التحديد، وقعت سلسلة من الجرائم طالت ملحمة 'نادر حنيني'، حيث بدأت باعتداء لصين على فتاتين من القرية أثناء محاولة سرقتهما في عملية سطو مسلح، مما دفع العمال في الملحمة لإيقاف أحدهما واحتجازه من ثم تسليمه الشرطة.

وتوالت الأحداث بعدها ليتم تهديد صاحب الملحمة، نادر حنيني، من خلال إطلاق النار على متجره، الأمر الذي دفع الناس للتضامن معه وزيارة محله والتواجد فيه لدعمه، وخلال تواجد المتضامنين وبحضور الشرطة، أقدم ملثمون على إطلاق النار وإصابة 6 أشخاص بجروح متفاوتة.

وحول هذه الاعتداءات، حاور 'عرب 48' صاحب الملحمة، نادر حنيني، حول ما بدر منه من موقف مبدئي وإنساني وما تعرض له من اعتداءات كثمن لموقفه.

هل لك أن تسرد لنا حيثيات ما تعرضت له منذ البداية؟

كانت البداية حينما حاول شابان تنفيذ عملية سطو مسلح على فتاتين تعملان في فرع 'سوبر فارم' المتواجد بمحاذاة ملحمتي، أثناء تواجدهما في موقف السيارات، في الوقت الذي كنت أتواجد فيه داخل مخزني المتواجد في الطابق السفلي من العمارة، حينها سمعت صراخ الفتاتين اللتين كانتا تستنجدان للمساعدة بعد أن تعرض لهما شاب واعتدى على إحداهما جسديًا محاولًا سرقة المحفظة التي كانت بحوزتها.

خرجت من المخزن فورًا وبدأت بالصراخ عليه، وظهرت دراجة نارية يقودها شاب آخر، صعد المهاجم على متنها محاولا الهرب، وحين وقفت أمامهما فقد السائق السيطرة على الدراجة النارية، سقط أحدهما فيما تمكن الآخر من الفرار.

وتمكنت برفقة عدد من الشبان من إلقاء القبض على الشاب قبل تسليمه للشرطة التي أتت إلى المكان بعد تلقيها بلاغ من فرع 'سوبر فارم'.

في أعقاب ذلك، أقدم مجهولون على إطلاق النار وإلقاء قنبلة هلع على محلي، ما أسفر عن إصابة ابني واثنين من أصدقائه بجراح أحيلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومنذ ذلك الوقت انقلبت حياتنا رأسا على عقب، حتى بلغ الأمر حد وضع حراسة شرطية لحمايتي في المحل والمنزل وفي كل مكان أذهب إليه، حتى المسجد، وباتت حياتي مقيدة بسبب إنقاذ فتاة.

هل ستخضع لمثل هذه التهديدات أو الاعتداءات؟

كلا، لن أخضع لأي تهديدات، ما قمت به هو رد فعل طبيعي تجاه فتاتين طلبتا المساعدة دون أن أفكر في هويتهما. هناك من قال إن ما قمت به قد وضعني في مأزق أمام عصابات الإجرام، كانت إجابتي أن يتصور كل شخص أن السطو حدث على شاب أو فتاة من أقاربهم، أي موقف سيتخذون عندها؟

كيف ترى حجم الدعم والمساعدة التي حصلت عليها من المجتمع؟

لم أتوقع أن يصل الدعم إلى هذا الحد، وقف إلى جانبي في الأيام الماضية أهالي مدينة الناصرة وقرية يافة الناصرة وخارجهما، حتى أنني تلقيت اتصالات داعمة لي من منطقة الضفة الغربية، إذ أثنى جميع المتضامنين على ما قمت به ودعوا الجميع إلى القيام بالمثل سعيًا نحو اجتثاث ظواهر العنف المتفشية في مجتمعنا العربي.

هل تخشى أن تدفع حياتك ثمن ما قمت به؟

كلا، وذلك من منطلق عقيدة وإيماني بالله عز وجل، فالموت واحد حتى لو تعددت الأسباب، فأنا إنسان أؤمن بقضاء الله وقدره وكل منا له نصيبه في هذه الدنيا.

وطلبت من ابني البكر خلال حديثي معه بعد الحادثة أن يرفع رأسه في حال قتلت على خلفية ما فعلت من واجب، باعتبار أن موتي بسبب عمل شريف وليس بسبب أعمال زعرنة أو خاوة أو تعاملات في السوق السوداء.

على من تقع مسؤولية مثل هذه الأعمال؟

المسؤولية الأولى والأخيرة ملقاة على كاهل الأهل، باعتبار أن منفذ عملية السطو وهو شاب في العشرينات من عمره، لم يأت من فراغ، فلو جرى إرشاده على الطريق الصحيح لما وصل إلى ما وصل إليه.

غياب مسؤولية الأهل تجاه أبنائهم وافتقار بلداتنا للنوادي والأطر التي من أهدافها احتواء شبابنا في سبيل توجيههم نحو الطريق الصحيح، يؤدي في نهاية المطاف إلى انحراف الشباب نحو الهاوية.

وبدون شك هناك تقاعس من قبل الشرطة، وقد برر لي أحد أفراد الشرطة ذلك نتيجة عدم تعاون المواطنين العرب معهم في سبيل تعزيز أدلتهم خصوصًا عندما تصل الأمور إلى المحاكم.

ما هي الكلمة التي تود إيصالها في ظل تفشي ظواهر العنف وجرائم القتل في مجتمعنا العربي؟

أدعو جميع اللجان الشعبية في بلداتنا العربية بعمل بجد وبيد من حديد بالتعاون مع السلطات المحلية والشرطة لنبذ العنف، أناشد الأهالي بالانتباه لأبنائهم وتربيتهم على الأخلاق والمبادرات الاجتماعية السليمة.

كلي أمل أن تتبنى اللجان الشعبية ما قمت به، حتى تكون انطلاقة لوضع حد لمظاهر العنف، فنحن أمام قضية مجتمع والأمر لا يقتصر على قضية نادر حنيني فقط.

التعليقات